You are here: Home النظام الداخلي نجاح واكيم في افتتاح الملتقى العربي : سوريا صمدت، فلسطين البوصلة والمقاومة باقية

نجاح واكيم في افتتاح الملتقى العربي : سوريا صمدت، فلسطين البوصلة والمقاومة باقية

إرسال إلى صديق طباعة

p12_20171115_pic1

في دمشق، قلب العروبة النابض، وتحت علم الجمهورية العربية المتحدة ينعقد هذا الملتقى لقوى وفاعليات وطنية، اجتمعت على مواجهة الحلف الأميركي – الصهيوني – الرجعي، والتصدي لمشاريعه المعادية للأمة العربية كلها، الهادفة إلى تدميرها ونزع هويتها وكسر أرادتها وإخضاعها لمشيئة هذا الحلف ومصالحه.
في صلب هذه المشاريع تقع المؤمرات التي حيكت على سوريا، الواحدة تلو الأخرى، حتى بلغت الذروة بالعدوان الهمجي المتعدد الجنسيات، والذي استخدمت فيه كل الأسلحة وكل الأدوات. هل كنا بحاجة إلى اعترافات العملاء الصغار لكي نعرف حقيقة هذا العدوان وأهدافه، والجهات التي أعدته وأدارته، والأدوات التي تولت تنفيذه، من ملوك وأمراء ومشايخ أشباه رجال، إلى عصابات ووحوش عصابات أشباه بشر؟
لسنا بحاجة إلى اعترافاتهم، لكننا دائماً بحاجة لقراءة التاريخ وفهم التاريخ. إن الحقبة التي نعيشها اليوم تشبه كثيراً تلك التي شهدتها أمتنا في خمسينات القرن الماضي. لقد جاء الغرب الاستعماري آنذاك يحمل إلينا مشروعات الأحلاف المعروفة، حلف بغداد والحلف الإسلامي ومشروع أيزنهاور، ويحوك أخبث المؤامرات لتصفية القضية الفلسطينية ودمج الكيان الصهيوني في نسيج المنطقة. ثم توج ذلك كله بالعدوان الثلاثي على مصر سنة 1956. 
كان مصير الأمة كلها إبان ذلك العدوان معلقاً على صمود شعب وشجاعة رجل.
اليوم، وعلى مدى سنوات العدوان على سوريا، كان مصير الأمة العربية كلها معلقاً على صمود شعب وشجاعة رجل.
لقد كان شعبنا العربي في سوريا رائعاً في صموده، سخياً في تضحياته، عنيداً في عزته الوطنية وكبريائه. وكنت، يا سيادة الرئيس، الرجل الذي تحلى بكل الشجاعة، شجاعة القلب، وشجاعة العقل، وشجاعة الضمير.
صمدت مصر. انتصرت على جحافل العدوان. سقط حلف بغداد، وتبدد مشروع أيزنهاور، وأجهض الحلف الإسلامي.
ورفع الرجل الكبير جمال عبد الناصر في سماء أمتنا كلها رايات الحرية والكرامة. رفع علم الوحدة الذي حفظته لنا سوريا... وحدها سوريا حفظته، فلم يسقط من يدها رغم العواصف والصعاب. وانطلقت الجماهير في حركة تحرر عربية رائعة قدمت لأمتها الكثير وحققت لأمتها الكثير.
واليوم، صمدت سوريا. انتصرت على حجافل العدوان. ولسوف يسقط حلف "الشرق الأوسط". لسوف تسقط العروش المهترئة النتنة التي يقوم عليها حلف "الشرق الأوسط".
ولسوف ترتفع من جديد رايات العزة والكرامة والتحرر القومي.
إن حركة تحرر عربية جديدة، نرى بوضوح بوادرها وبداياتها، تشرق مع فجر سوريا الجديد. من أجلها ينعقد هذا الملتقى. أمامها الكثير من التحديات، والكثير من العمل...
عليها أن تجهض مشروع الحلف الصهيوني الرجعي فلا تدعه يخرج من رحم الظلام.
عليها أن تستعيد فلسطين، قضية فلسطين من دهاليز المفاوضات وأوهام التسويات ومهاوي التنازلات لتضعها بالكامل في أيدي المقاومة....المقاومة التي تكافح في فلسطين، والمقاومة التي تكافح من أجل فلسطين.
فلسطين هي بوصلة حركة التحرر العربية الجديدة. والتوجه شرقاً، تماماً كما قلت أنت، وجهتها.
سيادة الرئيس.
من دمشق، القوية الأبية، يحق لنا اليوم أن نردد مع الشاعر:
"إني أرى في الغيب مولد شعبنا،
وأشم من هذا المكان زهور يافا،
أشهد الآفاق تطوى والحدود،
وأرى الجماهير التي ستدك عرش الظلم صارخة البنود،
أرى رجوعك يا بلادي للحياة."