You are here: الصفحة الرئيسة

Harakat Al-Shaab - حركة الشعب -لبنان

تبرير أميركي للعدوان: لم ندخل حرب اليمن!

إرسال إلى صديق طباعة

عاد بابُ المندب مدخلاً عريضاً للحرب التي تقودها السعودية والولايات المتحدة على اليمن، كما كان في الأيام الأولى لهذه الحرب حين ادعت دول عربية وغربية، أن أحد أهم أهدافها هو حماية الأمن الملاحي في المضيق الاستراتيجي، وذلك بعدما سُلّم اللواء 17 مشاة المرابط في منطقة باب المندب في آذار 2015 لـ «أنصار الله»، في ذريعة اعتبرت حينها ورقةً استراتيجية في يد طهران.
ونفذت الولايات المتحدة، أمس، أولى ضرباتها منذ بدء الحرب السعودية على اليمن، ضد «ثلاثة مواقع رادار» للحوثيين في «مناطق نائية»، بحجة استهدافهم لسُفنها في المضيق، بعد أقل من اسبوع من إعلانها أنها تُراجع دعمها لحليفها السعودي في حربه. وبغضّ النظر عما إذا كان من المفترض أن تكون هذه الرادارات قد دمرت خلال القصف السعودي المستمر منذ أكثر من عام ونصف العام، فإن واشنطن التي نجحت إلى حد ما في لعبة التمويه عن مجزرة حليفتها في صنعاء، أكدت أنها لن تتوانى عن تنفيذ عدوان جديد ضد الحوثيين، معتبرةً ان ذلك لا يدخل في إطار الصراع في اليمن، بعدما وجهت أهدافها للمرة الأولى في هذا البلد، مباشرة، لأهداف غير تنظيم «القاعدة» التي تقول إنها تحاربها.
وجاء القصف ضد المواقع الحوثية رداً على الادعاء الأميركي بأن استهداف مدمرتين اميركيتين في البحر الأحمر حصل للمرة الثانية خلال اربعة ايام، بعدما ادعت ذلك يوم الاحد الماضي، وهو ما نفاه الحوثيون.
وأوضح مسؤول اميركي ان القصف استهدف ثلاثة مواقع رادار على ساحل البحر الاحمر، بواسطة صواريخ «توماهوك» اطلقت من المدمرة «يو اس اس نيتز» بعدما اجاز الرئيس الاميركي باراك اوباما هذه الضربات. وأكدت واشنطن ان الضربات «المحدودة» تندرج ضمن إطار الدفاع عن النفس. ووفقا للجيش الاميركي، فإن الصواريخ المضادة للسفن التي يستخدمها الحوثيون هي على الارجح من طراز «سي 802 سيلك ورم» من اصل صيني يبلغ مداها اكثر من مئة كيلومتر. وقالت مصادر عسكرية يمنية إن المواقع المستهدفة تقع قرب ميناء المخا والخوخة ورأس عيسى.
وكانت السفينتان المستهدفتان، «يو اس اس ميسون» و «يو اس اس بونس» حين اطلاق الصواريخ في البحر الاحمر، قرب مضيق باب المندب، لكن لم تلحق بهما أي ضرر، فيما سقطت الصواريخ في المياه، بحسب الأميركيين.
وقال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك إن الضربات الأميركية «لا تتصل بالصراع الأوسع في اليمن. تواصل الولايات المتحدة تشجيع جميع أطراف الصراع اليمني على الالتزام بوقف الاقتتال والسعي للتوصل إلى حل سياسي».
واعتبرت الامارات المشاركة في «التحالف» العربي، ان الرد الاميركي هو «رد مشروع ومبرر على الاعتداءات المتكررة المسنودة بقوات التمرد»، وذلك في بيان لوزارة خارجيتها، بعدما كان الحوثيون تبنوا الأسبوع الماضي استهداف إحدى سفنها، فيما حذر التحالف السعودي حينها من ان الهجوم «مؤشر خطير يؤكد توجه هذه المليشيات لتنفيذ عمليات ارهابية تستهدف الملاحة الدولية المدنية والسفن الاغاثية في باب المندب».
ونفى الحوثيون أمس، مسؤوليتهم عن استهداف المدمرة الأميركية «يو اس اس ميسون» كما سبق لهم ان أكدوا يوم الاحد الماضي، حين ادعت واشنطن للمرة الأولى أن مدمرتها تعرضت لقصف حوثي. ووضع مصدر حوثي التصريحات الاميركية في «سياق خلق المبررات الكاذبة لتصعيد الاعتداءات، وللتغطية على الجرائم المتواصلة التي يرتكبها العدوان بحق الشعب اليمني».
بدوره، اعتبر العميد الركن شرف لقمان، المتحدث باسم الجيش اليمني واللجان الشعبية، أن «الاعتداء الأميركي المباشر واستهداف الأراضي اليمنية ليس مقبولاً، وسيتم التعامل مع أي تطورات بما يناسبها»، مؤكداً الحق «في الدفاع عن سيادة اليمن وحماية حدودها البرية والبحرية».
من جهته، اتهم حزب المؤتمر الشعبي العام «التحالف العربي» باستجلاب عناصر من «القاعدة» و «داعش» في سوريا لمهاجمة السفن قبالة سواحل اليمن، وإلصاقها باللجان الشعبية التابعة للحوثيين والرئيس اليمني علي عبد الله صالح.
وتزامناً مع هذه التطورات، كشفت وكالة «تسنيم» الايرانية ان مدمرتين ايرانيتين غادرتا في الخامس من تشرين الاول الحالي الى خليج عدن لحماية السفن التجارية وناقلات النفط.
وأوضحت ان المدمرتين ستتجهان بداية الى خليج عدن ومضيق باب المندب، قبل الانتقال الى تنزانيا.
إلى ذلك، اعتبرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس ان المجزرة التي نفذتها السعودية واستهدفت قاعة عزاء في صنعاء يوم السبت الماضي «يمكن تصنيفها جريمة حرب».
(«السفير»، ا ف ب، رويترز، اب)

 14-10-2016

لقاضية متلبّسة: إنصاف المالك وظلم المستأجر

إرسال إلى صديق طباعة

 

في العاشر من الشهر الحالي، صدر قرار قضائي ألزم مستأجرا قديما دفع الزيادة على بدلات الإيجار، استنادا الى احكام قانون الإيجارات الجديد. القرار الذي تجاهل حق المُستأجر في الحصول على مُساعدات من الصندوق لدفع الزيادة على البدلات، وفق ما ينص عليه القانون نفسه، يخرج عن نطاق تبني القضاة لمبدأ نفاذ القانون في الدعاوى المُتعلّقة بالاسترداد للضرورة العائلية والهدم، ويفتتح مسارا جديدا في قضية الإيجارات
هديل فرفور
في 10/10/2016، أصدرت القاضية المُنفردة المدنية في بيروت الناظرة في قضايا الإيجارات، أميرة صبره، قرارا ألزمت فيه مستأجرا قديما دفع الزيادة على بدلات الإيجار استنادا الى أحكام قانون الإيجارات الجديد، "بغض النظر عن مدى استفادة المُدعى عليه (المُستأجر) من مُساهمة الصندوق (المخصص لمساعدة المُستأجرين غير القادرين على دفع الزيادة)، وبمعزل عن الجدل القانوني القائم حول مدى صلاحية هذه المحكمة لبت مثل هذا الطلب"، وفق ما ورد حرفيا في نص القرار.
تفاصيل القرار
نصّت المادة 7 من قانون الإيجارات الجديد على تعيين لجنة بموجب مرسوم (..)، يكون عملها النظر في تطبيق الأحكام المتعلقة بدفع الزيادات على بدلات الإيجار. ونصّت الفقرة (ب) من المادة 18 من القانون على أنه في حال لم يجر التوصل الى تحديد بدل المثل رضاء بالاتفاق بين المؤجر والمُستأجر (..) يقوم المالك بتعيين خبيرين محليين (..) يضعان تخمينا لبدل المثل المأجور ويتم إبلاغ المستأجر بتقرير التخمين. بعدها، وخلال شهرين من تبلّغه التقرير، إما يقبل المستأجر التقرير ويتبنى البدل المنصوص عليه وإما يعمد بدوره الى تعيين خبيرين آخرين. وإذا اختلف التقريران جاز لكل من المُستأجر والمؤجر أن يلجأ الى اللجنة من أجل بت النزاع. الجدير ذكره أن المجلس الدستوري كان قد أبطل في 6 آب عام 2014 المواد الثلاث المتعلّقة بلجنة بت نزاعات بدل المثل واعتبرها غير دستورية، وهي: المادة 7 و13 والفقرة ب-4 من المادة 18. الإنطلاق من هذا الشرح يُعد ضروريا لفهم القضية وتفاصيلها.
بداية، كلّف المالك خبيرين للكشف على المأجور وأبلغ التقرير إلى المستأجر. لم يردّ الأخير على تقرير المالك ضمن مهلة الشهرين، ما دفع بالمالك إلى التقدم بدعوى للمطالبة بالزيادات على السنة التمديدية الأولى بالاستناد إلى تقرير الخبيرين المُكلّفيين من قبله.
في معرض اللائحة الجوابية التي تقدّم بها المُستأجر، يُدلي الأخير أن مدخوله الشهري هو أقلّ من ثلاثة أضعاف الحدّ الأدنى للأجور (..) ويطلب إعلان بطلان عمل لجنة الخبيرين المعينيين من قبل المالك والتثبّت من عدم وصول المدعى عليه (المستأجر) الى ثلاثة أضعاف الحدّ الأدنى للأجور عملا بالمادة 3 من القانون (تنص المادة 3 على تقديم المساعدة للمستأجرين الذين لا يتجاوز دخلهم ثلاثة أضعاف الحد الأدنى للأجور عن طريق دفع الزيادات كليا او جزئيا حسب الحالة).
ردّت القاضية طلب إبطال تقرير الخبيرين وألزمت المُستأجر أن يدفع للجهة المدعية المبلغ الذي ينص عليه تقرير الخبيرين، كذلك ردّت طلب تعليق مهلة دفع الزيادة القانونية وتضمين المُستأجر الرسوم والنفقات القانونية.
جعارة: أي إنصاف يكون بتطبيق فقط سلسلة العقوبات
على المُستأجر؟
في معرض تعليل القرار، تقول القاضية: "بغض النظر عن مدى استفادة المدعى عليه من مُساهمة الصندوق، وبمعزل عن الجدل القانوني القائم حول مدى صلاحية هذه المحكمة لبت مثل هذا الطلب، فإنه في ظل حصر الجهة المدعية مطالبها فقط بالزيادة القانونية اللاحقة بالسنة التمديدية الأولى دون باقي السنوات (..)، يكون الطلب المُقدّم من قبل المدعى عليه للاستفادة من مساهمة الصندوق وتعليق دفع الزيادة مردودا لعدم القانونية". وتُضيف: "إن رد طلبه لهذه الناحية، لا يحرمه الإستفادة من هذه المُساهمة عن السنوات اللاحقة، في حال توافر شروطها، وذلك بموجب طلب يُقدّمه على حدة (..)".
ألزمت القاضية إذا المُستأجر دفع زيادة البدلات وتركت مسألة المُساعدة المستحقة للمستأجر لدفع هذه الزيادات مُعلقا. هذا الأمر بات يتكرّر في نماذج التطبيق "المُجتزأ" للقانون، إذ يجري تطبيق المواد المتعلقة بـ "إنصاف" المالك وتجاهل السياق المتكامل لمساعدة المُستأجرين الذي نصّ عليه القانون.
تستند القاضية في حكمها الى المادة الرابعة من قانون أصول المحاكمات المدنية (لا يجوز للقاضي الاستنكاف عن إحقاق الحق بحجة غموض النص). تقول عضو تجمّع المحامين للطعن وتعديل قانون الإيجارات المحامية مايا جعارة إنه لا يمكن للقضاء وعملا بمبدأ فصل السلطات أن يرجع الى المبادئ العامة وإحلال القاضي المنفرد مكان اللجنة المُبطلة، إذ إن الرجوع الى المبادئ العامة يكون في حالة غموض النص او انتفائه، "وليس في حالة بطلان النص من قبل المجلس الدستوري، ففي حالة الإبطال الكلي او الجزئي وعملا بمبدأ فصل السلطات يُعاد القانون الى مجلس النواب صاحب الصلاحية بتعديله". وتُضيف جعارة أن المادة الرابعة تقضي باعتماد القاضي المبادئ العامة والعرف والإنصاف، "أي انصاف يكون بتطبيق فقط سلسلة العقوبات على المُستأجر في حين أن المواد التي تُنصفه جزئيا لا تُطبّق؟".
يعلّق محامٍ مُطلّع على القرار بالقول: "لا نزال نعيش الإشكالية القانونية الناشئة عن تقاعس مجلس النواب معن الإستجابة الى قرار المجلس الدستوري، الذي يُلزم المجلس تعديل ما أبطله مجلس الدستوري". ويُضيف: "وبسبب هذا التقاعس، فإن إشكالية الإجتهادات المُتفاوتة ستبقى قائمة". اللافت هو ما يُشير اليه المحامي وهو أن هذه القرارات تأتي في سياق يجعل من مسألة تطبيق القانون واقعا بحكم الأعراف وبقوة الواقع القائم.
وللتذكير فإن الهيئة العامة لمحكمة التمييز كانت قد أصدرت في 9/5/2016 قراراً يقضي بوقف تنفيذ القرار الصادر عن محكمة الاستئناف المدنية في بيروت في شهر تموز من عام 2015، الذي اعتبر حينها قانون الإيجارات الجديد نافذاً. حينها، رأى المُستأجرون أن قرار الهيئة العامة من شأنه أن "يُفرمل" بعض القرارات القضائية، التي عدّت قانون الإيجارات نافذا، ليأتي قرار القاضية صبره ويدحض آمال المُستأجرين القدامى.
أمام هذا الواقع، وفي ظل "عودة" الجلسات التشريعية، يجد المُستأجرون أنفسهم أمام خيار العودة الى الشارع.
المُستأجرون يعتصمون اليوم
دعت لجان المُستأجرين في المناطق وتجمّع المحامين للطعن وتعديل قانون الإيجارات الجديد، اليوم، الى وقفة احتجاجية أمام الباب الرئيسي لقصر العدل في بيروت، قرب بيت المحامي، عند الساعة العاشرة والنصف صباحا، وذلك اعتراضا على "بعض الأحكام الإستنسابية والمتناقضة بعد الإبطال الصادر عن المجلس الدستوري"، وللمطالبة بحماية المواطنين في بيوتهم ومنع تهجيرهم
في العاشر من الشهر الحالي، صدر قرار قضائي ألزم مستأجرا قديما دفع الزيادة على بدلات الإيجار، استنادا الى احكام قانون الإيجارات الجديد. القرار الذي تجاهل حق المُستأجر في الحصول على مُساعدات من الصندوق لدفع الزيادة على البدلات، وفق ما ينص عليه القانون نفسه، يخرج عن نطاق تبني القضاة لمبدأ نفاذ القانون في الدعاوى المُتعلّقة بالاسترداد للضرورة العائلية والهدم، ويفتتح مسارا جديدا في قضية الإيجارات
هديل فرفورفي 10/10/2016، أصدرت القاضية المُنفردة المدنية في بيروت الناظرة في قضايا الإيجارات، أميرة صبره، قرارا ألزمت فيه مستأجرا قديما دفع الزيادة على بدلات الإيجار استنادا الى أحكام قانون الإيجارات الجديد، "بغض النظر عن مدى استفادة المُدعى عليه (المُستأجر) من مُساهمة الصندوق (المخصص لمساعدة المُستأجرين غير القادرين على دفع الزيادة)، وبمعزل عن الجدل القانوني القائم حول مدى صلاحية هذه المحكمة لبت مثل هذا الطلب"، وفق ما ورد حرفيا في نص القرار.
تفاصيل القرار
نصّت المادة 7 من قانون الإيجارات الجديد على تعيين لجنة بموجب مرسوم (..)، يكون عملها النظر في تطبيق الأحكام المتعلقة بدفع الزيادات على بدلات الإيجار. ونصّت الفقرة (ب) من المادة 18 من القانون على أنه في حال لم يجر التوصل الى تحديد بدل المثل رضاء بالاتفاق بين المؤجر والمُستأجر (..) يقوم المالك بتعيين خبيرين محليين (..) يضعان تخمينا لبدل المثل المأجور ويتم إبلاغ المستأجر بتقرير التخمين. بعدها، وخلال شهرين من تبلّغه التقرير، إما يقبل المستأجر التقرير ويتبنى البدل المنصوص عليه وإما يعمد بدوره الى تعيين خبيرين آخرين. وإذا اختلف التقريران جاز لكل من المُستأجر والمؤجر أن يلجأ الى اللجنة من أجل بت النزاع. الجدير ذكره أن المجلس الدستوري كان قد أبطل في 6 آب عام 2014 المواد الثلاث المتعلّقة بلجنة بت نزاعات بدل المثل واعتبرها غير دستورية، وهي: المادة 7 و13 والفقرة ب-4 من المادة 18. الإنطلاق من هذا الشرح يُعد ضروريا لفهم القضية وتفاصيلها.بداية، كلّف المالك خبيرين للكشف على المأجور وأبلغ التقرير إلى المستأجر. لم يردّ الأخير على تقرير المالك ضمن مهلة الشهرين، ما دفع بالمالك إلى التقدم بدعوى للمطالبة بالزيادات على السنة التمديدية الأولى بالاستناد إلى تقرير الخبيرين المُكلّفيين من قبله.في معرض اللائحة الجوابية التي تقدّم بها المُستأجر، يُدلي الأخير أن مدخوله الشهري هو أقلّ من ثلاثة أضعاف الحدّ الأدنى للأجور (..) ويطلب إعلان بطلان عمل لجنة الخبيرين المعينيين من قبل المالك والتثبّت من عدم وصول المدعى عليه (المستأجر) الى ثلاثة أضعاف الحدّ الأدنى للأجور عملا بالمادة 3 من القانون (تنص المادة 3 على تقديم المساعدة للمستأجرين الذين لا يتجاوز دخلهم ثلاثة أضعاف الحد الأدنى للأجور عن طريق دفع الزيادات كليا او جزئيا حسب الحالة).ردّت القاضية طلب إبطال تقرير الخبيرين وألزمت المُستأجر أن يدفع للجهة المدعية المبلغ الذي ينص عليه تقرير الخبيرين، كذلك ردّت طلب تعليق مهلة دفع الزيادة القانونية وتضمين المُستأجر الرسوم والنفقات القانونية.

جعارة: أي إنصاف يكون بتطبيق فقط سلسلة العقوباتعلى المُستأجر؟في معرض تعليل القرار، تقول القاضية: "بغض النظر عن مدى استفادة المدعى عليه من مُساهمة الصندوق، وبمعزل عن الجدل القانوني القائم حول مدى صلاحية هذه المحكمة لبت مثل هذا الطلب، فإنه في ظل حصر الجهة المدعية مطالبها فقط بالزيادة القانونية اللاحقة بالسنة التمديدية الأولى دون باقي السنوات (..)، يكون الطلب المُقدّم من قبل المدعى عليه للاستفادة من مساهمة الصندوق وتعليق دفع الزيادة مردودا لعدم القانونية". وتُضيف: "إن رد طلبه لهذه الناحية، لا يحرمه الإستفادة من هذه المُساهمة عن السنوات اللاحقة، في حال توافر شروطها، وذلك بموجب طلب يُقدّمه على حدة (..)".ألزمت القاضية إذا المُستأجر دفع زيادة البدلات وتركت مسألة المُساعدة المستحقة للمستأجر لدفع هذه الزيادات مُعلقا. هذا الأمر بات يتكرّر في نماذج التطبيق "المُجتزأ" للقانون، إذ يجري تطبيق المواد المتعلقة بـ "إنصاف" المالك وتجاهل السياق المتكامل لمساعدة المُستأجرين الذي نصّ عليه القانون.تستند القاضية في حكمها الى المادة الرابعة من قانون أصول المحاكمات المدنية (لا يجوز للقاضي الاستنكاف عن إحقاق الحق بحجة غموض النص). تقول عضو تجمّع المحامين للطعن وتعديل قانون الإيجارات المحامية مايا جعارة إنه لا يمكن للقضاء وعملا بمبدأ فصل السلطات أن يرجع الى المبادئ العامة وإحلال القاضي المنفرد مكان اللجنة المُبطلة، إذ إن الرجوع الى المبادئ العامة يكون في حالة غموض النص او انتفائه، "وليس في حالة بطلان النص من قبل المجلس الدستوري، ففي حالة الإبطال الكلي او الجزئي وعملا بمبدأ فصل السلطات يُعاد القانون الى مجلس النواب صاحب الصلاحية بتعديله". وتُضيف جعارة أن المادة الرابعة تقضي باعتماد القاضي المبادئ العامة والعرف والإنصاف، "أي انصاف يكون بتطبيق فقط سلسلة العقوبات على المُستأجر في حين أن المواد التي تُنصفه جزئيا لا تُطبّق؟".يعلّق محامٍ مُطلّع على القرار بالقول: "لا نزال نعيش الإشكالية القانونية الناشئة عن تقاعس مجلس النواب معن الإستجابة الى قرار المجلس الدستوري، الذي يُلزم المجلس تعديل ما أبطله مجلس الدستوري". ويُضيف: "وبسبب هذا التقاعس، فإن إشكالية الإجتهادات المُتفاوتة ستبقى قائمة". اللافت هو ما يُشير اليه المحامي وهو أن هذه القرارات تأتي في سياق يجعل من مسألة تطبيق القانون واقعا بحكم الأعراف وبقوة الواقع القائم.وللتذكير فإن الهيئة العامة لمحكمة التمييز كانت قد أصدرت في 9/5/2016 قراراً يقضي بوقف تنفيذ القرار الصادر عن محكمة الاستئناف المدنية في بيروت في شهر تموز من عام 2015، الذي اعتبر حينها قانون الإيجارات الجديد نافذاً. حينها، رأى المُستأجرون أن قرار الهيئة العامة من شأنه أن "يُفرمل" بعض القرارات القضائية، التي عدّت قانون الإيجارات نافذا، ليأتي قرار القاضية صبره ويدحض آمال المُستأجرين القدامى.أمام هذا الواقع، وفي ظل "عودة" الجلسات التشريعية، يجد المُستأجرون أنفسهم أمام خيار العودة الى الشارع.
المُستأجرون يعتصمون اليوم
دعت لجان المُستأجرين في المناطق وتجمّع المحامين للطعن وتعديل قانون الإيجارات الجديد، اليوم، الى وقفة احتجاجية أمام الباب الرئيسي لقصر العدل في بيروت، قرب بيت المحامي، عند الساعة العاشرة والنصف صباحا، وذلك اعتراضا على "بعض الأحكام الإستنسابية والمتناقضة بعد الإبطال الصادر عن المجلس الدستوري"، وللمطالبة بحماية المواطنين في بيوتهم ومنع تهجيرهم

 

نهاية «سعودي أوجيه»

إرسال إلى صديق طباعة

انطلق عدّاد نهاية «سعودي أوجيه». صدر قرار الإقفال نهائياً، حيث ستبتلع الرمال المتحركة إمبراطورية «آل الحريري» إلى الأبد. ليست النتيجة مفاجِئة، أقلّه بالنسبة إلى من عايش الأزمة منذ بدايتها، ويعلم الخلفية السياسية والمالية لها. 31 تموز تبدأ مراسم دفن الشركة التي ساواها الرئيس رفيق الحريري يوماً بنفسه. وعزاء «المستقبليين» سيصير مضاعفاً

ميسم رزق

لم تُكن شركة «سعودي أوجيه» بالنسبة إلى الرئيس رفيق الحريري مجرّد شركة، بل كانت بالنسبة إليه رفيقَ الحريري نفسه. الجملة ليست شعاراً ولا تحليلاً أو مجردّ تخمين، بل كلام قاله نجله بهاء في مقالة له مع مجلة «بيسبوك» صيف عام 2007. في إطار إجابته عن سؤال «بماذا تريد أن يذكرك الناس في المستقبل؟»، قال: «عبر مؤسسات تساهم بشكل إيجابي في المجتمع العربي».

وأرفق هذه الإجابة بحديث دار بينه وبين والده ذات يوم: «سألني والدي: من أنا؟. فقلت له أنت رفيق الحريري. قال، لا. وعاد وكرّر السؤال: من أنا؟ فأجبت: أنت رجل أعمال، فردّ: لا. أنا سعودي أوجيه»!
«سعودي أوجيه»، إمبراطورية الحريري، تعيش أيامها الأخيرة، وستلفظ أنفاسها أواخر الشهر المقبل. منذ أيام انتشر تعميم صادر عن الشركة، يفيد بأنها «وعلى ضوء الظروف التي تمرّ بها، تبلغ الموظفين وبكل أسف أن 31 تموز سيكون آخر يوم عمل متضمناً مدّة الإخطار المنصوص عليه في نظام العمل». وبعد أيام على انتشار التعميم، أعلن موظفون في الشركة وبعض المصادر فيها لوكالة الصحافة الفرنسية أن «الشركة قررت تسريح موظفيها وإغلاق أبوابها نهائياً. وأن آلاف الموظفين، خصوصاً الأجانب منهم، سيواجهون وضعاً صعباً بسبب عدم تقاضيهم رواتبهم على مدى أشهر». فيما ذكرت وزارة العمل السعودية في بيان على تويتر أنها تعمل على «نقل 600 سعودي في سعودي أوجيه إلى منشآت أخرى، وإيجاد فرص عمل مناسبة للسعوديين الآخرين»، وعددهم 600 سيتولى صندوق تنمية الموارد البشرية إيجاد وظائف لهم».

وحتى يوم أمس، لم تنفِ الشركة البيان المنسوب إليها، رغم نشره في وسائل إعلام عديدة، وخاصة في السعودية.
هذا المصير الذي واجهته الشركة ليس مفاجئاً. وهو مصير لا يرتبط بمسببات مالية وحسب، بل سياسية أيضاً مرتبطة بالعائلة المالكة في الرياض. فكيف بدأت الأزمة وما الذي دفع الحريري إلى إعطاء الأمر بإقفال الشركة؟
بعد وفاة الملك عبدالله، وتسلّم الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم، وتعيين محمد بن نايف ولياً للعهد، بدأت الرمال تتحرك تحت «سعودي أوجيه». لماذا؟ ببساطة لأن بن نايف لا يرى في الرئيس سعد الحريري «خير مؤتمن على سياسة المملكة في لبنان». أضيف إلى ذلك أن ولي ولي العهد، محمد بن سلمان، اعتمد سياسة مالية واقتصادية قطع بها الكثير من مصادر التمويل التي يرى فيها إنفاقاً في غير محله، كالدعم المقدّم لبعض الشركات الكبرى، ومنها «سعودي أوجيه». تقول مصادر عاملة في الشركة إنه «عند تسلُّم الطاقم الجديد الحكم، كان في طليعة الأهداف، إقصاء الحريري وشركته نهائياً من المملكة. وقد تعاون بن نايف مع بن سلمان لاسترجاع الأموال التي كان يدفعها الملك عبدالله للشركة، وهي عبارة عن ملياري ريال كل شهرين، كهبة وبدل صيانة للقصور الملكية ووفاءً لوالده الشهيد». بعدها دخلت المملكة ضمن حسابات دولية، وهي الحرب على اليمن، وتهاوى معها سعر النفط عالمياً في فترة زمنية صغيرة، ما دفع المملكة إلى إعادة حساباتها ووقف بعض المشاريع الثانوية. في هذا الوقت، كانت سعودي أوجيه تنفذ مشروع الكاب١، وهو عبارة عن مبانٍ تابعة لوزارة الداخلية (٣٠٥ مواقع على كامل أراضي المملكة)، تبين بعد ثلاث سنوات، أن الشركة تكبّدت خسارة كبيرة في هذا المشروع، تعود إلى خطأ في التسعير واختلاس المال من قبل المديرين القيّمين على هذا المشروع وأتباعهم، ما أدى إلى تأخير في تسليم المواقع في الوقت المحدد في العقد. عندها، حجزت السلطات السعودية بعض الدفعات لحين تسلُّم المشروع نهائياً. وتقدّر تلك الدفعات بمليارَي ريال سعودي. كذلك يوجد مبلغ يقدر بـ1.5 مليار ريال لم يدفع، تابع لجامعة الأميرة نورا، وهو المشروع البيضة الذهبية لبعض المديرين الذين توالوا عليه من «الباطن». إضافة إلى باقي المشاريع، ومنها «KAFED» والسلام وبعض القصور الملكية، بقيمة 1.2 مليار ريال، ويكون كامل المبلغ المستحق لدى المملكة، وهو 4.7 مليارات ريال. منذ ذلك الحين، دخلت «سعودي أوجيه» في عجز مادي لم يسبق له مثيل منذ تأسيسها، أدى إلى تأخير دفع الرواتب، حتى انتهى بها المطاف إلى التوقف عن دفع الرواتب نهائياً، منذ تشرين الأول 2015.
وبحسب المصادر «زار الرئيس سعد الحريري الشركة آنذاك، وعقد اجتماعاً مع المديرين وأبلغهم بأنه غير مستعد لدفع رواتب أو أموال للشركة»، وطالبهم بالدفع من أرباح الشركة، إذ «كان يعتقد بأنها تحقق الأرباح بناءً على تقارير المديرين، قبل أن يُفاجأ بحجم الخسائر». وعلى إثر تحرك العمال وما نتج منه من أعمال شغب في الشركة، أدت إلى إحراق مكاتب وسيارات ومهاجمة المكاتب الرئيسيّة من قبل العمال الأجانب، تدخل مكتب العمل في المملكة، وطلب كشفاً بالرواتب المستحقة على الشركة. وبعدما عرضها على وزارات العمل والداخلية والمالية، أتى الرد باحتساب كامل المبالغ المستحقة للشركة لدى المملكة ودفعها ضمن شروط، وهي: بعد مقارنة كشوفات الرواتب بالمبلغ المستحق للشركة، تبين أنّ هذا المبلغ يغطي كامل الرواتب حتى تموز 2016، أي 9 أشهر فقط من بداية الأزمة، أما باقي الرواتب فتتحملها الشركة ويكون الحريري ملزماً بدفعها مع مستحقات نهاية الخدمة لجميع الموظفين. وبحسب المصادر «أمر ولي ولي العهد محمد بن سلمان بعدم دفع أي راتب من هذه الرواتب إلى حين إقفال الشركه نهائياً وصرف جميع الموظفين الباقين على كفالة الشركة، وشطب شركة سعودي أوجيه من كشوفات شركات المقاولات في المملكة». لكن، «وبسبب عدم تقبّل الحريري لفكرة إنهاء «سعودي أوجيه»، ترك الشركة مفتوحة لمدة سنة من تاريخ رسالة مكتب العمل بدفع آخر راتب عن شهر تموز 2016، من دون أي عمل للموظفين». وبعد الضغط الذي قام به مكتب العمل في المملكة وموظفو الشركة في لبنان بالاعتصامات وعقد المؤتمرات والمطالبة عبر مكاتب العمل والإعلام بدفع مستحقاتهم بأسرع وقت، رضخ الحريري وأمر بإقفال الشركة بمهلة أقصاها نهاية تموز 2017، ليتسنى لمكتب العمل في المملكة دفع الرواتب المستحقة في أسرع وقت ممكن.
روايات فساد الشركة لا تنتهي، وقد تحتاج لتوثيقها كتاباً بحدّ ذاته. كمثل بسيط عن هذه الروايات، قال موظفون في الشركة لـ«الأخبار» إن «مديرين في سعودي أوجيه باعوا معدات من مشروع غولف كامب، تقدر بقيمة 3 أو 4 ملايين ريال، لكنهم سجّلوا قيمتها بعد البيع بـ 500 ألف ريال فقط»! وقد ذكرت صحيفة «عكاظ» السعودية أمس، في تقرير كبير أعدته عن الشركة بعنوان «لماذا أغلقت «سعودي أوجيه» أبوابها»، مشيرة إلى أن «الشركة اتبعت سياسة الموت البطيء، وبدأت ببيع أصولها الثابتة في المملكة وتتجاوز قيمتها 30 مليار ريال، إضافة إلى شركاتها الخارجية في الخليج وأوروبا». وتساءلت الصحيفة: «هل تعطي الأسباب المُعلنة من تراجع أسعار النفط، وتقليص المشاريع الحكومية تفسيراً حقيقياً لانهيار إمبراطورية اقتصادية، وهل لعبت المتغيرات الإقليمية والدولية دوراً في ما وصلت إليه الشركة؟». من جهة أخرى علمت «الأخبار» أن الموظفين سارعوا إلى رفع الدعاوى القضائية على الشركة، قبل إعلان إفلاسها، لأنه من الناحية القانونية، سيصعب عليهم تحصيل حقوقهم إذا أعلن إفلاسها.
وحتى اللحظة، يرفض الفريق المحيط بالرئيس الحريري في بيروت التعليق على أخبار الشركة، معتبرين هذه الكارثة التي تمسّ عشرات آلاف اللبنانيين «شأناً خاصاً»!

 

يمكنكم متابعة الكاتب عبر تويتر | MayssamRizk@
سياسة
العدد ٣٢٠٥ الثلاثاء ٢٠ حزيران ٢٠١٧

في عيدها الـ15: حركة الشعب لمغادرة الروتين

إرسال إلى صديق طباعة

أنهت حركة الشعب أمس عامها الخامس عشر. مساء أمس، استضافت الرفاق والحلفاء من لبنان والوطن العربي في حفل استقبال أقيم للمناسبة. صباحاً، أطلقت الحركة أعمال مؤتمرها العام الثالث. تعهد رئيسها نجاح واكيم أنه سيكون مؤتمر التغيير في شكل وعمل الحركة بعد «روتين» سيطر عليها وعلى رفيقاتها في القوى التقدمية. تغيير جذري يؤسس له الرئيس وصولاً الى تغيير قيادتها الحالية

آمال خليل

بدّلت حركة الشعب مقرها أخيراً. غادرت المقر الذي شهد انطلاقتها لدواع مادية. استأجرت مكتبين عند نزلة السلطان إبراهيم في بئر حسن. عند مدخل المبنى، ارتفعت رايات حركة أمل أمام لافتة حمراء معلقة على جدار الطابق الأول. في الداخل، تشير عناوين شاغلي المبنى إلى أن لـ «أمل» أربعة مكاتب. فأي حركة دخيلة على الثانية، حركة الشعب أم أحد حركات السلطة؟ يقول رئيس الحركة نجاح واكيم: «نحن الدخلاء». يداه الفارغتان تشبهان حال صندوق الحركة التي تعتمد على تبرعات المنتسبين المتطوعين فيها. لا طاقة لهم لشراء أو استئجار مقر. وإن استطاعوا «ما حدا بيأجرنا» يقول واكيم. لكن أحد الرفاق حل المشكلة. آواهم ببدل في مكتبين أخلاهما والده.

أمس، كانت الحركة مضاعفة في مقر الحركة. في قاعة الاجتماعات المشرع بابها على صالة الإستقبال، تحلق عدد من الأشخاص حول واكيم. إنهم ممثلون لحركات وتيارات قومية وعروبية وناصرية من لبنان والعالم العربي، تستضيفهم الحركة للبحث في تأسيس جبهة شعبية عربية «تنضوي فيها كل القوى والفاعليات الشريفة التي يجب أن تضع أمتنا في الموقع الصحيح من الصراع العالمي وتكافح مع أصدقائنا الدوليين والإقليميين من أجل الأهداف العليا لأمتنا في التحرر والتقدم والوحدة». في مكتب آخر، شُغلت منسقة الحركة مجدولين بمتابعة انطلاقة أعمال المؤتمر العام الثالث للحركة في فروع المناطق. ينص النظام على أن يُعقد المؤتمر كل عامين. ليست الظروف الأمنية التي أجلت عقده منذ عام 2009، بل شعور الرفاق بأنهم ليسوا جاهزين لتقديم نموذج مختلف بعد سنوات على التأسيس.

الآن، يبدو الشاب الذي لا يزال صوته المعارض يدوي في مجلس النواب في أذهان الناس، واثقاً بأنه يقدم تجربة جديدة كما قدم في تجربته النيابية. يقول إن الحركة «تجاوزت مرحلة الصمود وباتت قادرة على الانطلاق لتحقيق أهدافها. من هنا، سيشهد المؤتمر تغييرات لافتة، إن لجهة عمل الحركة أو أساليب العمل وتوسع مجالاته». بفرح الأب الفخور، يعرض واكيم عدد الشبان والشابات الذين انخرطوا في صفوف الحركة في العامين الماضيين. لا يجد الميل لحركة علمانية ووطنية وسط إغراءات الطوائف والمال والسلاح والوظائف والخدمات، أمراً مستغرباً. «ليس الشعب هو السيئ، بل القوى التقدمية التي فشلت في استقطابه على ضوء مشروع يمثلها» يقول. الحزب الأكبر في لبنان برأيه هو «حزب المتمردين على كل شيء»، فيما تلك القوى تنعى مأزقها وانكماشها وتسلل مناضليها إلى طوائفهم، أعلن واكيم تأسيس فرع جديد للحركة في جبيل والمتن وكسروان. الفرع أسسته مجموعتان من الناشطين لا يعرفون بعضهم بعضاً ولا تعرفهم قيادة الحركة في الوقت ذاته. رأوا أن حركة «الأوادم غير المرتهنين لأحد» تمثلهم، فانتسبوا إليها من غير بطاقة عضوية. الحالة تكررت في احدى كليات الجامعة اللبنانية عندما نشطت ثلاث طالبات مطلبياً وحقوقياً باسم الحركة من دون تنسيق معها.
لأجل هؤلاء، توافقت القيادة الحالية على تسليم الدفة إلى الشباب والشابات. خلال عامين، سيسلمون مواقع المسؤولية في المركز والفروع ويتقدمون إلى المواقع الأمامية. ماذا عن واكيم؟ «الجيل الذي تحمّل مسؤولية التأسيس والقيادة في المرحلة الماضية، سوف يبدأ بالعودة تدريجياً إلى الصفوف الخلفية». لماذا الآن؟ يؤكد أن الفكرة قديمة، لكن العائق كان التفرغ. يشير إلى أن لا أحد من المسجلين في لوائح الحركة الذين يزيدون عن الخمسمئة شخص، متفرغ ولا أحد منهم يقبض أجراً. جميعهم عمال وموظفون يكدحون ساعات طوال ثم ينشطون في الحركة بعد الدوام، من بينهم نائب رئيس الحركة إبراهيم الحلبي. وحده رئيس الحركة هو المتفرغ كما يجب أن يكون. وهو كذلك بقوة القانون، إذ لا يزال واكيم كسائر النواب السابقين يقبض مخصصات شهرية من المال العام. جزء منها يصرفه لاحتياجات الحركة. جاهز الرجل لأن يواصل دعمه المادي، لكنه لم يستمر في المسؤولية المباشرة. لم يضع القضية التي يحملها فوق أكتافه جانباً. مقتنع بأن سنواته التسع والستين تخوله لأن «ألقي محاضرة بموضوع أفهم فيه أو أظهر في مقابلة... لكن لا تخولني أن أتعاطى مع الجيل الطالع بأدواتي القديمة». يتمسك بقناعته أكثر عندما تصله تقارير الفروع، التي تتحدث عن أن أبرز نشطاء الحركة استقطبوا من خلال الفايسبوك.
ماذا سيفعل الشباب والشابات في البلد الميؤوس منه؟ مسيرة إنقاذية من الجذور. قبل أشهر، طرح واكيم مبادرة لإطلاق مسار إنقاذي وتأسيس في آن واحد. دعا إلى القيام بهيئة تأسيسية انتقالية للمؤتمر الوطني للإنقاذ وإعادة تأسيسه. مبادرته استندت إلى «إعادة بناء المؤسسات الدستورية وفق الإرادة الشعبية وبناء الدولة على أسس المواطنة والعدالة والقانون والحريات وتقديم مصالح اللبنانيين وقضاياهم على ما عداها من مصالح فئوية ضيقة، سبيلاً لإعادة الثقة اليهم، وابعاد شبح الخوف والقلق واليأس عنهم». ليست تلك شعارات مستحيلة «بل قادرة على الجذب كما انجذب أولئك الشباب بسبب توافر مشروع لدى الحركة وصدقية لدى الحركيين».

سياسة

العدد ٢٥٠٦ الجمعة ٣٠ كانون الثاني ٢٠١٥

الحلّ رهن إعلان الحريري

إرسال إلى صديق طباعة

تنتظر القوى السياسية اللبنانية الرئيس سعد الحريري لاستكمال سعيه الرئاسي بترشيح النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، لتبني على الشيء مقتضاه بعد تعبير غالبية القوى عن مواقفها. غير أن الحريري، الذي يواجه انقساماً داخلياً في تيار المستقبل حيال ترشيح عون، لم يحصل حتى الآن على موقف سعودي واضح، ويسعى خلف وساطة فرنسية لتسويق مسعاه الرئاسي في السعودية

لم يعد ينقص المشهد الرئاسي اللبناني، بعد تعبير غالبية القوى عن مواقفها خلال الأيام الماضية، سوى الموقف الحاسم من الرئيس سعد الحريري، الذي يتّكل الداعمون والرافضون لوصول العماد ميشال عون إلى الرئاسة على إعلانه موقفاً علنياً بترشيح الجنرال، لتُبنى المواقف الجديدة عليه.

فالرئيس نبيه برّي يعبّر عن موقفه الرافض لترشيح عون بكلّ صراحة، ولن يكون مضطراً إلى تعديل موقفه ما دام الحريري لم يعلن ترشيح عون صراحة، وكذلك النائب وليد جنبلاط الذي ينتظر في الوقت الضائع حدوث المتغيّرات، لا سيّما في موقف الحريري، فيما كرّر السيد حسن نصرالله تمسّكه بعون ودعوته إلى إجراء تفاهمات مع بري والنائب سليمان فرنجية.
ومع استمرار الغموض في حقيقة الموقف السعودي، الذي يتّكل عليه الحريري، لم يعد خافياً حجم الاعتراض داخل كتلة المستقبل النيابية حول ترشيح عون، والمخاوف من عدم تجاوب نوّاب المستقبل مع التوجّهات الجديدة لرئيس التيار وبروز انقسامات جدية في هذا الشأن، خصوصاً مع عدم بروز موقف سعودي حاسم. وهو ما عبّر عنه الهجوم الذي شنّته كتلة المستقبل بعد اجتماعها الدوري أمس، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، على الأمين العام لحزب الله، على خلفية مواقفه في اليومين الماضيين من السعودية، متّهمةً إياه كالعادة بتعطيل الانتخابات الرئاسية.

"رئيس المستقبل يطلب وساطة باريس لدى المسؤولين السعوديين"

وكشفت مصادر واسعة الاطّلاع أن الزيارة التي قام بها الحريري إلى الرياض، أول من أمس، جاءت بوساطة من جنبلاط، ضمن مسعى حثيث للأخير لعرقلة التوافق حول تسمية عون لرئاسة الجمهورية. ووفق المصادر، فإن المساعي الجنبلاطية توضح أمرين بالغي الخطورة؛ فمن جانب، يظهر البيك الاشتراكي متصدّراً لمحاولات إبعاد فرص عون المتزايدة عن الرئاسة، متجاوزاً بذلك الرئيس نبيه بري، المتوقّف عند جملة مطالب تطمينية. وفي جانب آخر، لا يترك جنبلاط فسحة متوافرة، داخلياً أو إقليمياً، للتخريب على هذه المساعي بكلّ ما أوتي من علاقات، في مقدّمها العلاقة المتينة بالمملكة، والتي تبدو، لسخرية القدر، أفضل حالاً من علاقة الحريري نفسه بها. حراك جنبلاط يؤكّد من زاوية أخرى حجم التخلّي السعودي عن الحريري، إلى الحد الذي بات معه الرجل بحاجة إلى من كان يتوسّط لمصلحتهم لدى السعوديين. حتى إن الكلام حول زيارة الحريري لباريس، يضعه أكثر من مصدر في خانة طلب الحريري من الفرنسيين وساطة، ليس مع حزب الله أو إيران، بل مع السعودية.
جملة من المسؤولين المعنيين الكبار في المملكة لا يكترثون، بحسب المصادر، حتّى لإجابة طلبات الحريري المتكرّرة لعقد لقاءات معه، بينما يجدون الوقت الكافي لاستقبال موفد جنبلاط، الوزير وائل أبو فاعور.
وتكشف المصادر أيضاً أن ما يقوم به جنبلاط أدخل التفاؤل بنشاط الحريري الأخير في الملفّ الرئاسي إلى الثلاجة، إذ إنه لم يسمع خلال الزيارة مباركة لمبادرته تجاه عون، بما يعبّد طريقه إلى رئاسة الحكومة، الملجأ الوحيد المتبقّي للرجل، مالياً و«زعامتياً». فالشكوى الجنبلاطية من تعزيز فرص عون الرئاسية وجدت على ما يبدو آذاناً صاغية في المملكة، بما يعزّز احتمال عودة السعودية من حالة اللامبالاة إلى مربّع العرقلة.
هكذا، لم يستفد الحريري من الضوء الأخضر السعودي السابق، أو على الأقل ما حُكي عنه من إدارة ظهر للبنان، تسمح له بالتقرير منفرداً. وربما يعود الرئيس الحريري أكثر حيرة وضياعاً، ومع هامش أقلّ، لإتمام ما يعتبره صفقة على رئاستي الجمهورية والحكومة، هو في أمسّ الحاجة إليها في المرحلة الحالية.

برّي: التعطيل لا يُنتج رئيساً

من جهته، عبّر الرئيس نبيه برّي عن «الارتياح لاجتماعات الحكومة ومعاودتها نشاطاتها بكلّ أطرافها». وأكّد أمام زواره أمس أنه «لاحظ أنه كان بالإمكان تفادي كل هذه الخلافات وتعطيل الحكومة والمجلس، لو تُرك لي وللرئيس تمام سلام معالجة الأمر، واحترام النص الدسوري، وعدم اعتبار المجلس غير شرعي. أنا على يقين من أني والرئيس سلام كنّا سنتعاطى بإيجابية، ولن تطرح أمامنا قضايا تثير الخلافات والهواجس». وختم بالسؤال: «على امتداد سنتين ونصف سنة من تعطيل المجلس النيابي والحكومة، هل استطعنا أن ننتخب رئيساً؟».

باسيل يُطمئن «الطائفة السنيّة»

وأكمل رئيس التيار الوطني الحرّ، وزير الخارجية جبران باسيل، في مقابلته مع الزميل مارسيل غانم أمس، ما بدأه عون في إطلالته التلفزيونية الأسبوع الماضي، لناحية «تطمين» تيار المستقبل و«الطائفة السنيّة» في لبنان، عملاً بالتفاهم الذي تلى زيارة الحريري إلى الرابية الأسبوع الماضي. وظَهَّر باسيل في حديثه المطوّل حول مختلف تطوّرات الملّف الرئاسي مواقف إيجابية تجاه الحريري والطائفة السنيّة في لبنان و«المحيط العربي»، مكمّلاً التسهيلات التي يبديها التيار الوطني الحر، بدءاً بعودته إلى الحكومة وقبوله بالتعيينات الأخيرة، وليس آخرها استعداده للمشاركة في جلسة مجلس النواب لإقرار القوانين المالية.

"باسيل يواصل «تطمين السنة»: لم نتعاط مع مجلس النواب على أنه ليس شرعياً"

غير أن وزير الخارجية وجّه رسائل أيضاً إلى الفرقاء اللبنانيين، لا سيّما الرئيس برّي ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية والنائب جنبلاط. فمن ناحية برّي، كرر باسيل استعداد التيار للقيام بتفاهمات داخلية، على أن «لا تكون السلة شرطاً لانتخاب الرئيس»، نافياً أن يكون التيار قد اعتبر مجلس النواب غير شرعي، و«نحن لم نتعاطَ مع هذا المجلس على أنه ليس شرعياً، واعتبرناه قائماً بحكم الأمر الواقع». لكنّه في الوقت ذاته أكّد أن زيارة عون إلى عين التينة تحصل عندما تنضج الظروف، فيما رأى أن فرنجية «إنسان وطني له تمثيله إلى حدّ معين، وله تاريخه، ويحق له الترشح لرئاسة الجمهورية كأيّ لبناني ماروني». أمّا من ناحية جنبلاط، فسأل باسيل عن سبب اعتبار جنبلاط معرقلاً لانتخاب عون، مشيراً إلى أن الزعيم الاشتراكي سبق أن أكّد أنه لا يمكن أن يقف ضد إرادة المسيحيين.
وحول الموقف السعودي، رأى باسيل أن «الجواب عن الموقف السعودي عند الرئيس الحريري»، وأن الحريري سيعلن ترشيح عون رسميّاً عندما تكتمل ظروفه»، مؤكّداً أن سحب القائم بالأعمال السعودي وليد البخاري تغريدته حول النائب والوزير السابق جان عبيد، «هو الرسالة، وليس التغريدة بحدّ ذاتها».
وحول التفاهمات التي عقدها التيار الوطني الحرّ مع تيار المستقبل، أوضح أنه جرى التفاهم على مسألة التبادل في الرئاستين مع الحريري وتشكيل حكومة وحدة وطنية، نافياً الاتفاق على ملفّات أخرى. وفيما يجري الحديث عن أن باسيل ومستشار الحريري توصّلا إلى اتفاق حول اسم أحد قادة الألوية من الجيش لتولّي قيادة الجيش من ثلاثة أسماء جرى طرحها لتولي القيادة، أكّد باسيل أنه جرى طرح الكثير من المواضيع مثل قانون الانتخاب وحاكمية مصرف لبنان وقيادة الجيش وسلاح حزب الله، لكن من دون الوصول إلى تفاهم على أيّ منها.
(الأخبار)


السيد: 13 تشرين قرار لبناني ـ سوري

في زحمة استذكارات التيار الوطني الحر وبعض قوى 14 آذار لذكرى 13 تشرين الأول 1990، قدم المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد شهادته عن ذلك اليوم وما سبقه. ففي بيان له، رأى السيد أن المناسبة «ليست تاريخ القرار السوري بالدخول الى قصر بعبدا ومناطق نفوذ العماد ميشال عون». وعرض «وقائع تاريخية موثقة تؤكد أن قرار الدخول كان سورياً ــــ لبنانياً مشتركاً اتخذ في عهد الرئيس الياس الهراوي». وبحسب السيد، «جرى تكليف الجيش اللبناني بقيادة العماد إميل لحود رسمياً بالمشاركة في العملية العسكرية لتثبيت الشرعية المنتخبة. فشاركت بعض ألويته مع الجيش السوري في الدخول الى قصر بعبدا ومحيطه، وصولاً الى المتن الشمالي».
السيد كشف بعضاً من محاضر اللقاءات اللبنانية السورية «ولا سيما منها اللقاءات التي عقدها الهراوي في دمشق وشتورة على مدى الأشهر الأولى من عام 1990 حين كان يلحّ على السوريين لتسريع دخولهم الى القصر وتنحية عون بهدف تثبيت سلطته الشرعية. إلا أن القيادة السورية لم تتجاوب حتى تاريخ 13 تشرين الأول عندما توافرت لها معطيات خارجية وداخلية ملائمة لتنفيذ العملية العسكرية».
وتعقيباً على قرار دخول بعبدا اللبناني الإلحاح والسوري التوقيت، استذكر السيد شكوك الهراوي التي استدعاها التأجيل السوري. حتى ذهب إلى اتهام السوريين بأنهم «لا يرغبون فعلاً في إطاحة عون ويؤخرون تنفيذ اتفاق الطائف، بل يموّنونه بالذخائر والوقود في حربه ضد سمير جعجع». التواصل شبه اليومي بين مندوب جعجع في الكرنتينا جوزف الجبيلي، ومستشارة الهراوي الإعلامية مي كحالة «كان يعزز شكوك الهراوي تجاه السوريين» بحسب السيد.

سياسة

العدد ٣٠٠٧ الجمعة ١٤ تشرين الأول ٢٠١٦

 

JPAGE_CURRENT_OF_TOTAL