You are here: الصفحة الرئيسة

Harakat Al-Shaab - حركة الشعب -لبنان

الجيش الاسرائيلي: احتمالات التصعيد مع حزب اللـــه كبيرة جداً

إرسال إلى صديق طباعة

(تهديد حزب الله للجبهة الداخلية، سيكون أكبر مما حدث في حرب غزة (أرشيفكما في معظم دول العالم، تُدرَج تصريحات المسؤولين الإسرائيليين في خانة الدعاية السياسية والنفسية. لكن هذه التصريحات تكتسب أهمية إضافية عندما يُحال المسؤولون على التقاعد، أو في أيام خدمتهم الأخيرة، كما هي حال قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الذي توعّد لبنان أمس

يحيى دبوق

ثلاثة تقديرات وضع، عبّرت عنها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أمس، حيال المعادلة الحالية والمواجهة المقبلة، مع حزب الله: يوجد ميزان ردع متبادل؛ الحرب ستكون مؤلمة ولا تقاس بما قبلها؛ ويجب الإسراع في إنهاء الحرب، إن اندلعت، لتخفيف التهديد عن الإسرائيليين.

عبّر عن هذه «الحقائق» قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، يائير غولان، في حديث للإذاعة العسكرية أمس بمناسبة انتهاء ولايته، أكد فيه أن المعادلة التي تحكم المواجهة بين إسرائيل وحزب الله هي «توازن ردع متبادل، إلا أنه ردع غير كامل، ولدى الجانبين درجة من التحمل والصبر وضبط للنفس، ومن بعده لا يمكن أيّاً منهما السكوت، فيبادران إلى عمل كهذا أو ذاك. أما الكلام عن أبيض وأسود، وردع وعدم ردع، فليس كلاماً صحيحاً».
حزب الله، بحسب غولان، يسعى إلى الحفاظ على حدود هادئة، «لكن في الوقت نفسه يعتقد (الحزب) أن من واجبه تنفيذ عمليات ضد إسرائيل من حين إلى آخر، وهذا تحدٍّ بالغ الأهمية ويحمل في طياته احتمالات تصعيد كبيرة جداً، لأن هذه العمليات خطرة، ولأجل ذلك نعمل على الحفاظ على مستوى عال من الجاهزية، إضافة إلى أنشطة أمن جار استثنائية».

لكن هل يلجأ حزب الله إلى اشعال الجبهة مع إسرائيل بصورة كاملة؟ أجاب غولان بأن المسألة مرتبطة بظروف حزب الله ودرجة الضغط المفعل في وجهه، وعلى هذا الأساس قد يغير (حزب الله) من استراتيجيته ويشنّ هجوماً كبيراً على إسرائيل يكون له تداعيات كبيرة جداً.
ورداً على سؤال عن إمكان القياس بين عملية «الجرف الصامد» ضد قطاع غزة والحرب المقبلة ضد حزب الله، أكد غولان أن «تهديد الشمال، في مواجهة حزب الله، هو أكبر بكثير من التهديد الجنوبي (مقابل القطاع)، الأمر الذي يتطلب من الجيش خطوات حاسمة أكثر وبحجم أكبر، قياساً بما حصل في الجنوب».
وعلى هذه الخلفية، لفت غولان إلى أن المؤسسة العسكرية «ستجهد في المواجهة الشاملة مع حزب الله على تقصير مدة القتال، إذ من غير المعقول أن لا يستعد الجيش لحسم سريع، مشدداً على أن قيادة الجبهة الشمالية جاهزة وعلى استعداد تام لضرب حزب الله بصورة سريعة وحاسمة وبأكبر قوة ممكنة، ومن شأن ذلك أن يقصّر مدة الحرب ويوقف سريعاً الخطر المباشر على المدنيين الإسرائيليين».
وأشار غولان إلى أن المواجهة الأخيرة في قطاع غزة، يمكن أن تفيد في الحرب المقبلة مع حزب الله، فـ»أنا آخذ كل ما حصل معنا في عملية الجرف الصامد، وأعمل على ترجمته إلى اللغة الشمالية، وأحاول أن أتبين أنا والضباط في القيادة، ما يجب فعله مع هذا العدو (حزب الله) الفريد من نوعه».
مع ذلك، أكد غولان أن «تهديد حزب الله للجبهة الداخلية، سيكون أكبر مما حدث في الجنوب، بل لن يكون بالإمكان توفير مظلة حماية بواسطة القبة الحديدية كما جرى مع قطاع غزة، إذ إن نوعية الصواريخ والقذائف الصاروخية الموجودة لدى حزب الله تختلف كثيراً عن تلك الموجودة في القطاع. من هنا، سيكون التحدي كبيراً جداً، ولن يكون شبيهاً لما شهدناه في عملية «الجرف الصامد»، والإصابات ستكون أكثر بكثير».
تهديد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، بـ»احتلال الجليل»، كان حاضراً في صلب المقابلة مع غولان، الذي طمأن الإسرائيليين وأقلقهم في نفس الوقت. فهو أكد أن عملية إخلاء المستوطنات بعد اندلاع الحرب مع حزب الله، لن تكون كاملة وشاملة، وقال إن إفراغ المستوطنات من المستوطنين لن يكون على صعيد كل مستوطنات الشمال، بل سيقتصر الأمر على جزء منها.
وعن تنظيم «داعش» وإمكان قياس تهديده بتهديد حزب الله، أضاف غولان أن التغييرات في ساحات المواجهة المحيطة بإسرائيل متعددة ومتشعبة، «لكن الخطر الأهم والأكثر تهديداً للدولة العبرية، يأتي من جهة (…) إيران وحزب الله، وهذا التهديد هو أخطر بكثير من تهديد تنظيم الدولة الإسلامية» (داعش).

 

سياسة
العدد ٢٤٣٢ الخميس ٣٠ تشرين الأول ٢٠١٤

إيما بونينو: أخطأنا في سوريا.. ودور العرب وتركيا مريب

إرسال إلى صديق طباعة

(بونينو مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في روما (عن الانترنت

لم يستطع أحد منافسة إيما بونينو على تقديم صوت مغاير. حين كانت وزيرة خارجية إيطالــيا تجــلس بين اللاعبــين الكبار في الأزمة السورية، كانت في قلب الحراك الدولي، في واحد من أهم فصولها.
خلال الحوار مع «السفير» تكشف بونينو الخطوط العريضة التي تحرك خيوط الصراع السوري. وتؤكد أن الحل العسكري لا يزال يسيطر على تفكير معسكر مناهضي النظام. تلقي بظلال عميقة من الريبة حول ما تحيكه الدول العربية وتركيا. تتحدّث عن أخطاء الغرب، وتنتقد خللاً جوهرياً تراه في التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش».
حين كان يؤجّل «جنيف 2» بشكل متكرر، انتقدت بونينو ذلك في حزيران العام 2013، لكنها غردت خارج سرب الإعلانات الغربية حينما أرجعت السبب لأن دولاً في المنطقة «تفكّر في حل عسكري». نسألها عن هذا التعليق، فتضحك مؤكدة أن القضية تمثل نهجاً لم تحد عنه هذه الدول.
وتقول، وهي تزيح نظارتها الطبية، «هذه القضية مستمرة حتى الآن. هناك دول في المنطقة لا تزال تعتقد بأن الحل العسكري لا يزال ممكناً. ما نراه هو حرب يومية قائمة الآن في الإقليم، بين السنة والشيعة، لكن أيضاً هي حرب داخل السنة. لكن انظر إلى مسألة السنة والشيعة، إنه قتال تاريخي، قتال ثقافي. إنها مسألة لا تتعلق كثيراً بالدين، بل بإساءة استخدام الدين للتموضع الجيوستراتيجي. نحن نعرف ذلك، فمنطقتنا شهدت 30 سنة من الحرب باسم الدين (1618 ـ 1648 شهدت أوروبا سلسلة من أطول الحروب وأكثرها تدميراً بين البروتستانت والكاثوليك). هنا لا شيء يتعلق لا بالدين ولا بالله، بل بالاستراتيجية الجيوسياسية وما يتصل بها. شعوري هو أنه في الأحوال كافة، وحتى الآن، هناك دول تفضل بالفعل الطريق العسكري على الحل التفاوضي».
 هل من الممكن أن توضحي أكثر ما الذي تقصدينه، أين ترين ذلك الآن؟

{ على سبيل المثال، أعتقد أنه حتى حراك «داعش» يدعم هذا الاستنتاج. إنها مجموعة سنية وهابية، حين نتحدث على المستوى التاريخي والثقافي، وهذا ليس جديداً، «داعش»، أو مهما كان اسمه، كان هناك منذ العام 2006. كان في سوريا، وتحرك في العراق، والآن في سوريا. بالطبع هذه المجموعة المتطرفة اختطفت الثورة السورية. أعتقد أنها كانت ثورة ذات مبادئ حسنة وصادقة. بدأت بتطلعات ثورية ديموقراطية في العام 2011، لكن تمّ بسرعة كبيرة اختطافها واحتلالها عبر صراع سني داخلي، في ذلك الوقت، لدى المعارضة. كانت مجموعات المعارضة تقاتل بعضها البعض، الإخوان المسلمون، رجال (جبهة) «النصرة»، رجال «داعش».. الخ. ولديك أيضاً الأكراد. الأكراد كان لديهم دائماً تقدير مختلف. إذن الجبهة ضد (الرئيس بشار) الأسد لطالما كانت مفككة، وأحياناً مع قتال داخلي بين بعضهم. حتى الآن، لديّ شعور أن أحداً ما في المنطقة، ربما الأتراك أو غيرهم، يعولون على الحل العسكري. على سبيل المثال، حضور «داعش» على فظاعته، يمكن جعله أداة لإضعاف الموقف الكردي. لذا فالوضع معقد جداً، لهذا من المهم أن يكون لديك القدرة لتقرأ كل هذا البازل المعقد.
قراءة السياسية الايطالية المخضــرمة لا تدعمها فقط المعلومات المباشرة من الحديث مع اللاعبين في الصراع، بل مسيرة سياسية طويلة.
لم تذكر ولا مرة لا النظام ولا المعارضة بوصفهما المحركين المقررين في الصراع السوري. تتحدث عن انقسام في المعسكر المعادي للنظام السوري بوصفه يزيد التعقيد أمام أي تدخل خارجي. تقول إن «قطر، بدرجة أو بأخرى، مع تركيا، تدعمان الإخوان المسلمين، والسعودية والإمارات تدعمان الجزء الوهابي السلفي، وهما تماماً ضد الإخوان في مصر وليبيا، وبالطبع في سوريا. هناك انقسام داخل العائلة السنية، هذا أحد جوانب المشكلة الحقيقية للتعقيد الذي يجعل من الصعب جداً التدخل ببساطة من الخارج».
 لكن هل تعتقدين أن حراك هذه الدول مختلف في سوريا. هل ترين أن لديهم هدفاً مشتركاً؟
{ ما أعرفه ببساطة أنه لا يزال لديهم هدف مشترك، هو أن الأسد يجب أن يرحل. ما أعرفه أنهم، حقيقة وفعلاً، لا يزالون يفكرون بنوع من الحل العسكري، وأنه لا يمكنهم إيجاد اتفاق، لا يرونه على الطاولة. من الجلي أنهم لا يزالون يفكرون بشيء آخر. على كل حال، إنه بشكل أساسي قتال إسلامي داخلي، محركه القتال السني ـ الشيعي الداخلي في المنطقة، مهما كانت أخطاؤنا في 2003 و2011. أما ما الذي يمكننا فعله، فسيكون من الجيد لو نتوقف عن ارتكاب الأخطاء، كما جرت العادة.
 أي نوع من الأخطاء تقصدين؟
{ التسرّع. مثلاً الاستعجال من الناحية العسكرية. مثلاً الأميركيون لا يزالون القوة العظمى من الناحية العسكرية، لا شك في ذلك، وهم يعرفون كيف يطيحون بالديكتاتوريين، ضرب (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين، ضرب (العقيد الليبي معمر) القذافي. لكن بعد ذلك لا أحد يعرف، والأميركيون حتى أقلّ منا، ما هو اليوم التالي وما الذي يمكن فعله فيه؟
كانت السياسية الايطالية تحضر مؤتمراً حول الأزمات العالمية في بروكسل. تتنقل بخفة بين نخبة من السياسيين البارزين، وهي لا تزال تحتفظ بقوام نحيل ورشيق. تجد صعوبة في الثبات على الكرسي. تتحدّث بحيوية كبيرة، وتعابير وجهها تكمّل دائماً معنى كلامها. لا تخفي ريبتها الشديدة، حينما تصل الأسئلة إلى محطة «التحالف الدولي».
وتقول «هذا التحالف الدولي أنا أسمّيه تحالف الغموض (أو الالتباس). لأن الهدف الأول هو ضد داعش، كهدف مشترك. لكن بعد ذلك، في اليوم التالي، كل واحد لديه أجندته الخاصة. البعض يقف لمصلحة أن الأسد يجب أن يرحل، البعض لمصلحة موقف مختلف. البعض يقف أكثر لمصلحة عملية انتقالية. القضية الكردية تصبح قضية أيضاً في تركيا. هذا بالإضافة إلى العديد من الآثار الجانبية، لأنه لا يوجد تشريع من مجلس الأمن، ولا شيءَ من ذلك. لكن ما يقلقني حول هذا التدخل العسكري هو ببساطة أنه ليس لديه استراتيجية. في العراق، على هشاشته، قبل كل شيء طلبت الحكومة دعماً عسكرياً، وثانياً هناك نوع من الاستراتيجية، لجهة حكومة شاملة، وكيفية المضي قدماً وما إلى هنالك. كل هذا مفقود تماماً في سوريا. الضربات الجوية والطائرات من دون طيار، يمكنها أن تكون تكتيكاً مفيداً لإيقاف داعش، لكنها بشكل مؤكد ليست استراتيجية. المفقود هو بالضبط ما الذي سيأتي تالياً، ليس فقط من أميركا أو التحالف، لكن من الدول العربية في التحالف».
 ما الذي تقصدينه بدقة أكثر من تعليقك هذا؟
{ في التحالف هناك الجميع. الأردن، السعودية، الإمارات، قطر. الجميع باستثناء إيران. هل يمكن أن أسأل أصدقاءنا العرب ما هي فكرتهم حول مستقبل سوريا؟
 ما الذي يدعوك لهذا التشكيك؟
{ لست أشكك. لا أعرف (بانفعال)، هل يمكنك أن تقول لي؟ بعد الحملة العسكرية على «داعش»، مهما تكن، هل يمكن للعرب في التحالف، ومعهم تركــيا، أن يقولوا لنا إذا كان لديهم رؤية لليوم التالي؟
 قالوا إنهم يريدون إدارة هذا التحالف ليستهدف النظام السوري.
{ حسناً، قبل كل شيء هم لا يضعون قوات على الأرض، دعنا نرَ مَن سيفعل ذلك، لكن ليس واضحاً جداً أنهم يريدون توجيه الحرب إلى الأسد. ومَن سيضع القوات على الأرض. هل يمكنني طرح هذا السؤال؟ مَن سيفعل؟ أنا لا أعرف، لكن هم مَن عليهم تقديم إجابة. دعنا ننظر للقضية من الجهة الأخرى: هذا التحالف لديه مشكلة لأنه لا يملك تفويضاً من مجلس الأمن، ويبدو لي أنه ليس لديه استراتيجية ليقدم رؤية لسوريا. هل يمكن أن أسأل أولاً أصدقاءنا العرب والمسلمين إذا كانت لديهم رؤية؟ وإذا كان، فأي رؤية؟ هل يمكن تأكيد ذلك، أودّ أن أعرف؟ تركيا، الإمارات، قطر، السعودية، هل لديها الرؤية نفسها حول مستقبل سوريا؟ أنا أشك في ذلك.
ليس شك ما فقط تبثه بونينو، بل ريبة مستحكمة تصل حد الاستهجان الذي تسرّبه تعابير وجهها. أي مشروع يحمله لسوريا التحالف الدولي، المنقسم والمتصارع إقليمياً، في مصر وليبيا وغيرهما؟ لكن أيّ تسوية يقبلها المحور الآخر الحليف للنظام؟
نسأل بونينو عن إيران، فهي كانت أول وزير أوروبي يزورها العام الماضي، بعد بدء سياسة الانفتاح الأخيرة. تتحفظ، لكنها تعرّج على دور طهران في تنحية نوري المالكي لتشكيل حكومة عراقية جديدة.
تتردّد قليلاً، قبل أن تقول «لا أعرف. موقفهم واضح جداً الآن، لكنه يمكن أن يتطور. العملية يمكنها أن تكون صعبة للغاية، ومفاجئة جداً. المالكي كان يفترض أن يكون غير قابل للمساس به، بالمطلق، لكن فجأة تم وضعه جانباً».

بطاقة تعريف
شغلت إيما بونينو رئاسة الديبلوماسية الايطالية بين نيسان العام 2013 حتى أواخر شباط الماضي.
وكانت بونينو، وزيرة الخارجية السابقة، في مركز النقاشات التي أدت إلى عقد مؤتمر «جنيف 2»، وترأست وفد بلادها إليه في كانون الأول العام 2013. قبل ذلك وبعده، كانت حاضرة في اجتماعات «النواة الصلبة» لمجموعة «أصدقاء سوريا» التي تضم إيطاليا. كل هذا يجعل تقييمها ذا أهمية خاصة. إضافة إلى طلاقة لسانها، يأتي حديثها من تواجدها المباشر داخل «الصندوق الأسود» لإدارة الأزمة.
وانتخبت بونينو (1948) في البرلمان الايطالي سبع مرات. وعملت وزيرة للشؤون الأوروبية والتجارة الدولية، كما كانت مفوضــة أوروبيــة لخمس سنوات. فلسفتها السياسية مستمدة من نهج ليبرالي يساري، اقتصادي وثقافي، يمثله «الحزب الراديكالي الايطالي»، وهي من أبرز قياداته.

30/10/2014

المجموعات «الجهادية»: خسرنا المعركة

إرسال إلى صديق طباعة

لم تتّعظ المجموعات «الجهادية» من تجاربها في الشمال اللبناني. تكرّر الأخطاء نفسها وتخلُص إلى النتيجة نفسها. ما الذي يدفع(القيادات «الجهادية»: لم يكن لنا في لبنان يوماً بيئة حاضنة (أ ف ب مجموعة مسلّحة تحمل عبء قضية معينة، سواء أكانت محقة أم لا، إلى خوض معركة تعلم مسبقاً أنّها خاسرة؟

رضوان مرتضى
view counter
أكثر ما يُثير الغرابة لدى استطلاع آراء «الجهاديين» حول المواجهة الأخيرة اعترافهم الصريح بأن نتيجة المعركة كانت متوقّعة، رغم تنويههم بـ«تنكيل المجاهدين بالجيش وتكبيده خسائر فادحة، لكونه ضعيفاً ومكشوفاً، فضلاً عن أنّه غير مؤهل لخوض مواجهات الشارع».
النقاش في ما جرى لا يقتصر على الشمال وحده، بل يمرّ بالبقاع والجنوب مروراً بالمخيمات حيث تتمركز مجموعات ذات هوى متشدد. تتّفق القيادات «الجهادية» على أن الخسارة كانت متوقّعة، وهي شكّلت «صفعة قوية للشباب المسلم في الشمال». وانطلاقاً من المواجهة الأخيرة، تُجري بعض المجموعات جلسات تقويم في جلسات عامة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي. وهي إذ تُجمع على الاعتراف بالخطأ في التوقيت، ترى أنّ حدثاً خارجاً عن السيطرة استدرج المجموعات لتتصرّف بصبيانية وانفعال، لكنّها تؤكد أن «المضي إلى الأمام كان منسّقاً ومخططاً له، لأنه لم تعد هناك إمكانية للتراجع». وتمثّل هذا الحدث في توقيف الجيش أفراد خلية عاصون، وعلى رأسهم المطلوب أحمد سليم الميقاتي. ويقول أحد عناصر «جبهة النصرة» الموجودين في لبنان لـ«الأخبار» إن «مجموعة الشيخ أبو الهدى الميقاتي فتحت المعركة في الأسواق بالتنسيق مع أنصار الدولة في الشمال بعد عملية توقيفه». ويضيف أن «باقي المجموعات انجرّت إلى المواجهة مجبرة، خوفاً من اتهامها بالتخاذل عن النصرة».
لكن ماذا عن «البيئة الحاضنة»؟ الإجابة عن السؤال شبه موحّدة لدى عدد من القيادات «الجهادية» في لبنان والقلمون: «الجماعات الجهادية في لبنان لم تكن يوماً مدعومة من بيئة حاضنة».

"قام شادي المولوي بتصرفات غير منضبطة، أبرزها فضحُه تورّط التلّي"

وانطلاقاً من هذه «المسلّمة»، توقِن هذه القيادات «أن «بقاء المعطيات الميدانية على حالها يجعل من الاستحالة بمكان إمكانية قلب الواقع اللبناني لمصلحة المجاهدين». يستعيد هؤلاء «الغربة» التي يعيشونها في مجتمعاتهم أصلاً، لذلك هم مقتنعون بأنّ «مجموعاتنا ضعيفة وغير قادرة على فتح معركة مواجهة شاملة في ظل غياب قاعدة خلفية على الحدود للمدد». حتى معركة الشمال، بالنسبة إليهم، «لو طالت فهي بالنهاية خاسرة». أما أحداث الشمال الأخيرة، فتكشف المصادر عن «محاولات جرت للملمتها، لكن الشباب انجرفوا خلف انفعالاتهم». وتشير المصادر إلى أن «ضعف الجيش حمّس الشباب لإطالة أمد المواجهة»، لافتة إلى أن مؤيدي «النصرة» التحقوا بالمعركة لنصرة جماعة «الدولة». وإذ تؤكد المصادر أن معظم الاشتباكات لم تكن مخططة مسبقاً، تشير إلى أنّ «كل المشاركين في الاشتباكات لم يلتزموا الأدوارالموكلة إليهم». وإذ تؤكد المصادر قناعتها باستحالة القدرة على المواجهة المفتوحة في الظروف الراهنة، ترى أن «المطلوب حالياً، وحتى جلاء الصورة، الاقتصار على العمل الأمني المركّز ضمن الصورة الكاملة». وتتحدث المصادر عن «تصرفات غير منضبطة قام بها شادي المولوي، ولا سيما كشفه أن الشيخ أبو مالك التلي، أمر بعدم إطلاق سراح العسكري المخطوف». أما عن إعلان إمام مسجد هارون الشيخ خالد حُبلص «ثورة سنيّة»، فتشير المصادر إلى أن«الشيخ حُبلص أُلزِم بها، وإلا كان سيُتّهم بالتخاذل».
إذاً ما هي الغاية من خوض معركة خاسرة؟ وإذا لم تتعظ هذه المجموعات من التجارب السابقة، بدءاً بمجموعة الضنية، مروراً بجماعة فتح الإسلام، وصولاً إلى الشيخ أحمد الأسير، فبأي منطق تُفكّر وكيف تقيس الأمور؟ ألا يدفع سوء تقدير القدرات العسكرية والبشرية المتكرر إلى الشكّ في «حكمة» هذه القيادات والانفضاض من حولها، بحسب تعبيرات «الجهاديين»؟ الإجابة عن السؤال غير مقنعة. يقول أحد الموالين لـ«لنصرة»: «نعلم أن الجميع ضدنا، لكننا لا نأبه لهم. اجتمع العالم لقتالنا ولم نخش في الله لومة لائم، وغرباء فتح الإسلام مثالٌ قريب». كيف يُترجم هذا الكلام على أرض الواقع؟ ألا يُجهض ذلك إمكانية بناء قوة قادرة على التغيير؟ يردّ بأن «واجبنا يحتم علينا إحياء فريضة الجهاد لرفع الذلة عن أُمّتنا وإعلاء راية الإسلام، أما النتيجة فنحتسبها عند الله الذي وعدنا بالتمكين لتطهير الأرض».

  لا يختلف اثنان على النتيجة المعلنة لجولة الاشتباكات في طرابلس. تمكّن الجيش من هزيمة المسلّحين. والنتيجة لا لُبس فيها، في الشكل على الأقل، نجح في دفعهم إلى التواري والاختباء وأزال مظاهرهم المسلّحة. تمكن الجيش من نشر حواجزه ونفّذ عمليات دهم في مناطق كانت محرّمة عليه، ولو كلّف ذلك حياة 12 ضابطاً وجندياً، فيما لم تُسجّل خسائر فادحة في صفوف المسلّحين.

 

29/10/2014

 

منح اجتماع واشنطن «الاستثنائي» يوم أمس أدوات إضافية للتحالف المستجد على طريق تحديد استراتيجيته بين سوريا والعراق، في وقت سجلت فيه معارك «كوباني» بداية تحولات ميدانية حققتها «وحدات حماية الشعب»

إرسال إلى صديق طباعة

خطaت واشنطن خطوة إضافية يوم أمس لناحية تحديد أولويات ومهمات وهيكلية التحالف الذي تقوده بزعم محاربة «داعش
p12_20141015_pic1_2
»، فيما يبدو أن تداعيات الضربات الجوية التي بدأتها م

قاتلات «التحالف» قبل أسابيع لا تزال محدودة لجهة نجاح التنظيم المتطرف في تثبيت سيطرته على مناطق واسعة بين سوريا والعراق، وذلك رغم تأكيد البيت الأبيض مساء أمس أنه «لا نزال في الايام الاولى من وضع هذه الاستراتيجية، إلا أن العناصر التي نملكها حتى الآن تفيد بأن هذه الاستراتيجية تحقق نجاحاً».

وفي لقاء استثنائي عقد في «قاعدة اندروز» الجوية في ماريلاند قرب العاصمة الفدرالية الاميركية، انضم خلاله الى كبار الضباط الاميركيين نظراؤهم من 21 دولة، بينها لبنان، قال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إنه يشعر بـ«قلق عميق» من هجوم تنظيم «داعش» على بلدة «كوباني» السورية وجراء تقدم التنظيم في محافظة الانبار العراقية، مضيفاً أن بلاده ستواصل تنفيذ ضربات جوية في المنطقة.
وفي كلمته أمام المؤتمر، توقع أوباما «حملة طويلة الأجل»، معلناً أن هدف الولايات المتحدة وحلفائها هو تدمير التنظيم كي لا يبقى بمثابة «تهديد في المنطقة أو للعالم». وأضاف الرئيس الأميركي، الذي تطرق أيضاً إلى «تهديد فيروس ايبولا»، أن الحملة ستشمل «تقدماً وانتكاسات».
وفي وقت ترد فيه المزيد من الشكوك بشأن الاستراتيجية المتبعة من قبل «التحالف» بقيادة واشنطن، فإن عدداً من النقاط المفصلية لا شك أنها أثرت, أمس بشكل مباشر في مسار طروحات المجتمعين.

بداية، كان بارزاً غياب أي طرف من «المعارضة السورية» عن الاجتماع. وأكد ذلك موقع «دايلي بيست» الأميركي أمس، معتبراً أن «الإدارة الأميركية لا تملك خططاً على المدى القريب لضم الجيش السوري الحر أو أي من المعارضة المعتدلة إلى المهمات العسكرية لمحاربة داعش». ونقل الموقع الأميركي عن مسؤولين عسكريين أميركيين قولهم إن تلك المجموعات السورية «هي ببساطة ليست شريكة في الضربات».
وفي هذا الصدد، لفت ما أكده للموقع الاميركي المتحدث باسم رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، ادوارد توماس، حين قال إن ما يجري هو أولاً استراتيجية عراقية، مضيفاً «لم ننتقل بعد إلى المرحلة السورية، حيث سنعمل مع شركاء على الأرض». ويأتي حديث المسؤول الأميركي في وقت يتمدد فيه تنظيم «داعش» في محافظة الأنبار، وسط نداءات عراقية داخلية للجيش الأميركي بالتدخل الميداني، وفي وقت بدأت فيه القوات الأميركية باستخدام طوافات «الأباتشي» في عملياتها العراقية، ما قرّبها أكثر من النزول إلى الميدان. كذلك، يأتي الحديث الأميركي في الوقت الذي تقترب فيه تركيا من بدء تدريب قوات سورية «معتدلة»، الأمر الذي بدأته السعودية من جهتها.
وكان توماس قد استبق الاجتماع بالقول إن من غير المتوقع اتخاذ قرارات سياسية مهمة.
وعلى صعيد آخر، برغم عدم حضور رئيس هيئة الأركان التركية، نجدت أوزل، فإن مشاركة تركيا في الاجتماع، عبر قائد العمليات في هيئة أركان الجيش التركي الجنرال اردان اوزترك، كانت مهمة. وتأتي المشاركة التركية بعد أيام على محاولات أنقرة تعزيز دورها الإقليمي ضمن «التحالف»، مستخدمة خلط الأوراق الذي أمنته معارك «كوباني» في الشمال السوري، فيما لا تزال مسألة إقامة منطقة عازلة على الحدود بين سوريا وتركيا خلافية، وهو ما تطالب به أنقرة بدعم من باريس، غير أن واشنطن ترى أنه «غير مطروح على جدول الاعمال» حالياً.
وفي السياق، قال أمس رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، «أدعو إلى عدم الخلط بين المنطقة الآمنة والمنطقة العازلة العسكرية، فتركيا لا تطلب إقامة منطقة عازلة عسكرية من أجل نفسها، على الإطلاق، لكن تطلب منطقة آمنة من أجل المدنيين، ولدواع إنسانية».
وقبل ساعات على اجتماع واشنطن، تجسدت مخاطر امتداد الحرب ضد «داعش» إلى تركيا مع ورود تقارير عن قيام السلاح الجوي التركي بقصف مواقع تابعة لحزب العمال الكردستاني في جنوبي شرقي البلاد، في أول عملية جوية كبيرة منذ بدء «عملية سلام» قبل عامين.
في غضون ذلك, وفي لقاء باريسي مهم جمع وزير الخارجية الاميركي جون كيري بنظيره الروسي سيرغي لافروف، أعلن كيري أنه «لا يوجد تناقض بين أميركا وتركيا بشأن الاستراتيجية ضد تنظيم الدولة الاسلامية». كذلك, قال كيري إنه «اقترح» على نظيره الروسي «تكثيف التعاون في مجال الاستخبارات» في مواجهة تنظيم «داعش»، مضيفاً «توافقنا على القيام بذلك»، ومشيراً إلى وجود عدد من مقاتلي التنظيم من أصل روسي.
من جهته، قال لافروف إن «هناك فهماً للدور الخاص الذي تلعبه روسيا والولايات المتحدة في الجهود الدولية الرامية إلى حل مشاكل كافة الشعوب والدول بلا استثناء». (تفاصيل على موقع الأخبار)
«الوحدات» تستعيد تل شعير
استعادت «وحدات حماية الشعب» (أيهم مرعي) السيطرة الكاملة على قرية تل شعير في الجهة الغربية من مدينة عين العرب بعد اشتباكات عنيفة مع «داعش»، بالتزامن مع ارتفاع وتيرة استهداف طائرات «التحالف» تجمعات التنظيم في المدينة ومحيطها. مصدر ميداني كردي أكد لـ«الأخبار» أنّ «الوحدات» تحوّلت في اليومين الماضيين من الدفاع إلى الهجوم، بعد إفشال كل محاولات «داعش» للتوغل نحو وسط المدينة. وبيّن المصدر أنّ «وتيرة الاشتباكات ارتفعت ظهر أمس مع تقدم في الجهة الغربية، وأن الوحدات باتت قريبة من السيطرة على تلة الإذاعة الاستراتيجية والمشرفة على المدينة والمناطق المحيطة بها بعد سيطرتها على تل شعير بعملية نوعية». «المرصد السوري» المعارض أفاد بأنّ «الاشتباكات مستمرة بين مقاتلي الوحدات وتنظيم الدولة الإسلامية بالقرب من المسجد الكبير غرب المربع الحكومي الأمني، وبالقرب من مسجد الحاج رشاد في منطقة الجمارك، وبالقرب من ساحة الحرية». المركز الإعلامي لـ«وحدات الحماية» قال، في بيان، إنّه «تم إيقاف تقدم المرتزقة من الشرق والغرب والجنوب، كما استعادت وحداتنا وبدعم من قصف طائرات التحالف الدولي عدداً من النقاط في غرب كوباني وداخل البلدة».
من جهتها، أعلنت «القيادة المركزية الأميركية» أنّ الولايات المتحدة وشركاءها شنوا 22 غارة جديدة على مواقع تابعة لمسلحي تنظيم «داعش» وسط عين العرب وعلى أطرافها، واستهدفت 10 مقار إسناد وثلاثة مباني وثلاث عربات ومواقع مدفعية ومخزن سلاح، كما استهدفت إحدى الغارات «مصفاة للنفط في دير الزور».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)

 


أعلن وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، أن بلاده تمتلك أساساً قانونياً لضرب تنظيم «داعش» في سوريا.
وأضاف الوزير البريطاني، في لقاء مع صحيفة «ديلي تلغراف»، أن حكومته ستحض البرلمان على السماح باستخدام سلاح الجو ضد أهداف «ضرورية من الناحية العسكرية» في سوريا، وإن كان أشار في الوقت ذاته إلى صعوبة هذه الخطوة سياسياً.
وكان هاموند استبعد في وقت سابق أن تلبّي لندن طلباً وشيكاً من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لتوسيع العمليات العسكرية البريطانية في المنطقة خارج العراق.

واشنطن تهدّد: السلاح الإيراني ممنوع

إرسال إلى صديق طباعة

تدخلت أميركا سريعاً لمنع لبنان من قبول الهبة الإيرانية. وفي لغة التهديد، وضع الأميركيون التزام لبنان بالعقوبات المفروضة على إيران في مقابل استمرار الدعم الأميركي. أما في ما يتعلق بملفّ العسكريين المختطفين، فبحسب وزراء في الحكومة، «الوسيط»! القطري في إجازة

لم يكد رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني يعلن نية بلاده تقديم هبة إلى الجيش اللبناني، خلال زيارته لبنان الأسبوع الماضي، حتى ردّ الأميركيون بتهديدٍ وصل إلى مسامع المسؤولين اللبنانيين، بأن قبول الهبة قد يوقف المساعدات الأميركية للجيش.

ويبدو الكلام الأميركي أكثر وضوحاً هذه المرّة من ذلك الذي أُبلغت الدولة اللبنانية به قبل سنوات، عقب الاعلان عن الهبة الروسية للجيش، التي عرقلها الأميركيون بالتكافل والتضامن مع وزير الدفاع وقتها الياس المرّ وفريق 14 آذار. فقد علمت «الأخبار» أن الأميركيين بعثوا برسائل عبر قنوات رسمية وغير رسمية، إلى لبنان، تتضمن تهديداً بوقف دعم الجيش ووقف تسليم أي هبة في حال تمّ قبول الهبة الإيرانية. وحذّر الأميركيون من أن «خرق لبنان للعقوبات المفروضة على إيران سيعرّض الهبات والتعاون الأمني للخطر». وخصّت الرسائل موضوع استيراد السلاح من إيران والتبادلات المصرفية والمالية. وعلمت «الأخبار» أيضاً أنه لا أحد في الحكومة أبلغ الجيش اللبناني بالرسائل الأميركية.
وفي مقابل «الخطوط الحمراء الأميركية» لتسليح الجيش، علمت «الأخبار» أن إيران بعثت برسالة إلى وزارة الخارجية، وتمّ تحويلها إلى رئاسة الحكومة ووزارة الدفاع حول هبة السلاح. وذكرت الرسالة أن إيران مستعدة لتقديم عدد من صواريخ «تاو» مع القواذف المخصصة لها، مناظير ليلية، مدافع هاون 120 ملم مع ذخائر، مدافع هاون 60 ملم مع ذخائرها، ذخائر دبابات «ت55» و«ت 62»، ذخائر مدافع «155 ملم»، ورشاشات «دوشكا» مع ذخائرها. وجاء العرض الإيراني بتقديم هذه الأنواع من الأسلحة على ضوء المعلومات التي تملكها حول حاجة الجيش في المعارك التي يخوضها ضد الإرهابيين في عرسال. وينتظر الايرانيون زيارة وزير الدفاع سمير مقبل المقررة إلى طهران في 17 من الشهر الجاري، من أجل تنسيق إيصال هذه «المنحة»، إضافة إلى دراسة كافة احتياجات الجيش.


وفي السياق، يزور قائد الجيش العماد جان قهوجي واشنطن الأسبوع المقبل، وعلى جدول أعمال اللقاءات تسليح الجيش من هبة المليار دولار الأخيرة و«مكافحة الإرهاب»، على أن يزور بعدها السعودية لبحث هبة المليارات الثلاثة التي أعلن وزير الدفاع الفرنسي أول من أمس أن «شروطها قد اكتملت».
الحكومة: لا تقدّم في مفاوضات العسكريين وفي سياق آخر، أكّد رئيس الحكومة تمام سلام في مستهلّ جلسة مجلس الوزراء بعد ظهر أمس أن «لا ضمانات في موضوع العسكريين المخطوفين»، مشيراً إلى أنه «لا تقدم حالياً في المفاوضات». وأكّد أكثر من وزير لـ«الأخبار» أنه «تمّ الاتفاق في مجلس الوزراء على رفض الابتزاز الذي يتبعه الخاطفون، ويظهر أنهم لا يريدون التبادل بل الابتزاز وإثارة المشاكل في البلد، في الوقت الذي يبدو فيه الوسيط القطري في إجازة».
غير أن مجلس الوزراء أصدر عدداً من المراسيم التي تضمنها جدول الأعمال، وتمّ تأجيل ثلاثة بنود خلافية هي استيراد النفط من أجل توليد الكهرباء، التجديد لشركة «سوكلين» وموضوع شبكتي الاتصالات، بعد تضارب في المواقف بشأن البنود الثلاثة. وأشارت مصادر وزارية في تكتل التغيير والإصلاح إلى أن الوزير علي حسن خليل رأى خلال الجلسة أن «العقود مع شركتي النفط في الجزائر والكويت تعاني من شوائب ويجب أن تفض»، فكان اقتراح وزراء التغيير والإصلاح والوزير محمد فنيش بإجراء مناقصة جديدة ثمّ يتمّ فضّ العقود، لأن فضّ العقود الآن يعني توقّف توليد الكهرباء. وتم الاتفاق على إنشاء لجنة وزارية برئاسة سلام وعضوية وزيري المال والطاقة أرتور نازاريان لدرس دفتر الشروط للمناقصة. وحول مسألة «سوكلين»، رفض وزراء التغيير والإصلاح و8 آذار والوزير سجعان القزّي التمديد لـ«سوكلين» قبل دفع المبالغ التي قرّر الوزراء حسمها عن السنوات الأربع الماضية، واقترحوا إجراء مناقصة جديدة. من جهته، طالب الوزير الياس أبو صعب بنقل ملف «سوكلين» من مجلس الإنماء والإعمار إلى وزارة البيئة أو لجنة وزارية مختصة. ودعا مجلس الوزراء «إلى عدم تكرار التجارب السابقة، حيث كان يجري الحديث عن تغيير ثمّ يجري التجديد لسوكلين بالشروط القديمة نفسها تحت ذريعة الضغط». كذلك تمّ تأجيل ملفّ الاتصالات بعد اعتراض الوزير جبران باسيل.
بري: السلسلة لتشجيع التطوع في الجيش
من جهة أخرى، أشار رئيس المجلس النيابي نبيه بري مساء أمس، تعليقاً على عدم اكتمال النصاب القانوني للجلسة الثالثة عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية، إلى أنه «لا شيء ملموساً في موضوع انتخاب الرئيس». وقال بري إن «الموضوع معقّد، لأن فيه شقين، داخلي معروفة عقباته، وخارجي يرتبط بالحوار الأميركي ـ الإيراني واستطراداً الحوار السعودي ـ الإيراني. وهناك محاولات في هذا الحوار يؤمل أن تثمر بالنسبة إلى لبنان». وأكد أن «هذين الشقين أحدهما منفصل عن الآخر، ولكل منهما مساره. لكن إذا اتفق الفرقاء اللبنانيون في الشق الداخلي، أتعهد القول إننا نستطيع انتخاب رئيس للجمهورية، وآخذ هذا الأمر على عاتقي. مع ذلك، أظلّ أعلق آمالاً على انتخاب الرئيس، ولذلك دعوت إلى جلسة انتخاب جديدة في 29 تشرين الأول إفساحاً في المجال أمام جلسة أخرى قبل نهاية ولاية مجلس النواب في 20 تشرين الثاني». وتطرق رئيس المجلس إلى جلسة اللجان النيابية المشتركة المقرر عقدها الاثنين المقبل، المتعلقة بسلسلة الرتب والرواتب، لافتاً إلى أن «الجانب المتعلق بالموظفين والمعلمين منته، لكن السلسلة لن تقر من دون بت سلسلة العسكريين. كل همّي من مجمل السلسلة هو العسكريون وتحسين أحوالهم ورواتبهم بغية التشجيع على التطوع في الجيش. في إمكان اللجان بتّ النقاط العالقة، وأنا أوافق على كل ما يقترحه الجيش لسلسلته، لأن هذا هو أكثر ما يعنيني في الظروف الحاضرة».
جريدة الاخبار

JPAGE_CURRENT_OF_TOTAL