You are here: الصفحة الرئيسة

Harakat Al-Shaab - حركة الشعب -لبنان

واكيم في الذكرى 15 لتأسيس حركة الشعب: «المستقبل للشباب»

إرسال إلى صديق طباعة

نجوى ضاهر

كرامة وطن ، كرامة شعب. هذا  كان العنوان الأول لإحتفاء حركة الشعب بالذكرى الخامسة  عشرة  لتأسيسها  خلال حفل الإستقبال الذي أقيم في فندق "الريفيارا" وحضره حشد  من  ممثلي  سفارات  الدول الصديقة والشقيقة  وممثلي الأحزاب العربية واللبنانية وكافة  الفصائل الفلسطينية  في بيروت، مساء أمس، حيث قد ألقى رئيس حركة الشعب نجاح واكيم  كلمة بهذه المناسبة شكر فيها الجميع على تلبية الدعوة والتي تصادف أيضا  بدء أعمال  مؤتمر حركة  الشعب الثالث.

وقال واكيم: "إن إحتضان كافة القوى الوطنية لحركة الشعب في الفترة الماضية  كان عنصرا هاما وحاسما في صمودها وقدرتها  على الإستمرار وسط ظروف بالغة الصعوبة لا يتسع المجال للإسهاب في شرحها." مؤكداً أن  حركة الشعب قد تجاوزت مرحلة الصمود تلك، وباتت قادرة على الإنطلاق لتحقيق أهدافها الوطنية والقومية التي أعلنتها في وثيقة تأسيسها، مشيراً إلى  أن المؤتمر الثالث سوف يشهد تغييرات لافتة سواء لجهة عمل الحركة في المرحلة المقبلة،  أو لجهة أساليب العمل وتوسع مجالاته، ويبقى الأهم في التغييرات، الإضافات في مختلف مواقع المسؤولية إبتداء بالقيادة المركزية ..حيث أن  دماء جديدة قد تدفقت إلى جسم الحركة جعلته أكثر حيوية ، وأن عقولا جديدة إنخرطت في مختلف مجالات عملنا سوف يكون تأثيرها فعالا  في تحديث أساليب العمل وتطوير أدواته وآلياته.

وأضاف واكيم بكل الفرح  أبلغكم أن هؤلاء الشباب والشابات سوف يتقدمون إلى المواقع الأمامية لقيادة حركة الشعب في المرحلة المقبلة ، وأن الجيل الذي تحمل مسؤولية التأسيس والقيادة في المرحلة  الماضية ، بكل تكاليفها وأعبائها ومخاطرها ، سوف يبدأ بالعودة تدريجيا إلى الصفوف الخلفية ، مثابرا على العمل  من أجل الأهداف السامية التي من أجلها تأسست " حركة الشعب ".

ومن جانب آخر  تحدث واكيم  عن الصراع الدولي  المحتدم في منطقتنا والذي يشكل الشرق الأوسط ميدانه  الرئيسي في هذه المرحلة، حيث يشهد العالم اليوم صراعات عاتية متعددة الأشكال والمجالات ، وسوف يتقرر بنتيجتها شكل النظام الدولي العتيد، وتوازنات القوى والمصالح  فيه. ففي جانبٍ من هذا الصراع  تقف الولايات المتحدة الأمريكية، ومعها  حلفاؤها في "الناتو" ومن ورائها أتباعها وأدواتها  في المنطقة، خصوصاً (إسرائيل) والرجعيات  العربية، وفي الجانب الآخر يقف العالم  كله، ممثلا بتكتلات قارية  ودولية ناشئة أبرزها منظمة "شنغهاي" و"مجموعة البريكس" وتكتل دول أمريكا الجنوبية  والكاريبي "سيلاك".

وقال "إن مستقبل الأمة العربية يتوقف على صوابية تحديد موقعها  في هذا الصراع،  بما يحقق لها ما تصبو إليه  من تحرر وكرامة وتقدم ومكانة لائقة في النظام الدولي العتيد. ولا يمكن هنا في خضم هذا الصراع أن تنأى بنفسها عنه، خصوصا وأنها تشكل ميدانه الأكثر إشتعالا ، وتتلقى كل تداعياته وإنعكاساته . كما ليس لنا أن نترك لهذا النظام الرسمي العربي، والذي تجسد حقيقته وواقعه جامعة الدول العربية أن يعيد مآساة إلحاق الأمة بعجلة الإستعمار الغربي. إن نتائج التبعية لهذا الإستعمار ماثلة أمامنا بشكل واضح جدا ، وهي لا تحتاج  إلى تبيان وشرح ."

وأكد واكيم إن قيام جبهة شعبية عربية ، تنضوي فيها  كل القوى والفاعليات  الوطنية والقومية الشريفة ،  يجب  أن تقوم لكي  تضع أمتنا في الموقع الصحيح من هذا الصراع العالمي، وتكافح، بالتعاون مع أصدقائنا على الصعيدين الدولي والإقليمي، من أجل الأهداف العليا لأمتنا في التحرر والتقدم والوحدة. مؤكدا إن إقامة هذه الجبهة هي أحد أبرز الأهداف التي  تسعى إليها "حركة الشعب" في المرحلة المقبلة، وقد بدأت أمس إجتماعات  تمهيدية شارك فيها ممثلون لأحزاب ومنظمات من المغرب وتونس ومصر وفلسطين والأردن والبحرين ولبنان من أجل تحقيق هذا الهدف.

وتحدث واكيم في جانب هام يتعلق بضرورة تحديد مواقفنا من قضايا تتصدر المشهد العربي  اليوم وأولها  سوريا  التي يظلمها الإعلام كثيرا والتي سينصفها التاريخ  قريبا ، فقد  حمت سوريا  بصمودها الأسطوري الأمة العربية كلها من السقوط في وجه أشرس هجمة إستعمارية وهي تفتح كل لحظة من عزيمتها القوية للأمة كلها آفاقا واعدة  في الغد، وسوريا لا تعنيها في ما تناضل من أجله شهادة أي فرد بل وكما  يقول جمال عبد الناصر  تكفيها شهادة التاريخ، مبرأة من العقد والتعصب والتحزب والنسيان.
وحيا واكيم  سوريا بشجاعتها  وصمودها وتضحياتها ، كما حيا شرفاء الموقف في هذا العالم الذين وقفوا  إلى جانب  سوريا وساندوها وخاصة إيران  وروسيا  والصين ، وحيا  "حزب الله "  وشبابه الأبطال الذين يقاتلون فوق تراب وطننا جميعا سوريا، ويبذلون العرق والدم لمواجهة الهجمة الإستعمارية على الأمة العربية وهم كما سوريا  يظلمهم الإعلام النفطي. وجدّد  في كلمته الدعوة لإيجاد حل سياسي للأزمة يحفظ لسوريا وحدتها وسيادتها ، ويعزز صمودها ويستعيد لها دورها  الطليعي في الأمة العربية ، آملاً أن  يكون إجتماع موسكو المنعقد، خطوة أولى على طريق الحل السياسي.

وأضاف فيما يخص القضية الفلسطينية فقد آن الآوان لإنقاذها من متاهات المفاوضات  التي تدعو إليها وترعاها الولايات المتحدة الأمريكية كما آن الوقت لإعادة بناء منظمة التحرير بما يضمن مشاركة جميع فصائل المقاومة فيها، وإعتماد ميثاق واضح لها لا يفرط بأي من الثوابت الوطنية للشعب الفلسطيني. وفي موضوع النفط العربي ، ودور حكام الجزيرة والخليج في تسخير  هذه الثروة القومية لخدمة أعداء أمتنا ، فلسنا  هنا بحاجة إلى تعداد " مآثرهم " المخزية ، من التآمر على فلسطين ومصر إلى تدمير سوريا والعراق واللائحة  تطول.

وقال واكيم "إن من بين أخطر ما تفتقت عنه عبقرية أولئك الذين يسيرون هؤلاء الحكام يتجسد في توظيف الثروة النفطية في إنتاج الإرهاب ومنظماته التكفيرية ونشر أوبئتها في مجتمعاتنا "فوضى هدامة" لا خلاقة  وتخلفاً  وتمزقاً  وخراباً، أما  أكثر مآثرهم خزياً فهي الحرب الإقتصادية التي تشنها الولايات المتحدة بواسطة ملوك النفط السعودي ضد شعوب وحكومات الدول الصديقة كروسيا  وإيران  وفنزويلا. بحيث بات من الصعب الفصل  بينهم وبين العدو الصهيوني. وفي ختام كلمته تحدث واكيم عن الأزمة اللبنانية حيث قام النظام السياسي في لبنان والسلطة ولا أقول الدولة  على  معادلة  خارجية  تعكس توزانات القوة والنفوذ لدول إقليمية ودولية في هذا البلد ، ولقد كانت آخر صيغة للمعادلة الخارجية هي تلك التي قام عليها "إتفاق الطائف"، والتي سقطت نهائيا في العام 2005، ولا يزال لبنان منذ ذلك التاريخ يعيش في ظل سلطة إنتقالية تولت إدارتها القوى السياسية الطائفية التي أفرزتها الحرب الأهلية وكرستها  دولة "الطائف". ولقد إنتهت المرحلة الإنتقالية هذه إلى ما نحن عليه اليوم ، دولة بمؤسساتها الدستورية كافة في حالة موت سريري ، وفوضى أمنية وسياسية تهدد مصير الوطن ذاته ، وفساد مستشر ومؤسسات إدارية وقضائية وأمنية  لم تعد مؤهلة للقيام بأبسط واجباتها ويأس وبؤس يخيمان على مجتمعنا وشعبنا.

ومن هنا تلح الضرورة على أهمية بناء نظام  سياسي جديد نبني الدولة على أساسه، فقد سقطت الشرعية عن هذه "الدولة" ومؤسساتها، وعادت إلى مصدرها الأساسي (الشعب). وتابع واكيم قائلا : لقد بادر " المؤتمر الوطني للإنقاذ" إلى طرح مبادرة للإنقاذ وفق خارطة طريق محددة وواضحة، وندعو الشعب إلى منحها ثقته وتأييده وإلى قيام جبهة وطنية، يمنحها الشعب  التأييد والشرعية لكي تتمكن من تنفيذ مبادرة الإنقاذ هذه .

بعد كل هذه التعرية لواقعنا المأزوم  لولا ضوء المقاومة  كم هي صادقة  صرخة واكيم الجارحة في كتابه الأيادي السوداء حين عرّى السياسة بوصفها "أحجية واسرار ومؤامرات متناسلة"، وبأنها في مواضع أخرى  اخبار صالونات وروايات محبوكة حان وقت تبييض معناها بعمق مغزى كلمة الأبيض بعيدا عن السوق السوداء التي إستوحشت على كل المستويات...

30/1/2015

كيف سُرقت مليارات العسكريين؟

إرسال إلى صديق طباعة

الادعاء على 47 في فضيحة «المساعدات المرضية»

تمكن ثلاثة رتباء مدعى عليهم من الفرار إلى جهة مجهولة بعد ثبوت ضلوعهم بالسرقة والاختلاس (مروان طحطح)

إدّعى القضاء على ٤٧ ضابطاً ورتيباً من قوى الأمن الداخلي ومدنيين بارتكاب جرائم سرقة واختلاس وغشّ وقبول رشاوى في فضيحة ما عُرف بـ «سرقة أموال المساعدات المرضية». القرار الظني كشف كيف أن «المال السايب يعلّم الحرام»، و»خريطة طريق» الضباط والرتباء لابتزاز عناصر الجهاز واستغلال وضعهم الاقتصادي الصعب لمقاسمتهم مستحقاتهم

رضوان مرتضى

 أنشأ قائد وحدة الإدارة المركزية في قوى الأمن الداخلي العميد محمد قاسم شبكة احتيال وسرقة وتزوير مؤلفة من ضباط ورتباء وعناصر، كانت مهمتها التلاعب بالفواتير والمساعدات الاجتماعية بُغية اختلاس الأموال العمومية وتقاسمها في ما بينهم. هذا ما خلُص إليه قاضي التحقيق العسكري الأول رياض بو غيدا في قراره الظني في فضيحة فساد عشرات الضباط والعناصر وتواطؤهم لسرقة أموال مديرية قوى الأمن الداخلي. ولأن «المال السايب يعلّم الحرام»، أشار القرار الى ثغرات إدارية استغلها الضبّاط والرتباء الفاسدون.

وفي القرار المؤلف من ٣٩ صفحة، ادعى بو غيدا على ٤٧ ضابطاً ورتيباً، بينهم متقاعدون ومدنيون، بجرم إساءة استعمال السلطة واستغلال وظيفتهم لاختلاس أموال المديرية، وذلك عبر اختلاق فواتير شراء أدوية واستشفاء، والتوقيع على مساعدات مرضية مزوّرة.
وخلُص إلى أنّ هؤلاء اشتركوا مع آخرين بارتكاب الغش في نوعية المواد المسلّمة في التلزيمات المخصصة لإقامة الأبنية الرسمية أو تجهيزها. كما غشّوا في مواصفات المواد والقطع المستعملة في غيار آليات قوى الأمن الداخلي. كذلك ادعى عليهم بجرم قبول رشاوى لتمرير أفعالهم الجرمية ومخالفة التعليمات العسكرية.
وعن الثغرات الإدارية التي جرى استغلالها، لفت بو غيدا الى أن المكاتب الرئيسية في المديرية (المشتريات والمستودعات وتدقيق الفواتير) كان يشغلها، خلال فترة تولي قاسم مهامه، رتباء لا ضباط كما يفرض القانون. وأشار إلى أن دفع الفواتير للمؤسسات والمستشفيات ولأصحاب العلاقة كان يتم نقداً من مكتب التسليفات، في حين أن ذلك كان يجب أن يتم بواسطة حوالات. وتحدث عن ثغرة أساسية تمثّلت بوضع أموال المساعدات المرضية والاجتماعية، التي كانت تَرِد من مديرية قوى الأمن، في حساب شخصي للضابط المسؤول عن صرف تلك المساعدات، فكان الأخير يودع الأموال ويسحبها من دون تنظيم أي جردة، سواء بالأموال التي سلّمها أو التي دفعها، ثم يطلب غيرها بالمليارات من دون أي مستند يثبت صرفه المال المُسلّم إليه سابقاً. وكشفت التحقيقات أنه خلال عام ٢٠١٣ تمّ وضع «شيكات باريه» في المصارف بمبالغ كبيرة باسم رئيس مكتب التسليفات الذي كان يتقاضى الفوائد عنها خلافاً للقانون. كما تبين وجود جداول وهمية بتواقيع مزوّرة لمساعدات مرضية واجتماعية من دون علم أصحابها. وكشفت التحقيقات تلاعباً بعروض الأسعار لتصليح الآليات المقدمة من الكاراجات المتعاقدة مع قوى الأمن، وشراء قطع غيار للآليات بالفاتورة بدلاً من المناقصة العمومية المفروضة.
انطلقت التحقيقات من دور قاسم الذي كان يرأس وحدة الإدارة المركزية المتخصصة بمسؤوليات أعمال الإدارة والمحاسبة والمال، كما كان يُشرف على إدارة التجهيزات والأعتدة واللوازم والأبنية العائدة لقوى الأمن. ومن ضمن مهامه تأمين دفع الرواتب والتعويضات والمساعدات للعاملين في المديرية، والإمساك بقيود المحاسبة لصيانة التجهيزات والأعتدة، وتأمين حجز الاعتمادات اللازمة لنفقات قوى الأمن، وعقد نفقات شراء الأعتدة والتجهيزات ولوازم الأبنية. وبدأت القصة من إفادة المؤهل أول خالد نجم بأن قاسم كلّفه باستلام الإجراءات المتعلقة بسفر الضباط وصيانة وشراء قطع السيارات وفواتير الاستشفاء. وأقرّ نجم بأن قاسم كان يطلب منه، بشكل متكرر، تنظيم معاملات طبية وهمية بأسماء عناصر في قوى الأمن، وأنه كان يقبضها باسمهم ويشتري بالمبالغ المقبوضة مفروشات ومعدات منزلية لمنزل قاسم من أحد الغاليريات. كما استخدم بعض هذه المبالغ لصيانة منزله في الحازمية وشراء طعام وحاجيات من سوبر ماركت «غوديز» و«سي فود». وقد وضع العميد بتصرفه ثلاثة سائقين.

"أشار القرار الظني إلى ثغرات إدارية استغلها الضباط والرتباء الفاسدون لارتكاب جرائمهم"

وكشفت التحقيقات أنّ الرتباء المتورطين كانوا يفاوضون عناصر قوى الأمن على اقتطاع قسم من المساعدات المرضية لمكتب العميد مقابل تسريع معاملاتهم. وقد انتزعوا موافقات إجبارية من هؤلاء العناصر، بعد ابتزازهم بمعاملاتهم العالقة، لتمرير فواتير وهمية بأسمائهم. ومن بين هؤلاء، أدلى المدعى عليه المعاون أول حسين ترمس بأن والده وزوجته يعانيان من وضع صحي صعب ويحتاجان إلى علاج دائم، مشيراً إلى أنّه طلب من رئيس قسم المساعدات المؤهل أول صالح تسريع دفع قيمة فواتيره، فوافق مشترطاً عليه «شوفة خاطر مكتب العميد قاسم». وعرض عليه تنظيم فواتير وهمية باسمه، وبعد قبضها، يُسلِّم المبلغ المقبوض الى مكتب العميد. وتبين أن صالح كان يقتسم المبالغ المالية مع قاسم والمقدم محمود القيسي.
وأفاد المعاون أول المدعى عليه شاهر دندشلي بأنّ ابنه مريض ويحتاج الى أدوية أعصاب، وأنه كان يقدم فواتير بالدواء تتأخّر حوالي سنة. ولدى المراجعةر، طلب منه صالح مراجعة المؤهل شربل نغيوي الذي وعده بدفع قيمة الفواتير فور تقديمها، مقابل أن يسدد نصفها لقاسم وصالح. وأضاف أنّ الأخيرين كانا ينظمان فواتير باسمه من دون علمه، تُحوَّل على حسابه في المصرف ثم يتقاسمها معهما. وأقرّ المدعى عليه عامر ناصر بأنه تواطأ مع صالح ونظّم فواتير وهمية باسم صديقه عباس صالح من دون علمه، وأنه كان يتقاسمها مع الأول، مقرّاً بأنه قبض مساعدات مرضية بأسماء أشخاص آخرين بالطريقة نفسها. وكان الرتباء المتورطون «يُنقّبون» لمعرفة مَن مِن بين الرتباء وضعه المالي صعب لاستغلاله وإدخاله ضمن «عصابتهم». وفي هذا السياق، ذكر المعاون أول طنوس ح. أن المؤهل نزيه صالح عَلِم بوضعه المالي السيئ بعدما رُزِق بثلاثة توائم إثر عملية أنبوب لزوجته، فعرض عليه تنظيم مساعدات وهمية باسمه مقابل التخلي عن نصف قيمتها «فوافقت على الأمر مكرهاً». وقد اعترف رتباء آخرون بأنهم اكتشفوا لاحقاً وجود عدد كبير من الفواتير بأسمائهم مذيّلة بغير تواقيعهم ونظّمها أطباء لا يعرفونهم أصلاً.
واعترف المؤهل أول مالك جابر بأن العميد قاسم كان يكلفه بالتواصل الشركات التي تتعامل مع قوى الأمن لـ «جلب إكراميات» مقابل تسريع بت معاملاتها، كاشفاً أنّه كان يأخذ من كل إكرامية مائتي ألف ليرة. وذكر المؤهل أول الياس غانم أنّ أصحاب الكاراجات المتعاقدة مع قوى الأمن الداخلي كانت تُقدم «إكراميات» في الأعياد للضباط المسؤولين في المرآب، كاشفاً أنه استلم إكرامية من أحد الكاراجات مقدارها ألف دولار للعقيد نزار بو نصر الدين. وأنه في مرة ثانياً جلب له ظرفاً يحوي مبلغاً من المال من كاراج آخر. غير أن بو نصرالدين، نفى ما نُسب إليه.
المؤهل أول بسام السمرا اعترف بأنه كان ينقل أموالاً إلى المؤهل علي بزيع من دون علمه أنها بدل عمولة عن بيع الزيوت، علماً أنّهم كانوا يبيعون المديرية ليتر الزيت بثمانية دولارات في حين أن سعره في السوق ٣ دولارات. أما المؤهل شربل نغيوي، فذكر أن قاسم أعطاه أمراً بتأمين خمسة أشخاص يُنظَّم باسمهم فواتير مساعدات مرضية وهمية، شرط أن يتم دفع نصف قيمتها له. واعترف نغيوي أنه كان يُصوّر الفواتير التي ترده ويمحو الاسم الحقيقي لصاحب الفاتورة، ثم يضع أسماء أصدقائه من عناصر قوى الأمن. وهؤلاء كانوا يقبضونها ويدفعون نصف قيمتها إلى صالح الذي كان يعطيها بدوره إلى قاسم. وعلى شاكلة سابقيه، أقرّ المدعى عليه الياس العلم أنّه كان يقبض مساعدات اجتماعية من فواتير وهمية منظمة باسمه. وذكر أن نجم كان يكلّفه بشراء كل حاجيات قاسم من ملبوسات ومأكل وأدوات مطبخ، كاشفاً أنّه كان يقبض في كل مرة ٢٥٠ ألف ليرة.
الدور الذي يعادل دور العميد قاسم، كان ما قام به المقدم محمود القيسي، الذي عَمِل لسنوات في شعبة الشؤون الإدارية والمسؤول عن دفع المساعدات المرضية والاجتماعية لمستحقيها. غير أنّ القيسي كان يدفع قيمة مئات الفواتير لنفسه، ولغير مستحقّيها. وقد ضُبطت في منزله مساعدات مرضية مصروفة ومكتوبة بخط اليد لأسماء مدرجة في الجداول تبين أنها وهمية ومزوّرة. وقُدّرت المبالغ المرصودة في الجداول التي عُثر عليها بحوالي عشرين مليار ليرة.
ولدى مواجهة القيسي، برّر احتفاظه بالجداول بحرصه عليها كي لا تضيع. واعترف المعاون أول بسام توتيّو، سائق القيسي، بأن الأخير كلّفه بمسؤولية الجداول لأسماء المستفيدين، كاشفاً أنه كان عندما يحضر أحدهم لقبض فواتيره، يدخل إلى غرفة القيسي لجلب المال ويُسلّمه للمستفيد. وذكر توتيّو أنه في الحالات التي لم يكن يحضر أصحاب العلاقة لقبض مستحقاتهم، كان القيسي يخفي الجداول ويحتفظ بالمبالغ لنفسه. ولدى سؤال القيسي عن تلك الأموال، ردّ بأنه كان يُسلّمها لصالح، المقرّب من العميد قاسم، ليُسلّمها بدوره إلى مستحقيها. ولدى سؤاله ما إذا كان عمل على التأكد من أنها تصل إلى أصحابها، أجاب: «كلا، وهذا هَبَلْ منّي». وعن مليارات الليرات التي كان يستلمها من المديرية، أجاب أنه كان يضعها في حساب شخصي باسمه في البنك العربي بموافقة المدير العام ووزارة المالية.
وفي ما يتعلق بالعقيد أحمد عساف، رئيس فرع الإدارة في الإدارة المركزية التي يرأسها قاسم، فقد ذكر رئيس القسم في دائرته المؤهل زكريا نجمة أنه نظّم مساعدات مرضية بفواتير غير صحيحة، تسديداً لسُلف مالية استحصل عليها عساف سابقاً. وباستيضاح الأخير، أجاب أن والديه كانا بحاجة إلى علاج شهري دائم، وانه استحصل على سلفة لشراء دواء لهما. وأضاف أنه بعد فترة راجع المؤهل صالح الذي أفاده بأنه «سدّد السلفة من أموال الفواتير الوهمية». أما المساعدات المرضية المسجلة باسمه، فرد بأنه لا يعلم عنها شيئاً. وذكر عساف أنّه أبلغ العميد أسعد طفيلي بأن باب المستودع الذي تُحفظ فيه ملفات المساعدات المرضية وُجِد مخلوعاً، إلا أنّ الأخير لم يُشِر بفتح تحقيق، إنما طلب «إصلاح الباب». والمفارقة أنّه اختفت من المستودع مساعدات وفواتير وهمية باسم عساف، بعد خلع باب المستودع.
أما العمداء المدعى عليهم نزيه فطايرجي وشالر الحايك وخالد الساروط، فقد تبين أنهم مدعى عليهم بهدر المال العام في ملف سجن رومية.
وقد تبين أن المدعى عليهم المؤهل نزيه صالح والمؤهل أول تنال زعيتر والمعاون أول سليمان شكر متوارون عن الأنظار. وقد صدرت بحقهم مذكرات توقيف غيابية. فيما لا يزال العميد قاسم والمقدم القيسي موقوفين، إضافة إلى خمسة رتباء. وأخلى القضاء العسكري سبيل عدد من الضباط والرتباء والمدنيين الذي يبلغ عددهم قرابة أربعين مدعى عليهم. وقد تقرر وفقاً وخلافاً لمطالعة النيابة العامة الادعاء على الضباط والرتباء المتورطين بموجب مواد بلغت عقوبة أقصاها السجن خمس سنوات مع الأشغال الشاقة المؤقتة.

سياسة

العدد ٣٠٠٧ الجمعة ١٤ تشرين الأول ٢٠١٦

 

رسائل سورية للأتراك: هل ارتفع احتمال المواجهة؟

إرسال إلى صديق طباعة

أصدرت سوريا تحذيرها الثالث خلال يومين لتركيا، مُحذّرة إياها من تقدّم إضافي في الأراضي السورية عبر القوات التابعة لها في جيش «درع الفرات»، ولا سيما عبر الاقتراب ممّا حدّدته بـ «خطوط دفاع» الحلفاء في شمال حلب وشرقها. وجاء التحذير الثالث أكثر رمزية، باعتباره صادراً عن «قائد العمليات الميدانية لقوات الحلفاء»، الأمر الذي يضع كلاً من الروس والإيرانيين و «حزب الله» في الموضع ذاته، من التهديد في مواجهة حقيقية بين الطرفين.
وفي رسالة مقتضبة أمس، أعلن قائد العمليات الميدانية لقوات الحلفاء في سوريا أن «أي تقدمٍ للقوات التركية تحت أي مُسّمى، سواءً درع الفرات أو غيره، باتجاه خطوط دفاع حلفاء سوريا في شمال حلب وشرقها، سيتمّ التعامل معه بحزمٍ وقوّة».
وتابع القائد الميداني، الذي عادةً ما تصدرُ مواقفه في لحظات انعطاف عسكرية ذات رمزية، «إننا لن نسمح لأي كان بالتذرّع بقتاله لتنظيم داعش، للتمادي ومُحاولة الاقتراب من دفاعات قوات الحلفاء، وسنعتبر هذا الأمر تجاوزاً للخطوط الحمراء وسُيردّ عليه الردّ القوي والمناسب».
وفسّر مُراقبون التحذير بأنه متعلّق بمدينة الباب، المعقل الرئيسي والأخير الهام لتنظيم «داعش» شمال حلب، والذي بدأت قوات «درع الفرات» بالاقتراب منها، أخيراً. ويُعتبر الجيش السوري وحلفاؤه، الأقرب جغرافياً للباب بمسافة لا تزيد عن 12 كيلومتراً، تليه القوات الكردية الموجودة على طرفيها بحوالي 20 كيلومتراً، فيما تتقدّم قوات «درع الفرات» من مسافةٍ مُشابهة.
وترجم الجيش تحذيره، أمس الأول، باستهدافه للمرة الأولى القوات المدعومة تركياً ببراميل متفجّرة خلال معركة لها مع «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد)، والتي يُشكّل الأكراد عمودها الفقري.
وذكرت غرفة عمليات «حوار كلس»، المشاركة في عملية «درع الفرات»، على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أنّ «مجموعات تابعة لنظام (الرئيس السوري بشار) الأسد والميليشيات الانفصالية (YPG) شنّت هجوماً، بالتزامن مع الاشتباكات الدائرة مع تنظيم داعش، في القرى والنقاط العسكرية في ريف حلب الشمالي من جهة تل المضيق، التي سيطر عليها الجيش السوري الحُرّ اليوم الثلاثاء»، مضيفة أنّ «طيران النظام المروحي ألقى براميل متفجّرة على مواقع الجيش الحر في تل جيجان، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مقاتلين من الجيش الحرّ وإصابة عشرة آخرين».
من جهته، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، مقتل 11 مُسلحاً في هذه المواجهة، بينهم المسؤول العسكري في «الجبهة الشامية» المُلقّب بـ «أبي جنات»، وأحد المسؤولين العسكريين في «لواء عاصفة الشمال»، وكلّها قوات مُشاركة في جيش «درع الفرات»، الذي خسر سبع آليات عسكرية في القتال أيضاً.
وأسفر التنسيق بين الطرفين، «قسد» والجيش السوري، على ما يبدو، عن استعادة «قسد» لقرية تل المضيق، وفقاً لما أكدته مصادر ميدانية لـ«السفير» أمس.
وهي المرة الأولى التي تقصف فيها الطائرات الحربية السورية مواقع لعملية «درع الفرات»، التي تُديرها تركيا منذ أواخر آب الماضي.
ويأتي الاستهداف الحربي ترجمةً لتحذير الجيش السوري رسمياً منذ يومين بأن «أي مُحاولةٍ لتكرار خرق الطيران الحربي التركي للأجواء السورية، سيتمّ التعامل معه وإسقاطه بجميع الوسائل المتاحة»، وذلك على خلفية قصف الطيران التركي مواقع في ريف حلب الشمالي، الأربعاء الماضي، والذي دانته الخارجية السورية في رسالةٍ إلى مجلس الأمن، بما في ذلك الحصيلة البشرية من الضحايا التي تمخضت عنه.
وسرّبت وسائل إعلام سورية، منذ أيام، معلومات قالت إنها عن تشكيل «قوات مُقاومة كردية وعربية للاحتلال التركي في الشمال السوري».
واعتبر مراقبون أن استهداف الطائرات السورية مواقع فصائل «درع الفرات»، يهدف إلى قطع الطريق أمام تقدّمها نحو مدينة الباب، آخر معاقل تنظيم «داعش» وأكبره في ريف حلب.
بدورهم، يعتقد ديبلوماسيون مُقيمون في دمشق أن مدينة الباب يُمكن أن «تُشكّل خطّ الاشتباك الأول والأخطر بين الحلفاء من جهة، والجيش التركي من جهة أخرى»، وذلك بسبب حساسية المدينة بالنسبة للطرفين.
ويأتي تعاون «قوات سوريا الديموقراطية» مع الجانب السوري، خلال اليومين السابقين، ليُعزّز القناعة بأن دمشق وحلفاءها لن يسمحوا للأتراك بالوصول لتماس في «خطوط الدفاع». وكان اعتقادٌ قد ساد في أوساط الديبلوماسيين، قبل أسابيع، أن التنسيق الروسي - التركي ربما توصّل الى اتفاقٍ غير معلن، بـ «التساهل مع تقدّم الأتراك في الشمال، في مقابل منع الدعم عن قوات المعارضة في الأحياء الشرقية لحلب».
وتحدّث بعض الخبراء الغربيين عن كون مدينة الباب الهدف التركي الأبرز لضرب المشروع السياسي الكردي في شمال سوريا، فيما تُعتبر استعادة حلب بالنسبة للجيش السوري وحلفائه الإنجاز العسكري الأكبر الذي يُمكن الحصول عليه.
وأمس، قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إن «منبج والباب هما هدف العملية التركية لا حلب».
ورأى ديبلوماسي مُقيم في دمشق، في حديث لـ «السفير»، أن احتمال وقوع اشتباك فعلي بين الجيشين السوري والتركي في الشمال، ولا سيما على خط دفاع الباب، ربما «يُعزّز احتمال حصول اتفاق سياسي أيضاً، لتفادي أي مُواجهة عسكرية من هذا المستوى».
بدورها، قالت مصادر واسعة الاطلاع لـ «السفير» في دمشق، إن الحلفاء يعتبرون الباب «خطاً أحمر لا يجوز للأتراك دخوله»، وإن «أي خطوط تماس ستتشكّل ستجري على أطرافها من الجانب التركي كما مع مدينة تل رفعت المجاورة».
وعلى الرغم من احتمال المُواجهة القائم بين الطرفين، أبدت قيادات كردية تخوّفها من تقارب بين أنقرة ودمشق على خلفية هذه المعركة. إلا أن احتمال حصول تقارب تركي سوري يبقى مُعقداً، وفق مُراقبين، في ظل احتلال القوات التركية أراضيَ سورية، ودعمها لقوات «درع الفرات» التابعة للمُعارضة، في معركتها للسيطرة على مساحات جغرافية كبيرة شمال البلاد.

 

زياد حيدر - جريدة السفير

2016-10-27

الحسم في جرود عرسال قريباً

إرسال إلى صديق طباعة


حزب الله سيسلم المناطق المحررة إلى الجيش بعد انتهاء المعركة
قرار الحسم جاء بعدما وصلت وساطة «سرايا أهل الشام» (تضم فصائل عدة في منطقة القلمون الغربي) مع «جبهة النصرة» الى طريق مسدود، مع رفض الأخيرة كل الطروحات التي قُدِّمت لإخلاء الجرود، ومن بينها اتفاق إجلاء مشابه لما حصل في مناطق سوريّة عدة مع مسلحين تم تأمين ممرات آمنة لهم إلى إدلب، أو الدخول في مصالحة مع الدولة السورية، أو حتى إلقاء السلاح و«ذوبان» المسلحين بين المدنيين.
وكان نصرالله، في ذكرى اغتيال القائد مصطفى بدر الدين في 11 أيار الماضي، عرض «ضمانة حزب الله لأي تسوية والتفاوض على الأماكن التي يختار المسلحون التوجه اليها بأسلحتهم الفردية». وفي ذكرى التحرير في 25 من الشهر نفسه، خاطب نصرالله مسلحي الجرود، مؤكداً أن «لا أفق لمعركتكم ولا أمل لكم»، مشدداً على أنه «لا يمكن بقاء الوضع القائم لأن في الجرود جماعات مسلحة لديها سيارات مفخخة وانتحاريون، ويمكن أن تهدد هذه المنطقة وقراها وبلداتها في أي لحظة».
مصادر أمنية أكدت لـ «الأخبار» أن المخاطر المتأتية من بقاء الوضع على حاله في الجرود «كبيرة جداً. وهذا ما بيّنه تفجير أربعة انتحاريين انفسهم بعناصر الجيش» أثناء دهم مخيمين للنازحين في عرسال الأسبوع الماضي. ولفتت الى أن «الخطر من الجرود على الداخل اللبناني لا يزال ماثلاً»، مشيرة الى إحباط مخطط لتفجيرات في بعض المناطق اللبنانية في شهر رمضان الماضي.
ويسيطر ارهابيو «النصرة» و«داعش» على مساحة تمتد، على الجانب اللبناني، من جرود عرسال جنوباً إلى جرود القاع شمالاً، وعلى الجانب السوري من أطراف جرود فليطا جنوبا الى جرود قارة والجراجير شمالاً، علماً أن القسم الأكبر من هذه المنطقة يقع داخل المناطق اللبنانية، وتبلغ مساحته نحو 250 كيلومتراً مربعاً. وهذه آخر ما تبقّى من المنطقة التي كان يسيطر عليها هؤلاء، والتي كانت تمتد من الزبداني مروراً بعرسال والقصير وصولاً إلى المناطق الحدودية المتاخمة للشمال اللبناني.
المصادر استبعدت أي انعكاسات للمعركة المتوقعة على الداخل اللبناني «لأن الجميع باتوا مقتنعين بضرورة طي هذا الملف وإنهاء مخاطره الأمنية».
الاستعدادات اكتملت في انتظار الساعة الصفر
سياسة
العدد ٣٢١٨ الجمعة ٧ تموز ٢٠١٧
وفيق قانصوه

 

ساعة الحسم في عرسال اقتربت كثيراً، بحسب معلومات لـ«الأخبار»، بعد انتهاء مهلة «العرض» الذي قدّمه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله للمسلحين، في أيار الماضي، بضمان أي تسوية لإنهاء ملف الجرود. وفي المعلومات أن الاستعدادات لتطهير ما تبقّى من الجرود من إرهابيي «جبهة النصرة» و«داعش» اكتملت، في انتظار تحديد قيادة المقاومة الساعة الصفر.

وفيما لم يتضح بعد أي دور سيلعبه الجيش اللبناني المنتشر على بعض تخوم عرسال، علمت «الأخبار» أن حزب الله سيعمد، بعد انتهاء المعركة، الى تسليم المناطق المحررة للجيش على غرار ما جرى في مناطق السلسلة الشرقية لتكون في عهدة الدولة اللبنانية، وبما يتيح لمقاتلي الحزب التفرغ لجبهات أخرى.

 

 

 

ناهيك عن أن تحرير الجرود المحتلة سيخفف كثيراً من الضغط الاقتصادي والاجتماعي عن أهالي عرسال الذين يحول المسلحون بينهم وبين وصولهم إلى أراضيهم الزراعية وبساتينهم وكسّاراتهم منذ سنوات، وسيشجع على عودة طوعية للنازحين السوريين الى بلدهم، خصوصاً أن أغلبهم من سكّان بلدات القلمون السوري. أما توجيه الاتهام الى حزب الله بإحداث تغيير ديموغرافي فلم يعد «بيّيعاً» بعدما رعى الحزب بنفسه أخيراً عودة أهالي قرية طفيل إلى بلدتهم، وسلّم مواقعه العسكرية للجيش في جرود بلدة بريتال وصولاً إلى جرود بلدات النبي شيت والخريبة وسرعين، وساهم في عودة عائلات سورية الى بلدة عسال الورد على المقلب السوري من الحدود. وعليه، لن تتعدّى التأثيرات الداخلية للعملية بيانات التباكي على «الثوار» وتوجيه الاتهامات المعتادة الى حزب الله، لاستدرار التعاطف الشعبي في سنة انتخابية.

«حركة الشعب» تحتفل بذكرى تأسيسها

إرسال إلى صديق طباعة

اكد رئيس «حركة الشعب» نجاح واكيم ان «النظام السياسي الذي قامت عليه السلطة في لبنان، ومهما كان رأينا فيه وموقفنا منه، قد انتهى»، مشددا على ان «نظاماً سياسياً جديداً يجب أن نبنيه وأن نبني الدولة على أساسه». واضاف: «إذا كانت الطبقة السياسية لا تفعل شيئاً سوى انتظار معادلة خارجية ما تأتي من عالم الغيب، تعيد الطبقة السياسية توظيف نفسها فيها، فإن القراءة الموضوعية للصراعات الدائرة في المنطقة لا تبشر بإمكانية توفر هذه المعادلة في مدى منظور».
كلام واكيم جاء خلال حفل الاستقبال الذي نظمته «حركة الشعب» في فندق الريفييرا ـ المنارة امس، لمناسبة الذكرى السنوية الخامسة عشرة لتأسيسها بحضور ممثلين عن كل من: الرئيس حسين الحسيني، «حزب الله»، رئيس «حزب الاتحاد» عبد الرحيم مراد، الامين العام لـ«التنظيم الشعبي الناصري» اسامة سعد، الامين العام لـ «الحزب الشيوعي» خالد حداة، ممثلين عن قوى تقدمية عربية، وحشد من الشخصيات السياسة.
ودعا واكيم إلى «قيام جبهة وطنية، يمنحها الشعب التأييد والشرعية، لكي تتمكن من تنفيذ مبادرة كالتي كان طرحها المؤتمر الوطني للإنقاذ». كما تطرق الى الأزمة السورية، داعيا الى «ايجاد حل سياسي للأزمة يحفظ لسوريا وحدتها وسيادتها، ويعزز صمودها، ويستعيد لها دورها الطليعي في الأمة العربية».

تاريخ المقال:

JPAGE_CURRENT_OF_TOTAL