You are here: الصفحة الرئيسة

Harakat Al-Shaab - حركة الشعب -لبنان

12 يوماً إضراباً: فلسطين تهبّ لأسراها

إرسال إلى صديق طباعة

كان أمس يوماً فلسطينياً جامعاً بامتياز، إذ رغم تصعيد إجراءات السلطة الفلسطينية ضد قطاع غزة ومليوني إنسان هناك، فإن الالتفاف الشعبي حول الأسرى وحدّ الضفة المحتلة وغزة. وفي اليوم الحادي عشر لإضراب 1500 أسير في سجون الاحتلال، عن الطعام، عمّ إضراب شامل الأراضي الفلسطينية في الضفة وغزة والقدس، كذلك خرجت مسيرات في تلك المناطق. بالإضافة إلى هذه التحركات، أعلن آلاف المتضامنين العرب والفلسطينيين إضرابهم ليوم واحد عن الطعام، تضامناً مع الأسرى في السجون ومواساةً لهم.

وفي غزة، رفع المشاركون في الإضراب، الذي دعت إليه حركة «الجهاد الإسلامي»، داخل خيمة تضامنية، لافتات تطالب المجتمع الدولي، بالضغط على إسرائيل «لتلبية احتياجات المعتقلين الفلسطينيين». وقال القيادي في «الجهاد»، أحمد المدلل: «نضرب عن الطعام ليوم واحد تضامناً مع أبنائنا المعتقلين في السجون الإسرائيلية»، مضيفاً: «الأسرى داخل السجون يدافعون عن كرامتهم وحريتهم، للمطالبة بتحسين ظروف حياتهم في السجون الإسرائيلية عبر الإضراب عن الطعام».


(أ ف ب)

 

أما في الضفة، ففرّق العدو الإسرائيلي مسيرات متضامنة مع الأسرى. واندلعت المواجهات في مناطق متفرقة من الضفة إثر إطلاق الجيش الإسرائيلي الرصاص الحيّ والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع على المسيرات التي توجهت إلى نقاط التماس مع العدو.
واندلعت المواجهات في محيط مستوطنة جبل الطويل «بسخوت»، المقامة على أراضي مدينة البيرة، وسط الضفة، وأخرى على مدخل مدينة رام الله الشمالي بالقرب من مستوطنة «بيت إيل»، كذلك دارت اشتباكات في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل، وأخرى على مدخل بلدة عزون قرب قلقيلية شمالي الضفة.

 


أيضاً، اندلعت مواجهات على مدخل مدينة بيت لحم الشمالي جنوبي الضفة. وقال مسعفون فلسطينيون إنهم قدموا إسعافات إلى عشرات المحتجين الذين أصيبوا بحالات اختناق إثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع.
في هذا السياق، دعت الفصائل الفلسطينية إلى «يوم غضب»، اليوم (الجمعة)، بالخروج في مسيرات من مختلف البلدات الفلسطينية تجاه نقاط الاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي في الضفة.
في المقابل، اعتقلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية مساء أمس، الأسيرين المحررين الشيخ خضر عدنان ومحمد علان بعد الاعتداء عليهما في مدينة نابلس. إلى ذلك، أفادت اللجنة الإعلامية المختصة بمتابعة إضراب الأسرى، بأن «وحدات إسرائيلية خاصة اقتحمت غرف المضربين عن الطعام في سجن عسقلان واعتدت عليهم». وأضافت اللجنة في بيان، أن «المعتقلين رفضوا الوقوف للتفتيش من الوحدات الإسرائيلية، فحصل الاعتداء عليهم، ما أدى إلى إصابة خمسة منهم برضوض في الوجه والرأس، نقلوا إثرها إلى عيادة السجن».
(الأخبار)


(أ ف ب)

(أ ف ب)
عربيات
العدد ٣١٦٣ الجمعة ٢٨ نيسان ٢٠١٧

التعليم في عهدة الطوائف: تدريب على الفتنة

إرسال إلى صديق طباعة
تتكرر الاشكالات بين اولياء التلاميذ وادارات المدارس الخاصة والرسمية على خلفية منع ممارسة الشعائر الدينية او فرضها. المفارقة أن
(يتعرض مديرو الثانويات الرسمية لضغوط من المجموعات الدينية (مروان طحطح
 المدارس، التي تتمسك بـ»حرية التعليم» المنصوص عليها في الدستور، لا تقرّ ان سلوكياتها «الطائفية» تمس بحرية الآخر وثقافة قبوله. الأخطر أن تتحول المدارس الرسمية إلى مؤسسات خاضعة لمراكز النفوذ الطائفي تستخدمها لنشر معتقداتها بلا حسيب أو رقيب

فاتن الحاج
لم تفقه فاطمة، الطفلة ابنة العشر سنوات، لِمَ اقتيدت، في اليوم الدراسي الأول، إلى غرفة الإدارة لتبقى هناك حتى نهاية الدوام. في ذاك اليوم، لم تدخل التلميذة في المدرسة المعمدانية الإنجيلية الصف ولم تخرج إلى الملعب. ذنب الصغيرة أنّ والديها قررا أن ترتدي ابنتهما الحجاب، بما عدّته إدارة المدرسة مخالفاً لقوانينها ونظامها الداخلي.
 يوم تسجلت فاطمة في صف الحضانة في هذه المدرسة بالذات كان السبب، كما قالت الأم، أننا «لا نريد أن نتقوقع داخل كانتون طائفي ومناطقي». الوالدان اللذان استحضرا في شكواهما لوزارة التربية المادة 9 من الدستور التي تكفل حرية المعتقد، تزعجهما مضايقات الإدارة للطفلة، حتى بعد وضع «الباندانا»، الذي حصل وفق اتفاق وسطي بين الطرفين. اذ تنص هذه المادة (التاسعة) على ان «حرية الاعتقاد مطلقة والدولة بتأديتها فروض الإجلال لله تعالى تحترم جميع الأديان والمذاهب وتكفل حرية إقامة الشعائر الدينية تحت حمايتها على أن لا يكون في ذلك إخلال في النظام العام وهي تضمن أيضاً للأهلين على اختلاف مللهم احترام نظام الأحوال الشخصية والمصالح الدينية».
لكن للمدرسة الخاصة مبرراتها أيضاً التي يتحدث عنها مديرها بيار رحال. بالنسبة إليه، المسألة بسيطة وغير مرتبطة بالحجاب أو الدين. كل ما في الأمر، كما يقول، أنّ النظام الداخلي الذي وقّع عليه الأهل منذ البداية يمنع ارتداء عصابة الرأس أو القبعة أو غطاء الرأس تماماً كما يرفض احتذاء الأخفاف (مشايات) على أنواعها. يرفض رحال ما قاله الوالدان إننا «احتجزنا الطفلة أو أننا تعاطينا معها بشكل مباشر، بل تواصلنا مع الأهل كونهم خرقوا الاتفاق، أولاً بإحضار فاطمة بغطاء كامل وثانياً بعدم تطبيق شروط الباندانا». رحال يرتكز بدوره إلى المادة 10 من الدستور، «فهي تحمي أنظمة مدارسنا وقوانينها التي لا يمكن أن نطبقها على شريحة من التلامذة دون أخرى، فعلى سبيل المثال نحن ندرّس التعليم المسيحي منذ 60 عاماً للجميع».

من الواضح هنا أنّ الدستور اللبناني أعطى، في المادة 10، الطوائف حقوقاً ثابتة، ومنع المس بها، اذ نصت هذه المادة (العاشرة) على ما يتناقض مع المادة التاسعة، اذ جاء فيها حرفيا ان «التعليم حر ما لم يخل بالنظام العام أو ينافي الآداب أو يتعرض لكرامة أحد الأديان أو المذاهب ولا يمكن أن تمس حقوق الطوائف من جهة إنشاء مدارسها الخاصة، على أن تسير في ذلك وفاقاً للأنظمة العامة التي تصدرها الدولة في شأن المعارف العمومية».
ساعة الدين
في الواقع، هذه الحادثة هي واحدة من مئات الحوادث اليومية في المدارس الخاصة والرسمية على السواء، ولا يخرج منها إلى العلن إلّا القليل القليل، والسبب ببساطة غياب سلطة الدولة مقابل تنامي نفوذ الطوائف.
تحضر هنا حادثة مدرسة «سابيس» «العلمانية» التي منعت، في نهاية العام الماضي، بعض التلامذة من وضع إشارة الصليب في اثنين الرماد، وأبقتهم خارج الصف بسبب ذلك. وقد أبلغت المدرسة قرارها للأهالي مؤكدة ضرورة عدم إظهار أية علامة دينية أو سياسية، فيما رأت يومها أنّ الفريضة الدينية مقبولة، وهذا يعني أن الحجاب مقبول والصليب مرفوض، بحسب ما فسر مدير المدرسة للأهالي.
ثمة التباس يحصل في المدارس الخاصة بالنسبة إلى الحجاب نفسه، فهل هو زي مدرسي أم معتقد، وغالباً ما تتلطى الإدارات وراء ذلك لتفرض ارتداءه أو تمنعه. تدرج جمعية المبرات الخيرية الطلب من كل التلميذات والمعلمات ارتداء الحجاب ضمن إطار الزي المدرسي الموّحد ومدونة السلوك التي يوقعها الجميع بمجرد أن يقرروا الالتحاق بأسرة المدرسة. «هذه المدونة لا نفاجئ بها أحداً»، تؤكد مديرة ثانوية الكوثر رنا اسماعيل، و«من يرتضي التوقيع عليها يمارس خياره الشخصي». في ما عدا ذلك، «نحن منفتحون على تقبل الآخر ويتعلم أولادنا احترام كل الطوائف». تستدرك أن حصة التربية الإسلامية ليست الزامية لغير المسلمين ومن حق هؤلاء أن ينسحبوا منها، وإن كنا «ننصح الأهل بأن يتابع أبناؤهم الحصة ليتعرفوا إلى الدين الآخر».
مثل هذا الخيار يثير إشكاليات إجرائية في عملية التعليم نفسها التي تتطلب فصل الطلاب إلى شعب خلال حصص الدين، وهو أمر شائك في مجتمع شديد التنوع الطائفي كلبنان. وبسبب اعتراض رؤساء الطوائف على إلغاء ساعة الدين ورفضهم اعتماد كتاب الثقافة الدينية الموحد عند وضع المناهج عام 1997، فإن الطوائف والمذاهب تفرض معتقداتها في مدارسها الخاصة، في حين أوكلت مهمة التعليم الديني في المدارس الرسمية إلى المؤسسات الوقفية الدينية لكي ترسل أساتذة للتعليم الديني، وترك الأمر لمدراء المدارس لتنظيم الأمر. ففي مدرسة تضم غالبية مسلمة يرسل إليها شيخ وفي مدرسة ذات غالبية مسيحية يرسل إليها خوري، فيما تستقطب المدرسة المختلطة الشيخ والخوري معاً.
هذا الواقع يفقد المدرسة، ولا سيما الرسمية، عنوانها ووظيفتها ويضرب صفتها كمؤسسة وطنية جامعة، ويطلق العنان للمدير ليقرر ما يريد ووفق مزاجه ماذا يحصل في حصة الدين، هذا فضلاً عن الضغوط التي يتعرض لها من المجموعة الدينية أو الحزبية التي تقع مدرسته في فلكها، بحسب ما صرّح به احد المعنيين رافضاً الكشف عن اسمه ووظيفته. يشير في هذا السياق الى ان أحد المدراء أصر على اختيار شيخ من المذهب نفسه الذي ينتمي إليه ليعلّم مادة الدين لتلامذة غالبيتهم من مذهب آخر، فقامت قيامة الأهالي الذين اعترضوا على مضمون المادة، فتغيّر الأستاذ ثلاث مرات.

الصلاة بدلاً من النشيد

 يروي مدير ثانوية غوسطا الرسمية في كسروان ميشال الدويهي أنّه أعاد منذ تسلمه إدارة المدرسة، إحياء النشيد الوطني بعدما كان قد استبدل بصلاة مسيحية صباحية، مشيراً إلى أنّه لا يجوز لمدرسة تابعة للدولة اللبنانية أن تمارس أي شكل من أشكال التمييز وأن تأخذ أية وجهة طائفية. خروج التلامذة من الصف في ساعة الدين هو أمر خطير بحد ذاته، يقول الدويهي، ولا يجوز للدولة أن تتقاعس تحت حجة ديمقراطية التعليم، تاركة للمجموعات الدينية أن تضع أنظمة مدارسها على ذوقها، فتعشش الطائفية في الصروح التربوية. الأمر يخضع أيضاً لموازين القوى التي تسيطر على المنطقة حيث تقع المدرسة، فبعض الثانويات الرسمية في الضاحية الجنوبية لبيروت تفرض تلاوة أدعية صباحية يومية، بإشراف المدير والناظر العام.

 المرجعية الدينية توافق أيضاً على العطلة الأسبوعية، وقد استفادت إحدى مدارس وطى المصيطبة من هذا التعميم الرسمي لتحويل الفرصة إلى السبت والأحد بدلاً من الجمعة والأحد، بعد أخذ مباركة المرجعية الدينية الدرزية كون المدرسة تقع في دائرة نفوذها.

إذا كان هذا يحصل في المدرسة الرسمية فماذا عن المدارس الخاصة التابعة للطوائف؟ كل ذلك يجعل من تعميم وزير التربية الصادر في 17 تموز الماضي على خلفية حادثة مدرسة «سابيس» غير قابل للتطبيق لكونه خضع لضغوط رجال الدين ليس إلّا.
التعميم طلب من الثانويات الرسمية والخاصة عدم إصدار أية أنظمة أو قرارات أو تعليمات من شأنها المساس بالحرية الدينية وبحرية التعليم أو بوسائل التعبير عنهما وبثقافة التنوع وقبول الآخر وتعزيز مفهوم الديمقراطية ما دامت تمارس بما لا يعارض النظام العام أو يخل به.

حفلة طائفية وفوضى

يشرح الباحث التربوي عدنان الأمين أن التعميم ليس واضحاً إذ «لا نعرف إذا كان يخلط بين الحريات الفردية والحريات الجماعية، فأن يترك للأفراد حرية ممارسة معتقداتهم الدينية مثل ارتداء لباس أو وضع شعار ديني معيّن شيء وأن تعطى المجموعات الدينية الحرية لتحويل المدرسة إلى مكان لممارسة معتقداتها شيء آخر، غير مسموح أن يشرف المدير على مؤسسة رسمية ترعى سلوكاً لمذهب معين فيوافق على إنشاء مصلى أو مسجد أو كنيسة أو تنظيم حفل ديني في مكان عام مثل المدرسة الرسمية، فإذا كان تعميم الوزير يحكي عن الاثنين معاً، فهذه مشكلة، وهذا اعتداء على الآخر في المكان والزمان».
ما يحصل كما تقول الباحثة في الاجتماع التربوي أوغاريت يونان هو نتيجة للفصل الذي ثبتته الدولة رسمياً في مرسوم التعليم الديني الصادر في 10/10/2000، حيث أقرت بكتاب دين موحد للطوائف المسيحية وكتاب موحد للطوائف المسلمة وكأن وظيفتها هي توحيد الطوائف وليس اللبنانيين، ومع ذلك لم تنجح بهذه المهمة حتى اليوم، بل استحدثت حصة دين على حساب حصة الفنون والنشاطات حيث اختبر التلامذة أسوأ درس تربوي عندما اضطروا لمغادرة الصف خلال الحصة. «هي حفلة طائفية وفوضى»، سائلة ما إذا كانت المادة 14 من اتفاقية حقوق الطفل تطبق فعلاً، أي هل يعطى الطفل فعلاً الحق في حرية الفكر والوجدان والدين سواء من الأهل أو من المدرسة، وهل تمارس المدارس والأفراد الحرية الدينية أم الاستقطاب الطائفي والأدلجة المذهبية؟».

مجتمع واقتصاد
العدد ٢٤٣٦ الثلاثاء ٤ تشرين الثاني ٢٠١٤

قرار من «النصرة» بإنهاء وجود «داعش» في عرسال

إرسال إلى صديق طباعة

علمت «الأخبار» أن «جبهة النصرة» الارهابية اتخذت قراراً بإنهاء وجود «داعش» في عرسال ومنطقة القلمون، وأن «إعدام» مسؤول فرقة الاغتيالات في تنظيم «داعش» في القلمون السوري «أبو بكر الرقاوي» يأتي في هذا السياق.
وذكرت المعلومات أن الشيخ مصطفى الحجيري، الملقب بـ «أبو طاقية»، الذي كان مدرجاً على لائحة الاغتيال لدى «داعش»، يؤدي دوراً بارزا في الحملة التي تسعى إلى تصفية التنظيم الارهابي.

وقد بدأت الحرب الفعلية بين التنظيمين قبل نحو أسبوعين، بإشارة من أمير «جبهة النصرة» في القلمون أبو مالك التلي، ولا سيما بعد ازدياد عمليات الاغتيال التي نفّذها «داعش». وبحسب المصادر، فإنّ الحملة ستتوسع لاحقاً لتشمل وادي ميرا، الخاضع لنفوذ مسلحي «داعش» في الجرود المقابلة للقاع ورأس بعلبك.
وقد عُثر على جثة الرقاوي، القيادي الأمني في «داعش»، منتصف ليل السبت في عرسال مصابة بطلقات نارية. وأكّدت معلومات أمنية أن عناصر «النصرة» أجهزوا عليه بعد قرار اتُّخذ على مستوى قيادة التنظيم في القلمون.
وتردد اسم الرقاوي للمرة الأولى بعد الهجوم الذي نفذه خمسة انتحاريين في بلدة القاع في شهر رمضان الماضي، إذ أفاد أحد الموقوفين بأنّ اثنين من الانتحاريين كانا يأتمران بأوامره.

"ورد اسم أبو بكر الرقاوي للمرة الأولى بعد الهجوم الانتحاري على القاع"

والرقّاوي (حسين حمود العلي)، نسبة الى مدينة الرقة السورية، كان مسؤول فرقة الاغتيالات في التنظيم المتشدد، الذي أمعن قتلاً في أبناء عرسال بتهم متعددة، منها «الردة والعمالة للدولة اللبنانية وحزب الله أو التعاون مع الشيعة». وقد جرى التعرف الى هويته بعد نقل جثته الى مستشفى الرحمة.
وبحسب المصادر الأمنية، فإن الرقاوي، الذي يعرف ايضا بلقب «أبو هاجر»، ولا يتجاوز عمره الثلاثين عاماً، تولى تنفيذ عمليات الاغتيال تنفيذاً لأوامر من قيادته، أو استناداً إلى فتاوى صادرة عنه شخصياً، أو عن شرعي التنظيم في القلمون. وهو أشرف على قتل المؤهل في فرع المعلومات زاهر عزالدين في مطلع السنة الجارية أمام أفراد عائلته. كما قتل العرسالي قتيبة الحجيري، بعد تعذيبه وصلبه، في أول أيام عيد الفطر، بتهمة التعامل مع الدولة اللبنانية وسرايا المقاومة.
وبحسب المصادر نفسها، خطّط الرقاوي لتفجير مقر هيئة علماء المسلمين في عرسال في تشرين الثاني 2015 ما أدى الى مقتل ٦ أشخاص وجرح ١٠ آخرين، فضلا عن أنه العقل المدبر للعبوات الناسفة التي كانت تستهدف آليات الجيش في وادي عطا في جرود البلدة. كما كان قائداً للمعارك التي اندلعت في البلدة ضد الجيش اللبناني في ما عُرف بـ «غزوة آب» عام ٢٠١٣. وذكرت المصادر الأمنية أنّه تولى نقل العسكريين المخطوفين بين أكثر من مخبأ بعدما باتوا تحت وصاية التنظيم. وقد ظهر في مقطع مصوّر سلّمه التنظيم لأحد الوسطاء، وهو يضع سكيناً على رقبة أحد العسكريين. وكشفت المصادر أنّه كان يتصل في بعض الأحيان بأهالي العسكريين لحثّهم على قطع الطرقات أو لابتزازهم بعد تهديدهم بذبح أبنائهم.
وبعد مقتل الرقاوي، جرى تداول معلومات تفيد بأن «جبهة النصرة» تمكنت من اختراق «داعش» عبر شخص يلقب بـ «أبو داوود» للإعداد لاغتيال الرقاوي.
(الأخبار)

سياسة

العدد ٣٠٠٤ الاثنين ١٠ تشرين الأول ٢٠١٦

 

احتجاز الناس على الطرقات: اللبنانيّون رهائن لمصالح الكسارات

إرسال إلى صديق طباعة

أمس، سجن الناس على الطرقات لساعات طويلة، امتدت في مطارح مختلفة لأكثر من ست ساعات، إذ عمدت مجموعة من أصحاب الشاحنات إلى قطع الطرقات الرئيسيّة في البقاع والجنوب وجبل لبنان، وعلى مداخل بيروت، احتجاجاً على قرار وزير الداخليّة والبلديّات، نهاد المشنوق، القاضي بوقف العمل في كلّ المرامل والكسّارات لمدّة شهر، إلا أن ما جرى أمس أوضح بشكل جليّ قدرة منظومة المصالح على فرض شروطها كي تستمر بمراكمة الأرباح على حساب المجتمع والبيئة

فيفيان عقيقي

لم يقفل أصحاب الشاحنات الطرقات فقط، بل تعدّوا على مواطنين امتعضوا من احتجازهم تحت أشعة الشمس لساعات طويلة، أمس، وعمدوا الى تكسير سيارات عدّة، وهو ما وثّقته فيديوات تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي في محلّة «الكوستا برافا».

كلّ ذلك، تمّ في ظل تأخّر الأجهزة الأمنيّة عن معالجة الأزمة، ما سمح بتحويل الناس إلى رهائن على الطرقات.
ليست هذه المرّة الأولى التي يعمد فيها أصحاب الشاحنات إلى الاحتجاج وإغلاق الطرقات والتعدّي على حقّ الناس في التنقل، وهو دائماً ما يأتي كردّ فعل على وقف وزارة الداخليّة والبلديّات العمل في بعض المرامل والكسّارات، ووقف المهل الإداريّة الممنوحة منها لاستمرار هذه الأعمال، قبل أن تعود عن قراراتها، نتيجة ضغوط تمارسها القوى الفاعلة في هذا القطاع، أي أصحاب هذه الكسّارات والمرامل ومعامل الإسمنت، من خلال نفوذها وأدواتها (أصحاب الشاحنات هم إحداها). وهي قوى نهشت على مدار سنوات، وبرضى السلطة الحاكمة ووزارتها المعنيّة، الجبال اللبنانيّة في كلّ المناطق وبالتساوي. وما الأزمة المُستجدة، إلّا ردّ فعل على القرار الصادر عن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في 20 نيسان الحالي، والقاضي «بوقف أعمال المرامل والكسّارات وأعمال الحفر ونقل الناتج، لمدّة شهر، في كل المناطق اللبنانيّة، بالتنسيق مع رئيسي الجمهوريّة والحكومة ووزير البيئة، ليُصار إلى عرض هذا الملف خلال هذه الفترة على مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب وتنظيم هذا القطاع»، كما ينصّ المخطط التوجيهي العامّ للمقالع والكسّارات الصادر في عام 1997.

اعتصام مفتوح حتى فتح الكسّارات!

لم تفتح الطرقات، أمس، إلّا ظهراً، بعد استقدام عناصر من القوة الضاربة في قوى «الأمن الداخلي» إلى مكان الاعتصام في ضهر البيدر، والتوصّل إلى اتفاق مع المعتصمين على فتح الطريق الدولية في الزهراني، وذلك بعدما أمهل المشنوق المعتصمين مهلة ساعة لفتح الطرقات قبل استعمال القوّة. لكن زحمة السير استمرّت طوال النهار مع إصرار أصحاب وسائقي الشاحنات على إيقاف شاحناتهم على مسالك الطرق الرئيسيّة، واستمرار اعتصامهم إلى حين تحقيق مطالبهم بإعادة فتح الكسارات والمقالع والمرامل وتخريب البيئة ونهش الطبيعة بعشوائية مفرطة.


يقول نقيب أصحاب الشاحنات شفيق القسيس إن «التحرّك كان اعتباطياً، دون إملاء من أحد، من بعض السائقين المتحمّسين الذين نُكبت بيوتهم، لكننا ومن اليوم (أمس) بتنا كنقابة راعين لهذا الاعتصام الذي سيستمر عبر إيقاف الشاحنات على جوانب الطرقات مع التعهّد بعدم إقفالها، إلى أن يعطونا ضوءاً أخضر لاستكمال أعمال نقل الرمل والبحص من المرامل والكسّارات المرخّصة في شكل دائم، وإعادة العمل بنقل الناتج وفي الحُفر ليومين في الأسبوع، لحاملي الرخص حصراً».
رغم ذلك، يبقى مطلب أصحاب الشاحنات بعدم إقفال المرامل والكسّارات معادياً للبيئة وللمجتمع ككلّ، ولا يُبرّر بامتناع الدولة عن القيام بواجباتها كدولة رعاية وتأمين فرص عمل لمواطنيها لفرض تقبّله. يشير القسيس إلى أن «هناك نحو 14 ألف شاحنة عموميّة عاملة في لبنان، تعيش 4 عائلات من كلّ منها، وهم يعيشون يوماً بيوم من ناتج عملهم. المطلوب هو أن يرحمونا من خلافاتهم السياسيّة، وخصوصاً أن الوزير نفسه سبق أن أصدر رخصاً ومهلاً إداريّة استثنائيّة عدّة، تنمّ عن إجحاف بحقّ الكثير من السائقين». طبعاً لا تحمل هذه الأرقام أي صدقية إحصائية، فهي مضخّمة بطبيعة الحال، ولكن ذلك لا يلغي أن هناك متضررين تتحمل الدولة مسؤولية إيجاد السبل لتعويض ضررهم بمنحهم الفرص الأخرى في اقتصاد منتج للوظائف والدخل.

 

إقفال الطرق ممنوع تحت طائلة استعمال القوة

موقف القسيس الليّن، صدر بعد رفع الغطاء السياسي عن المشهد الهمجي في الشارع، وإلقاء «شعبة المعلومات» القبض على مفتعل الإشكال في محلة «الكوستا برافا»، فيما تنفي وزارة الداخليّة الاتهامات بتأخّرها في معالجة الأزمة، مشيرة إلى أن الأجهزة بادرت الى الاتصال بأصحاب الشاحنات وممثليهم لحلّ الموضوع، إلّا أن مشهد الاعتداء الذي تم تناقله على وسائل التواصل الاجتماعي كبّر المشكلة، ودفع وزير الداخليّة إلى إعطاء المعتصمين ساعة لفتح الطرق، والدعوة إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الداخلي المركزيّ.

وقد صدر بيان بعيد انتهاء الاجتماع، أشار إلى «مباشرة القوى العسكريّة والأمنيّة صباح اليوم (الخميس) باتخاذ التدابير اللازمة لمنع إقفال الطرقات الدوليّة وتأمين حرية تنقل المواطنين وسلامتهم وانتقالهم إلى أعمالهم ومنازلهم والحفاظ على السلامة العامّة ومنع إقفال أي طريق دوليّة مهما كانت الأسباب، مع اتخاذ القوى العسكريّة والأمنيّة الإجراءات القانونيّة في شكل سليم وحازم لمنع أي تحرّكات مماثلة قد تحصل في المستقبل، حفاظاً على ممتلكات الناس والسلم الأهلي، مع الحفاظ على حقّ التعبير والتظاهر وفقاً للقوانين المرعية». وكان الوزير المشنوق قد نفى في تصريحات، أمس، علمه بوجود خلفيات سياسيّة وراء التحرّكات، أمّا قراره بإقفال المرامل والكسّارات فسببه المزايدات التي أطلقها سياسيون مستفيدون من عملها، في محاولة لرمي مسؤوليّة بقائها عليه، مشيراً في بيانه إلى أن «استمرار عمل المرامل والكسّارات يعود إلى تدخلات سياسيّة ومعنويّة، مارسها هؤلاء، بطريقة مباشرة وغير مباشرة».

 

«أمل» ترفع الغطاء

وجدت مصادر وزاريّة أن أزمة «أصحاب الشاحنات» مفتعلة، وردّتها إلى الكباش الحاصل حول قانون الانتخاب، واعتبرتها بمثابة رسالة عمد رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى إيصالها إلى فريق رئيس الجمهوريّة، وهو ما حرص بري على الردّ عليه. فبعد لقاء الأربعاء النيابي في عين التينة، نقل نواب «حركة أمل» عنه استياءه وإدانته لقطع الطرق من أصحاب الشاحنات، وتأكيداً على موقفه من الكسارات والمرامل التي شوّهت الطبيعة وأضرّت وتضرّ بالبيئة، كما استنكر المكتب العمالي في «حركة أمل» قطع الطرق، ودعا أصحاب الشاحنات إلى «اللجوء الى أساليب المطالبة المشروعة التي لا تسبب ضرراً للمواطنين، وألا يمارسوا ممارسات قاطعي الطرق». كذلك أكد رئيس اتحاد النقل البري بسام طليس أن «قطاع النقل البري لا يقبل التعرّض والإساءة للمواطنين على الطرق، سواء بقطعها أو التعرّض لهم»، داعياً «أصحاب الشاحنات إلى فتح الطرق وألّا يكونوا أدوات بيد أصحاب الكسارات والمرامل». كذلك اعتبر نائب رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان حسن فقيه، «أن الاتحاد هو ضدّ كل من يقفل أي طريق، وأنه مع المطالب المحقّة دون التعرض للمواطنين ومحاصرتهم على الطرقات».

يمكنكم متابعة الكاتب عبر تويتر | VIVIANEAKIKI@
مجتمع واقتصاد
العدد ٣١٦٢ الخميس ٢٧ نيسان ٢٠١٧
جريدة الاخبار

رجال الضوء

إرسال إلى صديق طباعة
من اليمين الشهداء محمد منتش وحمزة الحاج حسن وحليم علوه

هي ليست ابتسامة. وهي بالتأكيد ليست همسة في أذن. هي نفسها الحكاية، تلك التي قُصّت علينا منذ ولدنا والى حيث المصير: أنتم تشرحون دون كلل، يوماً بعد يوم، معنى أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة!
هي ليست غفوة أو غفلة من الزمن. هي برهة. لحظة واحدة كافية لنصّ رسالة أخيرة. لا مكان فيها للغلط. ولا لتوليف. فيها صورة نقية. واضحة. جلية. مباشرة، فيها الاسم الاول للحياة: أبناء على هيئة حقيقتهم، هم يشرحون لنا، كل يوم، معنى أن على هذه الارض ما يستحق الحياة!

هي ليست غلطة، ولا تشاطراً أو تضارباً مع الريح. هي فرصة التطلع الى الافق، الى حيث ترتسم الوجوه الآيلة الى الحياة كل وقت. هي نافذة لإعلان الحب لكل ما يليق بمن يعرف أن على هذه الارض ما يستحق الحياة!
في مكان ليس ببعيد. حيث يقف مجرمون لا هوية لهم سوى الدم المراق باسم إله لم يرد في خاطر البشر يوماً، وباسم خرافة لم ترد في كل الأساطير. هناك، سترتسم ابتسامة، عنوة، وستقلق كل من ينظر الى السماء، وتجعله يسأل عن معنى حياته، وعن معنى بقائه، لولا أن على هذه الارض ما يستحق الحياة!
لشهداء المنار اسم يمتد عقوداً الى الخلف، ويستمر قروناً الى ما بعد حياتنا جميعاً. اسم له لون الهواء النقي، الذي لا يعرف قيمته إلا من يعرف أن على هذه الارض ما يستحق الحياة!
رجال الضوء الذين سقطوا برصاص أحفاد الليل السحيق، هم أنفسهم الذين يجعلون الواحد منا مجرد قاصر، ينظر الى شموع لا معنى لاحتراقها، سوى بث النور، في طريق من لم يتعرّف بعد على حقيقة أن على هذه الارض ما يستحق الحياة!
لا معنى للنظر الى الخلف، ولا الى سؤال الذات أو الآخر أو الإله عن الذي يحصل. فقط، يمكن من يريد، النظر الى ذاته، الى تفاصيله اليومية، حتى يقرر، ما إذا كان يستحق البقاء على أرض، فيها ما يستحق الحياة!

ابراهيم الامين

جريدة الاخبار


في وداع ابتسامة الشهيد

ما تزال ابتسامته التي تضيء وجهه تملأ عليّ مكتبي... فقد جاء حمزة الحاج حسن مع فريق من تلفزيون المنار، قبل أيام، لإجراء مقابلة حول «السفير» في عيدها الأربعين.
وخلال انهماك الفريق بإعداد زوايا التصوير وتركيز الإضاءة، جلس إليّ يسألني عن رحلتي مع «السفير»، وأسأله عن مجال عمله، فاندفع يروي لي، بمتعة، مواكبته للمجاهدين على «الجبهة السورية». حدثني عن منطقة القلمون وجبالها، وعن بلدة يبرود ومحيطها من القرى المجاورة، بعد تحريرها وطرد «داعش» و«النصرة» من كامل المنطقة، متوقفاً أمام «مصنع» تفخيخ السيارات تمهيداً لتصديرها بعبوات الموت إلينا في لبنان.
كان يسأل ويسأل طوال الوقت، عن عائلتي، عن بلدتي شمسطار وفيها الفرع الأكبر لعائلته آل الحاج حسن... وأخبرني أنه من شعث، وأنه يمارس مهنته كصحافي بشغف لأنه يجد نفسه فيها.
وفي ختام اللقاء طلب من بعض زملائه التقاط بعض الصور معي، ثم ملأت وجهه ابتسامة عريضة وهو يقول: مَن يدري، ربما جئت إلى «الســفير» كثيــراً لكي أتعلم المزيـــد من فنون العمل الصحافي.
أمس، اجتاحنا الحزن ونحن نتلقى خبر استشهاد حمزة الحاج حسن أثناء أداء واجبه المهني عند جبهة معلولا... لكأنه دفع مع زميليه حليم علوه ومحمد منتش ضريبة تحريرها.
هي ضريبة جديدة يدفعها الإخلاص في أداء الواجب المهني.
المجد للشهداء.

طلال سلمان

جريدة السفير

JPAGE_CURRENT_OF_TOTAL