You are here: الصفحة الرئيسة

Harakat Al-Shaab - حركة الشعب -لبنان

التمديد من دون «ميثاقية»... حتى الآن

إرسال إلى صديق طباعة
لا يزال التمديد للمجلس النيابي يفتقر إلى «الميثاقية»، وسط تمسّك الكتائب والتيار الوطني الحر برفض المشروع وضبابية
مصادر «الوطني الحر»: الجنرال ينتظر من الحريري العودة إلى الاتفاق لقاء التمديد (هيثم الموسوي)
 موقف القوات. وبينما يمارس الرئيس فؤاد السنيورة ضغوطه على القوات، أطلق رئيسها سمير جعجع مبادرة لوقف التمديد

يومان قبل الجلسة التشريعية التي دعا إليها رئيس مجلس النواب، نبيه برّي، للتصويت على اقتراح قانون التمديد للمجلس النيابي، ولا تزال المعلومات تشير إلى أن معضلة «ميثاقية» مشروع التمديد لم تحسم بعد، ولا سيّما لجهة الحصول على غطاء من إحدى الكتل «المسيحية» الرئيسية، وسط رفض قاطع من البطريرك بشارة الراعي. فكتلة التغيير والإصلاح لم تغيّر مواقفها العلنية بعد برفض التمديد وحضور الجلسة، ومثلها كتلة حزب الكتائب، بينما يتأرجح موقف كتلة حزب القوات اللبنانية بين حضور الجلسة والتصويت لصالح التمديد، إلى الاكتفاء بحضور الجلسة والامتناع عن التصويت.

وليس خافياً أن برّي لا يميل أو يرفض بالأحرى السير بالتمديد، ما لم يضمن تصويت إحدى كتل الأحزاب المسيحية الثلاثة إلى جانب المشروع، وأشارت مصادره لـ«الأخبار» إلى أن «كل الاحتمالات مفتوحة، والقانون يمكن أن لا يمُر في الهيئة العامة».
وكشفت المصادر أن «الرئيس بري يتوقع أن يتلقى اليوم من النائب جورج عدوان قراراً من القوات اللبنانية بالموافقة على التصويت مع التمديد». وعلمت «الأخبار» أن «الرئيس فؤاد السنيورة هو من يتولى مهمّة الضغط على القوات، بعدما اشترط برّي أن تصوت إحدى الكتل المسيحية الثلاث مع التمديد لإمراره في الجلسة».
وفيما قالت مصادر نيابية في 14 آذار لـ«الأخبار» إن «هناك مشاورات مكثفة تجرى بين مكونات 14 آذار، بهدف توحيد موقفها من جلسة التمديد لجهة التصويت على القانون من جانبي القوات اللبنانية والكتائب»، لفتت مصادر برّي إلى أن «رئيس المجلس يراهن على القوات، لأن رفضها التمديد لم يكن مطلقاً. ولأن من المستحيل أن يغيّر التيار الوطني الحر موقفه، فهو لا يزال يدرس إمكانية حضور الجلسة، كما أن الكتائب حسمت موقفها، فلم يبق سوى القوات».

وبحسب المصادر «لا تزال المشاورات مع القوات جارية»، مشيرةً إلى أن «التمديد هو آخر بند على جدول الأعمال، وبالتالي يمكن أن تحضر جميع الكتل النيابية لإمرار البنود الأخرى، وينسحب البعض منها فور البدء بمناقشة قانون التمديد». وقالت مصادر القوات لـ«الأخبار» إن «رئيس الحزب سمير جعجع يقوم بمبادرة أخيرة مع القوى السياسية لتفادي التمديد، وسيكون له مبادرة واضحة اليوم أو غداً وسيحدّد موقف الكتلة بعدها».

من جهتها، تقول مصادر التيار الوطني الحر إن «أجواء الجنرال (النائب ميشال عون) بعد اللقاء مع الرئيس بري توحي بأن نواب التيار سيحضرون الجلسة». ويعوّل عون، بحسب المصادر، على رئيس المجلس لـ«مقايضة تغطية المسيحيين للتمديد بشكل غير مباشر، بتحقيقهم مكسباً ما سواء على صعيد قانون الانتخابات أو غيره». إلا أن بعض النواب العونيين ضغطوا في اليومين الماضيين على عون لرفض التمديد بالمطلق، وعدم منح بري هذه الورقة، متهمين إياه بعرقلة ملفاتهم في المجلس. وحاول هؤلاء إقناع الجنرال بأن «المقابل الحقيقي للتمديد للمجلس، وبالتالي لرئيسه، يكون بإطلاق أيدي العونيين في اللجان بعدما حوّل بري سلسلة الرتب والرواتب من لجنة المال والموازنة إلى اللجان المشتركة».
وبحسب مصادر نيابية أخرى في تكتّل التغيير والإصلاح، فإن «اجتماع التكتل بعد ظهر الثلاثاء سيبلور موقفنا الحقيقي، وربّما ترك الجنرال القرار إلى الثلاثاء إفساحاً في المجال أمام المشاورات». وقالت المصادر إن «الجنرال ينتظر من الرئيس سعد الحريري موقفاً واضحاً لقاء التمديد، وهو العودة إلى تكملة الاتفاق الذي تمّ بينهما قبل فترة، ولا سيّما الاتفاق على أربع نقاط، هي: الحكومة ورئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب الجديد بـ 15 دائرة على أساس النسبية، ومن ثمّ حكومة برئاسة الحريري». وأضافت المصادر: «الجنرال التزم بالحكومة وساهم في إخراج البيان الوزاري، فلماذا توقف العمل عند النقطة الثانية؟ التمديد له شروطه بالنسبة لنا، والجنرال قال بعد لقائه الرئيس بري إنه لا يمكن إجراء انتخابات الآن، وهذا معناه أن التمديد له شروطه».
بدورها، قالت مصادر نيابية في فريق 8 آذار إن «التيار الوطني الحرّ له كامل الحرية في اتخاذ موقفه من التمديد، ونحن لا نمارس الضغوط عليه، وهو حليفنا مهما كان الموقف، لكن التمديد عملياً هو مطلب للحريري المربك من إجراء الانتخابات، أفلا يستأهل الأمر من الحريري موقفاً واضحاً تجاه عون؟».

نصر الله ردّ على الحديث عن «علامات الظهور»

من جهة ثانية، قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال إحياء الليلة الثامنة من عاشوراء «إننا نقاتل في سوريا منعاً للهيمنة الأميركية والصهيونية والتكفيرية». ورد على من يربط علامات ظهور الإمام المهدي المنتظر (الإمام الثاني عشر عند الشيعة) بالأحداث الجارية، قائلاًً: «نحن لا نحتاج إلى مسوغ ديني للقتال في سوريا، ولا نقاتل تطبيقاً للعلامات التي يشاع أنها تمهيد للظهور، إنما نقاتل دفاعاً عن لبنان والمنطقة، وكي لا يتكرر عندنا ما فعله أبو بكر البغدادي بقبيلة بونمر العراقية».

مطالب «النصرة»

في سياق آخر، نشر تنظيم «جبهة النصرة » بياناً حول عملية التفاوض بشأن الجنود المختطفين في جرود عرسال المحتلة، أكد فيه أن الموفد القطري أحمد الخطيب نقل موافقة مبدئية على «إطلاق سراح أسرى من سجون النظام اللبناني وأخوات من سجون النظام السوري، وتمّ تسليمه لائحة بأسماء بعضهم»، بعدما تمّ عرض ثلاثة مقترحات على الموفد القطري، الذي «ذهب إلى عرسال ومعه مساعدات للاجئين السوريين كخطوة أولى في تقدم المفاوضات» بحسب بيان «النصرة».

تفكيك عبوة في صيدا

أمنياً، فكك الجيش اللبناني عبوة معدة للتفجير عن بعد في منطقة حارة صيدا بالقرب من مجمع سيد الشهداء. وبحسب بيان لمديرية التوجيه في الجيش اللبناني، فإن «العبوة تحتوي على 500 غرام من مادة الـ TNT وموصولة إلى رمانة يدوية وصاعق كهربائي، وقد حضر الخبير العسكري إلى المكان وعمل على تفكيكها».

سياسة
العدد ٢٤٣٥ الاثنين ٣ تشرين الثاني ٢٠١٤

ريف إدلب: «النصرة» تبتلع معتدلي الغرب

إرسال إلى صديق طباعة
معادلة ميدانية «جهادية» بامتياز ظهرت خلال اليومين الماضيين. «جبهة النصرة» سيطرت على معظم ريف إدلب في زمنٍ قياسيّ، فيما
(في حيّ كرم الطراب الحلبي أمس (زين الرفاعي ــ أ ف ب
 تهاوت أمامها «جبهة ثوّار سوريا» وانكفأت «حركة حزم» بطلَتا «الاعتدال» في عيون الغرب. وفي الأثناء، ينتظر ريف حمص معركةً مفصليّةً بين الجيش السوري وتنظيم «داعش» ميدانها مطار «تي فور»
صهيب عنجريني

ريف إدلب كاملاًً ورأس جمال معروف. هدفان تربّعا على سلّم أولويات «جبهة النصرة» التي عادت إلى واجهة المشهد بقوّة توحي المؤشرات بأنها ذاهبةٌ في خطّ صاعد. وبعد شهور من الانكفاء، إثر الهزائم المتتالية التي مُنيت بها على يد تنظيم «الدولة الإسلامية»، ثمّ استهداف عدد من أبرز قادتها في مستهلّ غارات «التحالف»، احتفلت «النصرة» بانتصارات سهلة متتالية في ريف إدلب على حساب «جبهة ثوار سوريا» و«حركة حزم».

مفاعيل هذه التطورات لا تقتصر على «تمدّد الجبهة» على الأرض، بل تتعدّاها إلى تعزيز قدراتها العسكرية عبر استحواذها على أسلحة وذخائر، أبرزها حتى الآن ما «غنمته» من مقار «حركة حزم» المدعومة أميركيّاً، وقوامها وفق ما تداولته مصادر «النصرة» حوالى 30 مجنزرة، علاوة على أسلحة متوسطة وذخائر، إضافة إلى «أكثر من 1500 صاروخ غراد من مستودعات جبهة ثوار سوريا»، وفق المصادر ذاتها. فيما أكّد مصدر من داخل «الجبهة» لـ«الأخبار» أن «غنائم نوعيّة جدّاً باتت في أيدي مجاهدي الجبهة، وسيكونُ لها دورٌ كبير في إعادة الأمور في ساحات الجهاد إلى نصابها». المصدر رفض الإفصاح عن تفاصيل إضافية، فيما بات معروفاً أن «حزم» تمتلك أسلحة نوعية، على رأسها صواريخ «تاو» الأميركية. وخلافاً لما تمّ تداوله عن «قيام مجموعات تابعة لحزم في بلدة خان السبل بمبايعة النصرة» كشفت مصادر «جهادية» أن ما حدث كان عبارة عن «استسلام مسلحي حزم للنصرة، وتسليمها كلّ مقارهم ومستودعاتهم في المنطقة، مقابل فك الحصار عنهم». وإثر ذلك، سيطرت «النصرة» مدعومةً بتنظيم «جند الأقصى» على خان السبل، وأتبعتها بالسيطرة على عدد من القرى والبلدات أمس، ضامّة إياها إلى معظم قرى وبلدات جبل الزاوية التي سبق وسيطرت عليها يوم السبت. كذلك أتبعت ذلك بالسيطرة على قرية جرجناز (ريف إدلب الجنوبي الغربي) بعد انسحاب مسلحين تابعين لـ«حزم» و«جبهة ثوار سوريا»، وتسليم مسلحي «لواء فرسان الحق» أنفسهم ومقارهم. «النصرة» كانت قد سيطرت خلال المواجهات الأخيرة أيضاً على ريف مدينة جسر الشغور بالكامل، وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض إنّ «كتائب مقاتلة كانت موجودة في سلقين وعلى الطرق المؤدية إليها، قد أزالت حواجزها قبل أيام»، ليصبح نفوذها ممتداً على معظم مناطق ريف إدلب. وراجت أمس أنباء عن قيام «ألوية صقور الشام» باعتقال جمال معروف، قائد «ثوار سوريا» الأمر الذي نفاه «الناطق الرسمي باسم صقور الشام»، فيما أكّد مصدر من داخل «النصرة» لـ«الأخبار» أنّ «اعتقال الكافر معروف وتسليمه لمحكمة شرعية يأتي على رأس أهداف الحملة الكبرى التي يشنّها مجاهدو النصرة في هذه الأثناء».

«داعش» يتوعد بتكرار سيناريو الطبقة

إلى ذلك، يبدو ريف حمص الشرقي مسرحاً لمعركة مفصليّة بين تنظيم «الدولة الإسلامية» والجيش السوري. المعارك الدائرة ما بين حقل شاعر الغازيّ ومطار «الشهيد عمر اياس» تحظى بأهمية استراتيجية، وسط إصرار التنظيم المتطرف على اقتحام المطار العسكري المعروف باسم T 4 (اسمه تياس)، وتأكيدات المصادر الميدانية السورية استحالة ذلك. التنظيم كان قد استهدف المطار أمس بعدد من الصواريخ والقذائف، بعد سيطرته على تلة زملة المهر الاستراتيجية، كما أكدت مصادره أنه «استهدف رتلاًً قادماً من مدينة تدمر إلى المطار وأجبره على التراجع»، في مسعى من التنظيم لقطع طرق الإمداد عن المطار.
مصدر ميداني سوري قال لمراسلة «الأخبار» مرح ماشي إنّ «القيادات العسكرية في المنطقة تعمل على تنظيم خطوط دفاعية لمنع تسلل مسلحي الدولة الإسلامية إلى مناطق أُخرى تتبع لسيطرة الجيش». وكانت القوات السورية قد عملت على تثبيت نقاط عسكرية لحماية المطار والطريق المؤدي إليه من الحقل الغازي، وفقاً للمصدر ذاته، فيما يتابع الجيش تعزيز دفاعاته، بهدف إطلاق المعركة الكبرى الهادفة إلى استعادة شاعر.
بدوره، مصدر من داخل تنظيم «الدولة الإسلامية» أكد لـ«الأخبار» أنّ «المطار بات في نطاق طوقٍ مُحكم، وإن كان واسعاً يفرضه مجاهدو دولة الخلافة». المصدر توعّد المطار بمصير مشابهٍ لمطار الطبقة العسكري (ريف الرقة)، وأكّد أن «المجاهدين سيقومون بعون الله بتضييق الطوق تدريجاً، تمهيداً لإحكام الحصار، ومن ثم دكّ معاقل النصيريين فيه واقتحامه». وفي السياق ذاته، شهد محيط حقل جحار، النفطي، معارك عنيفة بين وحدات من الجيش السوري ومسلحي «الدولة الإسلامية» وسط معلومات عن انسحاب الأخير إلى حقل شاعر.
على صعيد آخر، تواصلت أمس المعارك العنيفة بين مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» ومقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية في مدينة عين العرب (كوباني) في ريف حلب. ودارت اشتباكات عنيفة على محوري سوق الهال ومنطقة البلدية، فيما شنت قوات البيشمركة القادمة من إقليم كردستان العراق هجوماً على قرية كيكان، أدى بحسب مصادر ميدانية كردية إلى «انسحاب عناصر داعش منها». وكالة «رويترز» نقلت عن إدريس نعسان، «نائب وزير الشؤون الخارجية في كوباني»، قوله إن «الأكراد العراقيين الذين يستخدمون المدفعية البعيدة المدى انضموا إلى المعركة ضد الدولة الإسلامية مساء السبت». وأضاف: «نحن لم يكن لدينا مدفعية. كان لدينا مورتر وأسلحة محلية الصنع». بدورها، أعلنت القيادة المركزية الأميركية أن قوات الجيش الأميركي شنت سبع غارات جوية على أهداف لتنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا يومي السبت والأحد. وقالت القيادة إن «المقاتلات والقاذفات الأميركية عاودت التركيز على منطقة كوباني بشن خمس ضربات أصابت خمس وحدات صغيرة للدولة الاسلامية»، وإن «ضربتين إلى الجنوب الشرقي من دير الزور دمرتا دبابة للدولة الإسلامية وملاجئ للمركبات».

انتحاري دمشق

إلى ذلك، فجّر انتحاري نفسه على مدخل كلية الطب في جامعة دمشق، ما أدى إلى استشهاد مدنيين اثنين، وجرح آخرين. وأفادت تقارير إعلامية سورية بأن «التفجير نفّذه شخص كان يرتدي حزاماً ناسفاً على مدخل كلية الطب، التي تقع في حرم كلية الآداب، ما أدى الى مقتله ومقتل انتحاري آخر، كان يرتدي حزاماً ناسفاً أيضاً».

سوريا
العدد ٢٤٣٥ الاثنين ٣ تشرين الثاني ٢٠١٤

إسرائيل تعلن الحرب على الأقصى!

إرسال إلى صديق طباعة

بدا امس ان الحرب الاسرائيلية على مدينة القدس المحتلة، وفي قلبها المسجد الاقصى، قد بلغت مرحلة اكثر تقدّماً، وتكشّف معها توزيع
(فلسطينية تصرخ في وجه جندي احتلال اسرائيلي في القدس المحتلة أمس (أ ف ب
 الادوار بين رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو وقادة المستوطنين، وهو ما تبدّى في اسراع اجهزة الامن التابعة للاحتلال في التضييق على المقدسيين، باتخاذها قرار يقضي بإغلاق المسجد الاقصى، غداة محاولة اغتيال حاخام متطرف، وقيامها بتصفية متعمّدة لأسير مقدسي محرر.
وفي سابقة خطيرة، أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، يوم امس، اغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين، في خطوة وصفها الفلسطينيون بأنها «إعلان حرب» على مدينة القدس، وخطوة متقدّمة على طريق تهويد المدينة المحتلة، واقامة «الهيكل اليهودي» المزعوم، ما فجّر مواجهات عنيفة بين المقدسين والاحتلال، الذي سارعت قيادته مساءً الى احتواء الغضب الفلسطيني بالتراجع عن قرار الاغلاق.
وفي ما يبدو أنه محاولة احتواء لرد الفعل القوي الذي من الممكن أن يواجهه الاحتلال، تراجعت إسرائيل عن قرارها بإغلاق المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، وقررت إعادة فتحه، مع الإبقاء على منع الرجال الذين تقل أعمارهم عن خمسين عاماً من دخوله، بحسب ما أعلنت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري.
وجاءت الخطوة الإسرائيلية بعد تطورات دراماتيكية شهدتها مدينة القدس المحتلة، منذ ساعات الفجر، وقد بدأت بمحاولة اغتيال أخطر حاخامات المستوطنين المتطرفين الداعين إلى هدم المسجد الاقصى، وتلاها استشهاد شاب فلسطيني على ايدي جنود الاحتلال، ما فجّر مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، وانتهت بإصابة العشرات، وفرض إغلاق محكم على المدينة المقدسة.
وبدأت القصة، فجر أمس، حين أطلق شخص النار من مسافة قريبة على يهودا غليك، أحد حاخامات اليهود المتطرفين الذي يقود الاقتحامات المتوالية للمسجد الأقصى.
وبعد ساعات قليلة، استشهد الشاب معتز حجازي على سطح منزله في حي الثوري في القدس المحتلة.
وزعمت سلطات الاحتلال ان حجازي هو من حاول اغتيال الحاخام المتطرف، لكنّ اهل الشاب نفوا ذلك، وقالوا إن ابنهم «أُعدم» بدم بارد غداة اعتقاله من قبل الشرطة الاسرائيلية.
وبحسب الرواية التي قدّمتها الشرطة الاسرائيلية، فإن الشاب الفلسطيني كان يركب دراجة نارية، وقد أطلق أربع رصاصات على غليك من مسافة قريبة، قبل أن يلوذ بالفرار، وأنه بعد وقت قصير على الحادثة، ومن خلال كاميرات المراقبة وأعمال التحري والمتابعة، تمت ملاحقة «المهاجم» ومحاصرة منزله.
وزعمت شرطة الاحتلال أن حجازي أطلق النار على قوة المداهمة «فردّت عليه بالمثل»، وقتلته خلال «اشتباك استمر ساعات».
لكن شقيقة الشهيد حجازي، شيماء، نفت، في حديث إلى «السفير»، الرواية الإسرائيلية، ووصفتها بـ«الكاذبة والمفبركة»، مؤكدة أن الشرطة الاسرائيلية «حاصرت المنزل عند ساعات الفجر الأولى، وبدأت بإطلاق النار، ثم اقتحمته بعد ذلك، واعتقلت معتز حياً، واقتادته إلى سطح المنزل، حيث تم الاعتداء عليه بالضرب المبرح، قبل أن تطلق النار عليه من مسافة قريبة».
وأكدت شيماء ان شقيقها «تُرك ينزف لأكثر من ساعتين حتى استشهد، ثم أخذ جنود الاحتلال جثمانه وغادروا المكان، بعدما حطموا محتويات المنزل».
وبحسب مصادر مقدسية فإنّ سلطات الاحتلال رفضت تسليم جثمان الشهيد حجازي الى ذويه قبل الساعة الحادية عشرة من ليل امس، مشترطة دفنه قبل صباح اليوم، على ان يقتصر عدد المشيّعين على 45 شخصاً.
يذكر أن الشهيد معتز حجازي أسير محرر أمضى 12 عاماً داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، بينها 10 سنوات في العزل، وهو من كوادر حركة «الجهاد الإسلامي». واعتقل حجازي في العام 2000 بتهمة المشاركة في انتفاضة الأقصى، وحكم عليه بالسجن ستة اعوام، وخلال اسره صدر عليه حكم آخر بالسجن اربعة اعوام، بتهمة «الاعتداء» على سجّان. وقد اطلق سراحه في حزيران العام 2012.
وبحسب مصادر مقدسية فإن الشهيد حجازي كان هدفًا للاستخبارات الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة، وأن قوات الاحتلال داهمت منزله على الأقل مرتين في الأشهر الثلاثة الأخيرة.
وما زال غليك يرقد في حالة الخطر الشديد داخل أحد المستشفيات الإسرائيلية، وهو كان أول من رفع صورة «الهيكل» داخل باحات المسجد الأقصى، ويدعو باستمرار إلى هدمه لبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه.
وفي أعقاب هذه التطورات، أغلقت الشرطة الإسرائيلية الحرم المقدسي أمام المصلين الفلسطينيين والجماعات الاستيطانية، في خطوة وصفتها الرئاسة الفلسطينية بأنها «إعلان حرب».
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن «السلطة الفلسطينية ستتوجه إلى منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية لمواصلة العمل من اجل وقف الاعتداءات الاسرائيلية على مدينة القدس»، محملاً الحكومة الإسرائيلية مسؤولية ما يجري في المدينة المحتلة.
وأكد أبو ردينة أن التصعيد الاسرائيلي الخطير في القدس مدان ومرفوض من قبل القيادة الفلسطينية، مطالباً الولايات المتحدة باتخاذ خطوات عملية لوقف الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الاقصى ومدينة القدس «وعدم الاكتفاء بالأقوال والتصريحات».
بدوره، قال مستشار الرئيس الفلسطيني مسؤول ملف القدس في مؤسسة الرئاسة الفلسطينية أحمد الرويضي إن ما يجري في القدس «هو تصعيد ممنهج ومتعمد من اجل اسكات المقدسيين وقمعهم، لتكريس واقع أن المدينة موحدة عاصمة لإسرائيل».
وأضاف الرويضي، في اتصال مع «السفير»، أن «المقدسيين لن يقبلوا بما يجري، وسيواجهون وحدهم كل مساعي اسرائيل لتقسيم الحرم (المقدسي) وتهويد المدينة».
في المقابل، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال جلسة خاصة عقدها في مكتبه، الرئيس محمود عباس بشن «حملة تحريضية ضد إسرائيل، ترافقه فيها جهات إسلامية متطرفة»، وأعطى أوامر بزيادة التعزيزات العسكرية في القدس، خشية تصاعد التوتر.
بدوره، حمّل وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون المسؤولية عن محاولة اغتيال غليك للرئيس الفلسطيني، قائلاً «عندما يزرع أبو مازن الكراهية حول حق اليهود في أرضهم وحرية العبادة فإن النتيجة تكون عمليات إرهابية، كما حدث أمس في محاولة اغتيال يهودا غليك»، بينما اعتبر وزير الأمن الداخلي يتسحاق اهرنوفيتش ان قتل الشهيد معتز حجازي هي «رد سريع وإغلاق حساب فوري» على محاولة اغتيال الحاخام المتطرف.
وفي خضم هذه التطوّرات، اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الاسرائيلي في حي الثوري في سلوان، بعد استشهاد حجازي، وقد أسفرت عن عشرات الإصابات، بينما يتوقع تصاعد وتيرة التوتر خلال صلاة الجمعة ظهر اليوم.

31/10/2014

 

القدس تثأر لنفسها

إرسال إلى صديق طباعة

استهداف غليك جاء في ظل إجراءات «لحسم» الوضع الأمني وتصعيد الاستيطان

علي حيدر

تحوَّلت العملية البطولية التي نفذها أحد مقاومي حركة «الجهاد الإسلامي» في القدس المحتلة، واستهدفت أبرز الناشطين اليمينيين(صلى المقدسيون في الشوارع القريبة من أبواب المسجد الأقصى المغلقة (آي بي ايه المتطرفين، يهودا غليك، إلى محطة أساسية في نشاط المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال، ولا سيما أنها تأتي بعد سلسلة عمليات في المدينة بين كل أسبوع أو اثنين.
هذا «الإنجاز الفلسطيني» في التصدي للاستفراد بالقدس حفر في وعي قادة العدووجمهوره مجموعة من الحقائق، أبرزها أنه مهما اشتدت الظروف على المقاومة وكثفت الإجراءات الأمنية وجرى تصعيد الاستيطان، فإن كل ذلك لن يحول دون مواصلة النضال ضد الاحتلال والإبداع في التكتيكات. وأكثر ما يفاجئ العدو استهداف شخصيات في توقيت ومكان لا يخطران على بال المسؤولين عن الأمن.
بالطبع، لم يكن اختيار المقاوم حجازي هدفه عبثياً، بل إن تاريخ غليك وحاضره كافيان لتبيان كم أن استهدافه كان ملحّاً بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني والقضية، والأمر نفسه ينسحب على ظروف العملية. انطلاقاً من ذلك، خطط الشهيد لعمليته وعرَّض نفسه للمخاطر من أجل الوصول إلى ذلك المتطرف، رغم أنه كان قادراً على استهداف كثيرين غيره في المدينة.


 "تقدّر الاستخبارات الإسرائيلية أن المنفّذ اجتاز 3 مراحل للتنفيذ بنجاح"

واللافت أنه قبل لحظات من استهداف غليك كان واقفاً على المنصة في مركز «تراث بيغن» في القدس وهو يلقي محاضرة تحمل عنوان «إسرائيل تعود إلى جبل الهيكل» (مادة مفصلة على الموقع)، وليس خفياً أنه صاحب أكبر الدعوات إلى اقتحام الأقصى. أما كيف نجح المقاوم في الاقتراب من غليك واستهدافه، فقد روت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن حجازي الذي كان يعمل في المركز نفسه، قاد دراجة نارية وهو مقنّع، وعندما اقترب من الحاخام سأله: «هل أنت غليك؟»، فأجابه الأخير بالإيجاب، ثم أطلق المقاوم النار عليه.
ووفق صحيفة «يديعوت أحرونوت»، خرج حجازي في ساعات الظهيرة من منزله، وتوجه إلى العمل حتى ساعات المساء في المطبخ، وقدّرت أن هناك احتمالاً بأن يكون المسدس الذي استخدمه قد كان بحوزته خلال تلك الساعات. وبعد انتهاء ساعات العمل (21:40) خرج حجازي من المطعم. وبدلاً من العودة إلى منزله، «يبدو أنه بقي في الخارج ينتظر خروج غليك من المبنى»، ثم في تمام الـ22:10 جرت العملية، وتفيد شاهدة عيان بأن حجازي قال لغليك: «أنا متأسف، أنت أغضبتني»، ثم أطلق عليه أربع رصاصات وأصابه بجراح خطيرة.
وتابع تقرير «يديعوت» أنه «في ساعات الصباح، قادت الدلائل التي جمعت من المكان والمعلومات الاستخبارية إلى حجازي بسرعة، فوصلت الوحدات الخاصة (يمام) إلى بيته في القدس الشرقية وعثرت في الموقف على الدراجة النارية، وخلال التفتيش عثرت أيضاً على المسدس». لكن الرواية الرسمية أكدت أن حجازي بدأ إطلاق النار على أفراد «يمام» مستخدماً المسدس نفسه، مضيفة أنه قتل أثناء محاولة الوحدة اعتقاله في حي الطور.
مع ذلك، يبقى السؤال: كيف عثرت قوات الاحتلال على المسدس خلال التفتيش؟ فيما الرواية الرسمية تؤكد أن قوات الاحتلال قتلته بعدما أطلق النار عليها بالمسدس نفسه!
يعزز هذا التعارض رواية عائلة الشهيد التي قالت إن قوات الاحتلال دهمت الحي وحاصرت المنزل، ثم أطلقت النار بكثافة إلى أن حوصر الشهيد وجرت تصفيته على سطح المنزل حيث ظل ينزف أكثر من ساعتين.
ولفتت وسائل الإعلام، استناداً إلى تقديرات أجهزة الاستخبارات، إلى أن حجازي أتمّ ثلاث مراحل ناجحة حتى وصل إلى الهدف وأطلق النار عليه؛ الأولى جمع المعلومات عن تحركات الحاخام، واختيار الزمان والمكان المناسبين، ثم تنفيذ العملية، وفي الخطوة الثالثة الانسحاب السريع من المكان.
أمام هذا النجاح الذي حققه المقاوم، لم تستبعد الأجهزة الإسرائيلية أن «يكون حجازي، أو الخلية التي هو جزء منها، تتبعت تحركات الحاخام عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لأنه (غليك) يعلن نشاطه اليومي، وهو سبق أن أعلن صباح ذلك اليوم أنه سيشارك إلى جانب وزراء ونواب كنيست في مؤتمر «إحياء تراث الهيكل» في قاعة «تراث بيغين»».
في ما يتعلق بوضع «غليك»، أوضحت مصادر طبية عبرية أن الأطباء اضطروا إلى قطع جزء من رئته خلال العملية الجراحية، ولا تزال حالته بالغة الخطورة.
أما عن المفاعيل السياسية، فحمَّل رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مسؤولية التحريض الذي أدى إلى محاولة قتل غليك. ووفق بيان مكتب نتنياهو، فإن «أبو مازن قال إنه يجب منع صعود اليهود إلى الحرم القدسي بكل الوسائل».
كذلك عقد نتنياهو اجتماعاً رفيعاً مع وزير الجيش موشيه يعلون، ووزير الأمن الداخلي يتسحاق أهرونوفيتش، ورئيس الشاباك والمفتش العام للشرطة وقائد شرطة القدس، كما لم يفته استغلال الحادثة في مواجهة الضغط الدولي، فقال «لم أسمع بعد أي كلمة إدانة من المجتمع الدولي». وأيضاً، استغل الموقف معسكر اليمين المتطرف، الذي ينتمي «غليك» إليه، بالدعوة إلى «استعادة السيادة الإسرائيلية على القدس».

 
عربيات
العدد ٢٤٣٣ الجمعة ٣١ تشرين الأول ٢٠١٤

 

 

عاصمة الشمال تستعيد استقرارها.. وقهوجي يتفقّد الوحدات

إرسال إلى صديق طباعة

غسان ريفي

بعد الانجاز الذي حققه الجيش اللبناني بانهاء معارك الأسواق والتبانة في طرابلس وبحنين ـ المنية بسرعة قياسية والذي أعاد دورة(في التبانة عاد الاستقرار.. ويبقى الدمار شاهدا على ضراوة المعارك (عمر إبراهيمالحياة شبه الطبيعية إلى أحياء المدينة، باستثناء تلك التي كانت مسرحاً للمعارك، لتستعيد عاصمة الشمال بذلك استقرارها، يواجه الجيش سلسلة من التحديات أبرزها:
ـ هروب المسلحين ومحاولة بعض الأطراف ستغلال هذا الهروب سياسيا للتخفيف من وهج الانجاز العسكري الذي تحقق.
ـ طول أمد المواجهات مع الارهابيين، خصوصا أن المسلحين الهاربين قد يلتحقون بخلايا نائمة أو مجموعات ناشطة، قد تستبدل "حلم الامارة" باعتداءات انتقامية على غرار ما تعرض له الجيش بعد القضاء على تنظيم "فتح الاسلام" في مخيم البارد وهروب أميره شاكر العبسي وعدد من قياداته.
ـ عودة اللغة السياسية المزدوجة لدى بعض التيارات السياسية التي وجدت أن إنجازات الجيش قد تؤثر في حضورها الشعبي الذي قام خلال المرحلة السابقة على التحريض السياسي المباشر ضد الجيش.
ـ التواجد العسكري الكثيف للجيش في التبانة وفي مناطق لم يعتد أبناؤها على رؤية البدلات المرقطة، وهذا الأمر يحتاج خطوات إنمائية وتعويضات مالية سريعة جدا، تساعد الجيش على استكمال ما بدأه في المنطقة وصولا الى جعلها منزوعة السلاح.
وشكلت زيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي الى طرابلس، أمس، حيث تفقد الوحدات العسكرية العاملة فيها وقدم التعازي لعائلات الشهداء، إشارة واضحة إلى إصرار المؤسسة العسكرية على إتمام مهماتها في استعادة هيبة الدولة والقضاء على بؤر الارهاب، وهي ساهمت في رفع معنويات العسكريين الذين ينتشرون في شوارع طرابلس منذ سنوات عدة ويقومون بمهام كان من المفترض أن تقوم بها قوى أمنية أخرى.
وعلمت "السفير" من مصادر مواكبة للزيارة أن قهوجي أكد للعسكريين أن "الحرب على الارهاب ستكون بلا هوادة، وأنه لولا هذه الحرب الاستباقية التي شنها الجيش على المجموعات المسلحة لكانت اجتاحت البلد"، منوها بكفاءة الوحدات العسكرية كافة وجهودها المميزة.
وأشارت مصادر عسكرية الى أن الجيش سيواصل إجراءاته العسكرية في التبانة بهدف إعادة الأمن والاستقرار إليها بشكل ثابت ونهائي بما يمكنها من استعادة حياتها الطبيعية.
وتابع الجيش مداهماته بحثا عن المسلحين الفارين، وقد أقدم كل من: شعيب عمر صعب وعبد الرحيم أحمد حسن وعلي أحمد سعد، على تسليم أنفسهم للجيش الذي أوقف أيضاً أربعة أشخاص آخرين للاشتباه في علاقتهم بالمجموعات المسلحة، بالإضافة الى توقيف المدعو نبيل خضر المير المطلوب بتهمة تأليفه عصابة سلب بقوة السلاح.
وشهد صباح أمس حركة سياسية لافتة قبيل انعقاد جلسة مجلس الوزراء من أجل الضغط لإقرار دفعة وازنة من التعويضات تشعر أبناء طرابلس باحتضان الدولة لهم، وقد تولى توفيق سلطان جزءاً من هذه الاتصالات فاطلع من رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير على الاحتياجات.
ثم اتصل سلطان بالرئيس نبيه بري وأبلغه أن ما حصل في طرابلس هو عدوان خارجي من الارهاب الذي يضرب المنطقة ويستهدف لبنان من بوابة طرابلس التي أثبتت رغم كل الافتراءات أنها حاضنة للجيش والدولة التي يجب أن تثبت أيضا أنها حاضنة لطرابلس، متمنيا عليه الطلب من وزير المال علي حسن خليل التعاطي الايجابي مع مسألة التعويضات.
وأكد الرئيس بري أن "تعويضات طرابلس في رقبتي، وهي يجب أن تصرف تباعا لكي يصار الى إزالة آثار الأحداث بالسرعة القصوى وإعادة الناس الى منازلهم ومحالهم التجارية".
ثم وضع سلطان الرئيس تمام سلام بجو الاتصالات التي أجراها، كما اتصل بالرئيس نجيب ميقاتي الذي كرر استعداد "جمعية العزم والسعادة" للمساهمة في إعادة ترميم جزء من الأسواق، مشددا على ضرورة أن تقوم الدولة بواجباتها في المدينة.
ميقاتي: المدينة منكوبة
أكد الرئيس نجيب ميقاتي أن "طرابلس اثبتت أنها مع الجيش اللبناني وتسانده وتدعمه"، متمنيا على الجيش ان "يقوم بجهد اضافي كي يشعر المواطن الطرابلسي ان الجيش بقربه ولخدمته". وشدد على ان "أي شخص يرفع السلاح في وجه الدولة لا ينتمي الى المدينة بأي شكل من الاشكال". وقال: "نحن نعطي الجيش التغطية اللازمة لاستتباب الأمن، ودوره ان يعمل على تثبيت الأمن ويترك الساحة بعد ذلك لقوى الامن الداخلي لتقوم بدورها".
أضاف: "الاولوية هي لقيام الدولة بواجباتها، وعندها يمكننا توظيف قدراتنا الذاتية في خدمة إعمار المدينة من جديد، لأن ابن طرابلس يجب ألا يشعر بأن الدولة جاهزة لاعادة الإعمار في اي منطقة لبنانية الا في طرابلس".
وأشار ميقاتي، في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه في بيروت، الى أن المدينة منكوبة ماديا ومعنويا وهناك دمار كبير، يصعب على اي فريق ان يقوم بمفرده بإعادة إعماره".
وأوضح أنه سمع شكاوى عدة في طرابلس عن توقيف شبان عاديين في طرابلس لمجرد انهم ملتحون ولا احد يعرف مكان توقيفهم، وطالب "بالعدالة السريعة، ومن يثبت تورطه بأي اخلال بالأمن فليتخذ بحقه الاجراء المناسب، ولكن لا يجوز ان يشعر المواطن بالخوف الدائم وبأن هناك هوة كبيرة بينه وبين الدولة. بلغني ان اكثر من 400 شاب هم قيد التوقيف، فإذا كان هذا التوقيف ضمن الاصول فليكن، ولكن نطلب الاسراع في احالتهم على القضاء ليكون للعدالة الدور الاساسي".

 
الحريري: 20 مليون دولار
للمناطق المتضررة

 
من جهة ثانية، أعلن الرئيس سعد الحريري تخصيص مبلغ عشرين مليون دولار، للمناطق التي تضررت في طرابلس، وفي باب التبانة خصوصا، ومنطقة بحنين في المنية، اضافة الى سائر المناطق التي شهدت مواجهات عسكرية في الشمال.
وقال الرئيس الحريري: "ما من شيء يمكن ان يعوض الأهل الطيبين في طرابلس والشمال، الخسائر التي طاولت ارواح الأبرياء من الشباب والأطفال والنساء، وأوقعت الإصابات البالغة في صفوف العديد منهم".
وعبر الرئيس الحريري عن تقديره واعتزازه بأبناء هذه المناطق، "لا سيما بأهل التبانة والأسواق القديمة في طرابلس، الذين واجهوا باللحم الحي تلك الظروف الأمنية القاسية، ورفضوا ان يكونوا قاعدة لأدوات التطرف في مواجهة الجيش اللبناني والخروج عن منطق الدولة". ورأى ان "الموقف الوطني المسؤول لأهل طرابلس والشمال هو الذي حسم الامر في النهاية وشكل الرد المطلوب على النافخين في رماد التحريض والباحثين عن اي وسيلة لتبرير مشاركتهم في الحرب السورية ووقوفهم الى جانب النظام القاتل لبشار الاسد".
وأوضح الرئيس الحريري انه قرر تكليف فريق عمل من المهندسين واصحاب الاختصاص في تيار "المستقبل" لإعداد الدراسات ووضع المساعدة موضع التنفيذ السريع، مشددا على ان "الدولة ستبقى في النهاية ملاذ الجميع".
وتعهّد الحريري بمشاركة أبناء طرابلس "مسؤولية النهوض بمدينتهم ومناطقهم، لنتقدم معا خطوط الدفاع عن الاعتدال في وجه التطرف وعن الدولة ومؤسساتها في وجه الفوضى".

 

31/10/2014

JPAGE_CURRENT_OF_TOTAL