You are here: الصفحة الرئيسة

واكيم في الذكرى 15 لتأسيس حركة الشعب: «المستقبل للشباب»

إرسال إلى صديق طباعة

3942833747714752نجوى ضاهر

كرامة وطن ، كرامة شعب. هذا  كان العنوان الأول لإحتفاء حركة الشعب بالذكرى الخامسة  عشرة  لتأسيسها  خلال حفل الإستقبال الذي أقيم في فندق "الريفيارا" وحضره حشد  من  ممثلي  سفارات  الدول الصديقة والشقيقة  وممثلي الأحزاب العربية واللبنانية وكافة  الفصائل الفلسطينية  في بيروت، مساء أمس، حيث قد ألقى رئيس حركة الشعب نجاح واكيم  كلمة بهذه المناسبة شكر فيها الجميع على تلبية الدعوة والتي تصادف أيضا  بدء أعمال  مؤتمر حركة  الشعب الثالث.

وقال واكيم: "إن إحتضان كافة القوى الوطنية لحركة الشعب في الفترة الماضية  كان عنصرا هاما وحاسما في صمودها وقدرتها  على الإستمرار وسط ظروف بالغة الصعوبة لا يتسع المجال للإسهاب في شرحها." مؤكداً أن  حركة الشعب قد تجاوزت مرحلة الصمود تلك، وباتت قادرة على الإنطلاق لتحقيق أهدافها الوطنية والقومية التي أعلنتها في وثيقة تأسيسها، مشيراً إلى  أن المؤتمر الثالث سوف يشهد تغييرات لافتة سواء لجهة عمل الحركة في المرحلة المقبلة،  أو لجهة أساليب العمل وتوسع مجالاته، ويبقى الأهم في التغييرات، الإضافات في مختلف مواقع المسؤولية إبتداء بالقيادة المركزية ..حيث أن  دماء جديدة قد تدفقت إلى جسم الحركة جعلته أكثر حيوية ، وأن عقولا جديدة إنخرطت في مختلف مجالات عملنا سوف يكون تأثيرها فعالا  في تحديث أساليب العمل وتطوير أدواته وآلياته.

وأضاف واكيم بكل الفرح  أبلغكم أن هؤلاء الشباب والشابات سوف يتقدمون إلى المواقع الأمامية لقيادة حركة الشعب في المرحلة المقبلة ، وأن الجيل الذي تحمل مسؤولية التأسيس والقيادة في المرحلة  الماضية ، بكل تكاليفها وأعبائها ومخاطرها ، سوف يبدأ بالعودة تدريجيا إلى الصفوف الخلفية ، مثابرا على العمل  من أجل الأهداف السامية التي من أجلها تأسست " حركة الشعب ".

ومن جانب آخر  تحدث واكيم  عن الصراع الدولي  المحتدم في منطقتنا والذي يشكل الشرق الأوسط ميدانه  الرئيسي في هذه المرحلة، حيث يشهد العالم اليوم صراعات عاتية متعددة الأشكال والمجالات ، وسوف يتقرر بنتيجتها شكل النظام الدولي العتيد، وتوازنات القوى والمصالح  فيه. ففي جانبٍ من هذا الصراع  تقف الولايات المتحدة الأمريكية، ومعها  حلفاؤها في "الناتو" ومن ورائها أتباعها وأدواتها  في المنطقة، خصوصاً (إسرائيل) والرجعيات  العربية، وفي الجانب الآخر يقف العالم  كله، ممثلا بتكتلات قارية  ودولية ناشئة أبرزها منظمة "شنغهاي" و"مجموعة البريكس" وتكتل دول أمريكا الجنوبية  والكاريبي "سيلاك".

وقال "إن مستقبل الأمة العربية يتوقف على صوابية تحديد موقعها  في هذا الصراع،  بما يحقق لها ما تصبو إليه  من تحرر وكرامة وتقدم ومكانة لائقة في النظام الدولي العتيد. ولا يمكن هنا في خضم هذا الصراع أن تنأى بنفسها عنه، خصوصا وأنها تشكل ميدانه الأكثر إشتعالا ، وتتلقى كل تداعياته وإنعكاساته . كما ليس لنا أن نترك لهذا النظام الرسمي العربي، والذي تجسد حقيقته وواقعه جامعة الدول العربية أن يعيد مآساة إلحاق الأمة بعجلة الإستعمار الغربي. إن نتائج التبعية لهذا الإستعمار ماثلة أمامنا بشكل واضح جدا ، وهي لا تحتاج  إلى تبيان وشرح ."

وأكد واكيم إن قيام جبهة شعبية عربية ، تنضوي فيها  كل القوى والفاعليات  الوطنية والقومية الشريفة ،  يجب  أن تقوم لكي  تضع أمتنا في الموقع الصحيح من هذا الصراع العالمي، وتكافح، بالتعاون مع أصدقائنا على الصعيدين الدولي والإقليمي، من أجل الأهداف العليا لأمتنا في التحرر والتقدم والوحدة. مؤكدا إن إقامة هذه الجبهة هي أحد أبرز الأهداف التي  تسعى إليها "حركة الشعب" في المرحلة المقبلة، وقد بدأت أمس إجتماعات  تمهيدية شارك فيها ممثلون لأحزاب ومنظمات من المغرب وتونس ومصر وفلسطين والأردن والبحرين ولبنان من أجل تحقيق هذا الهدف.

وتحدث واكيم في جانب هام يتعلق بضرورة تحديد مواقفنا من قضايا تتصدر المشهد العربي  اليوم وأولها  سوريا  التي يظلمها الإعلام كثيرا والتي سينصفها التاريخ  قريبا ، فقد  حمت سوريا  بصمودها الأسطوري الأمة العربية كلها من السقوط في وجه أشرس هجمة إستعمارية وهي تفتح كل لحظة من عزيمتها القوية للأمة كلها آفاقا واعدة  في الغد، وسوريا لا تعنيها في ما تناضل من أجله شهادة أي فرد بل وكما  يقول جمال عبد الناصر  تكفيها شهادة التاريخ، مبرأة من العقد والتعصب والتحزب والنسيان.
وحيا واكيم  سوريا بشجاعتها  وصمودها وتضحياتها ، كما حيا شرفاء الموقف في هذا العالم الذين وقفوا  إلى جانب  سوريا وساندوها وخاصة إيران  وروسيا  والصين ، وحيا  "حزب الله "  وشبابه الأبطال الذين يقاتلون فوق تراب وطننا جميعا سوريا، ويبذلون العرق والدم لمواجهة الهجمة الإستعمارية على الأمة العربية وهم كما سوريا  يظلمهم الإعلام النفطي. وجدّد  في كلمته الدعوة لإيجاد حل سياسي للأزمة يحفظ لسوريا وحدتها وسيادتها ، ويعزز صمودها ويستعيد لها دورها  الطليعي في الأمة العربية ، آملاً أن  يكون إجتماع موسكو المنعقد، خطوة أولى على طريق الحل السياسي.

وأضاف فيما يخص القضية الفلسطينية فقد آن الآوان لإنقاذها من متاهات المفاوضات  التي تدعو إليها وترعاها الولايات المتحدة الأمريكية كما آن الوقت لإعادة بناء منظمة التحرير بما يضمن مشاركة جميع فصائل المقاومة فيها، وإعتماد ميثاق واضح لها لا يفرط بأي من الثوابت الوطنية للشعب الفلسطيني. وفي موضوع النفط العربي ، ودور حكام الجزيرة والخليج في تسخير  هذه الثروة القومية لخدمة أعداء أمتنا ، فلسنا  هنا بحاجة إلى تعداد " مآثرهم " المخزية ، من التآمر على فلسطين ومصر إلى تدمير سوريا والعراق واللائحة  تطول.

وقال واكيم "إن من بين أخطر ما تفتقت عنه عبقرية أولئك الذين يسيرون هؤلاء الحكام يتجسد في توظيف الثروة النفطية في إنتاج الإرهاب ومنظماته التكفيرية ونشر أوبئتها في مجتمعاتنا "فوضى هدامة" لا خلاقة  وتخلفاً  وتمزقاً  وخراباً، أما  أكثر مآثرهم خزياً فهي الحرب الإقتصادية التي تشنها الولايات المتحدة بواسطة ملوك النفط السعودي ضد شعوب وحكومات الدول الصديقة كروسيا  وإيران  وفنزويلا. بحيث بات من الصعب الفصل  بينهم وبين العدو الصهيوني. وفي ختام كلمته تحدث واكيم عن الأزمة اللبنانية حيث قام النظام السياسي في لبنان والسلطة ولا أقول الدولة  على  معادلة  خارجية  تعكس توزانات القوة والنفوذ لدول إقليمية ودولية في هذا البلد ، ولقد كانت آخر صيغة للمعادلة الخارجية هي تلك التي قام عليها "إتفاق الطائف"، والتي سقطت نهائيا في العام 2005، ولا يزال لبنان منذ ذلك التاريخ يعيش في ظل سلطة إنتقالية تولت إدارتها القوى السياسية الطائفية التي أفرزتها الحرب الأهلية وكرستها  دولة "الطائف". ولقد إنتهت المرحلة الإنتقالية هذه إلى ما نحن عليه اليوم ، دولة بمؤسساتها الدستورية كافة في حالة موت سريري ، وفوضى أمنية وسياسية تهدد مصير الوطن ذاته ، وفساد مستشر ومؤسسات إدارية وقضائية وأمنية  لم تعد مؤهلة للقيام بأبسط واجباتها ويأس وبؤس يخيمان على مجتمعنا وشعبنا.

ومن هنا تلح الضرورة على أهمية بناء نظام  سياسي جديد نبني الدولة على أساسه، فقد سقطت الشرعية عن هذه "الدولة" ومؤسساتها، وعادت إلى مصدرها الأساسي (الشعب). وتابع واكيم قائلا : لقد بادر " المؤتمر الوطني للإنقاذ" إلى طرح مبادرة للإنقاذ وفق خارطة طريق محددة وواضحة، وندعو الشعب إلى منحها ثقته وتأييده وإلى قيام جبهة وطنية، يمنحها الشعب  التأييد والشرعية لكي تتمكن من تنفيذ مبادرة الإنقاذ هذه .

بعد كل هذه التعرية لواقعنا المأزوم  لولا ضوء المقاومة  كم هي صادقة  صرخة واكيم الجارحة في كتابه الأيادي السوداء حين عرّى السياسة بوصفها "أحجية واسرار ومؤامرات متناسلة"، وبأنها في مواضع أخرى  اخبار صالونات وروايات محبوكة حان وقت تبييض معناها بعمق مغزى كلمة الأبيض بعيدا عن السوق السوداء التي إستوحشت على كل المستويات...

30/1/2015