You are here: الصفحة الرئيسة

Harakat Al-Shaab - حركة الشعب -لبنان

حليفا حزب الله يُحرجانه

إرسال إلى صديق طباعة

في أكثر من اتجاه، وجّه العماد ميشال عون رسائل طمأنة، خصّ بجزء كبير منها الرئيس سعد الحريري وجمهوره. ورغم استخدامه نبرة هادئة في مخاطبة الرئيس نبيه بري، بخلاف تصعيد الأخير، إلا أن الجنرال لم يتمكن من نزع فتيل التوتر مع رئيس المجلس

لا يترك حليفا حزب الله، حركة أمل والتيار الوطني الحر، أي مناسبة إلا ويستغلانها أفضل استغلال لإحراجه. كان الحزب يسعى مع التيار والحركة لتخفيف التوتر، تمهيداً لمبادرة تكسر الجليد الذي تزداد سماكته بينهما، فإذا بالتيار يتأخر في المبادرة صوب الرئيس نبيه بري، وإذا بالأخير يرفع سقف تصعيده ضد الجنرال ميشال عون (في مقابلته مع جريدة «السفير» أمس).

في المقابل، لم يُطلق عون سهاماً مضادة بنفس القوة النارية التي استخدمها بري، إلا أن الجنرال لم «يقتلع المسمار» العالق بينه وبين رئيس المجلس. فمفتاح تسوية الخلاف بين الرابية وعين التينة، معلّق على التشكيك في شرعية المجلس النيابي الممدد لنفسه، حتى لو كان العونيون مقتنعين بأن هذا الأمر ليس سوى ذريعة يستخدمها بري لرفض انتخاب عون رئيساً للجمهورية. في مقابلته مع الزميل جان عزيز على قناة «أو تي في» أمس، كان عون شديد الهدوء، فوجّه رسائل إيجابية باتجاه بري (بعكس كلام الأخير المنشور صباح أمس). إلا أن رئيس تكتل التغيير والإصلاح لم يحسم في الوقت عينه، الجدل بشأن شرعية المجلس النيابي، بل استخدم كلاماً حمّال أوجه، ملوّحاً، تلميحاً لا تصريحاً، بعدم انتخاب بري لرئاسة المجلس فيما لو لم يقترع الأخير له لرئاسة الجمهورية. في المحصلة، التوتر على أشدّه بين بري وعون، والمُحرَج واحد: حزب الله. كان الحزب ينتظر مبادرة من عون تجاه بري، وحدّة أقل من رئيس المجلس تجاه الجنرال. لكن لم يكن له ما أراد.

"دعوة سلام إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء تُفاقم من إحراج حزب الله"

يرى الحزب، الملتزم الصمت، أن على الجنرال التعامل مع بري بصفته باباً مستقلاً للرئاسة، وأن على بري أن ينظر إلى الجنرال كضمانة. وينظر إلى وصول عون إلى قصر بعبدا كأولوية لا مجال لمعارك جانبية مع بري تؤخّر تحقيقها. ويريد لهذا الهدف أن يُبصِر النور برضى رئيس حركة أمل. حليفاه يحرجانه، ويصعّبان عليه المهمة. أضيفت إلى العراقيل أمس دعوة رئيس الحكومة تمام سلام إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء. كيف سيتصرف الحزب؟ حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، لم يكشف أيّ من مسؤوليه عن قراره. وهذه الدعوة تزيده إحراجاً، وتفتح المجال واسعاً أمام المشككين بموقفه، كرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ومحاولي عرقلة أي تسوية رئاسية، كرئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة، لممارسة «هوايتيهما».
وفي مقابل التوتر بين بري وعون، تسلك التهدئة مسارها الطبيعي بين الجنرال والرئيس سعد الحريري. ففي مقابلته أمس، وجّه عون رسائل إيجابية عديدة للحريري وجمهوره وكتلته، انطلاقاً من المستوى الشخصي المتصل بالحريري نفسه وبوالده الرئيس الراحل رفيق الحريري، وصولاً إلى إعلان التزام اتفاق الطائف والمطالبة بتنفيذه.
وأوحى عون أمس بأنه يرشّح الحريري لرئاسة الحكومة، بقوله إن الأخير «لديه التمثيل الأكبر ضمن الطائفة السنية، ومن الطبيعي أن يكون موجوداً في رئاسة الحكومة»، لافتاً إلى أن «العلاقة مع الحريري لم تنقطع يوماً». وأكد أن «لا تناقض معه بشأن اتفاق الطائف، وأنا مع تطبيقه بالكامل وتنفيذ التعهدات، ولا خلاف على الميثاقية في الحكومة، ونحن مع الديموقراطية التوافقية ومع التصويت في الحالات الحساسة». وأضاف أن «ردود الفعل السلبية على موضوع التواصل مع الحريري دليل على جديته»، لافتاً إلى أن «هناك بعض التحفظ من قبل بعض الأشخاص وعلى الحريري ونحن علينا أن نساعد على الحل». وأضاف أن «مرحلة محددة الوقت بالتواصل مع الحريري والتصور الزمني هو أن يكون الاتفاق والتفاهم قبل الجلسة المقبلة لانتخاب الرئيس، ولمن يتخيّل أنه لا يوجد رئيس قبل نهاية الحرب بسوريا هو يعرقل الوصول إلى نهاية الفراغ الرئاسي، ومبادرة الحريري تأخرت ربما بسبب تدخل دول خارجية، وهذه الصعوبة أزيلت». ولفت إلى أنه تحدث مع الحريري عن قانون الانتخاب، «لكن لم يُتَّفَق على صيغة واحدة». وإذ أكد عون عدم انقطاعه عن عين التينة، قال: «سمعت أشياء كثيرة عن الرئيس بري، لكن طالما أنني لم أسمعها منه شخصياً، فلا آخذها بعين الاعتبار». وأضاف أن «التمديد للمجلس النيابي أمر واقع، ومستمرون فيه، وقلت لبري إنني لم أقصده بكلمة غير الشرعي، بل المجلس بأكمله»، مشيراً إلى أن «انتخاب الرئيس عملية مستقلة وغير مرتبطة بأي سلة، وموقف البطريرك الراعي هو للتنبيه كي لا ترتكب أية تجاوزات». وأكد أن «حزب الله حسم موقفه بدعمي لرئاسة الجمهورية. وكم من مرة يجب أن يقر بذلك؟». وعن الموقف السعودي من انتخابه، قال: «السعودية تركت موضوع الرئاسة للبنانيين كي يقرروا هم، وهناك وقت محدد لمبادرة الحريري، وقد تحصل الانتخابات الرئاسية قبل نهاية الشهر». وأضاف أنه «واثق من تأييد سمير جعجع لي، والراعي ليس ملزماً بتأييدي، وهذا حقه، وشكرنا جنبلاط على مواقفه». وعن ذكرى 13 تشرين الأول، أكد أن «الحريري تمنى علينا عدم افتعال توترات، ولن ننزل إلى الشارع في 13 تشرين الأول، وسيكون للذكرى معنى إيجابي». وفي هذا الإطار، أشارت أوساط سياسية إلى أن «الأجواء بين عون والحريري إيجابية، وأن الأخير كان قد طالب الجنرال باتخاذ مواقف للتهدئة، تطمئن الشارع السني ونواب كتلة المستقبل، بحيث يساعد ذلك على تسويق ترشيحه». ولفتت إلى أن الجو المحيط بعون نصحه بعدم توتير العلاقة مع الرئيس برّي».
في الإطار نفسه، تستمر الحركة السياسية الخارجية التي يقودها الحريري، في محاولة لكسر الجمود الذي أحاط بالملف الرئاسي. ويبقى الصمت عند الحريري سيد الموقف، في ظلّ إبقاء خياره معلقاً بين عدم إعلان تخلّيه عن ترشيح الوزير سليمان فرنجية، ولا المجاهرة بإمكانية أن يكون دعم العماد عون خياراً أول على طاولة تيار المستقبل. ومن الرياض باتجاه موسكو، غادر الحريري في جولة لاستشراف الموقف الدولي حيال مبادرته غير الواضحة بعد. وهو يزور العاصمة الروسية في أحلك الظروف الإقليمية والدولية، ما يدفع إلى التساؤل عن المكاسب التي يُمكن أن يقطفها الرجل من لقائه بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وفي انتظار زيارته للعاصمة السعودية الرياض، يبقى التصريح المعلن للحريري عن أن «حزب الله هو المعطّل الأساسي لمبادرات إنهاء الشغور» هو الجوّ السلبي الوحيد الموثق حتى الآن، باستثناء ما أشارت إليه مصادره بأنه «يجب التأكد أولاً من أن الحريري طرح أسماءً محددة خلال لقائه بلافروف»، معتبرة أن «الاستقبال الروسي للحريري، أظهر تقديراً واضحاً لجهوده الرئاسية، حيث سمع كلاماً عن استعداد موسكو للمساعدة متى أرادها رئيس تيار المستقبل». ومن المفترض أن يعود الحريري من رحلته، ليطلع نوابه وكوادر تياره على حصيلة مشاوراته الخارجية، وكذلك الداخلية بعد الانتهاء من زيارة سيقوم بها لبكركي للقاء البطريرك بشارة الراعي، ومن ثم لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى.
وقد بدت لافتة أمس دعوة رئيس الحكومة تمام سلام مجلس الوزراء إلى عقد جلسة يوم الخميس المقبل، خصوصاً أن الأجواء أوحت بتأجيلها إلى الأسبوع المقبل، بعد توارد معلومات عن غياب أربعة وزراء على الأقل. وقد علمت «الأخبار» أن الرئيس الحريري كان قد طلب من رئيس الحكومة عدم عقد جلسة هذا الأسبوع، بناءً على طلب من عون، لأن الأخير لا يريد الظهور بمظهر المعرقل للعمل الحكومي، إلا أن سلام دعا إلى عقد الجلسة، تحت ضغط كل من الرئيس برّي والنائب وليد جنبلاط، وقد أجرى كل من الوزيرين علي حسن خليل ووائل أبو فاعور سلسلة اتصالات نتج منها تحديد موعد الجلسة يوم الخميس. وبينما يرفض أكثر من مصدر في 8 آذار نفي أو تأكيد إمكانية حضور الحزب لجلسة الحكومة، يبدو أنه لا نية لدى سلام أو بري لاستفزاز عون واتخاذ قرارات مهمة في الجلسة التي يتضمن جدول أعمالها عدداً من التعيينات التي تهمّ بري، ومن بينها تعيين مدير عام لوزارة الشؤون الاجتماعية ورئيس مصلحة الأبحاث العلمية.
من جهة أخرى، شهد الصرح البطريركي في بكركي أمس حركة لافتة، حيث عقدت لقاءات شملت رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس القوات سمير جعجع وتناولت الملف الرئاسي. وبعد اللقاء قال باسيل إن «صرخة بكركي تأتي في إطار رفض وضع شروط مسبقة لإيصال الرئيس». فيما أكد جعجع أن «مبدأ السلة غير مقبول بالنسبة إلينا جملة وتفصيلاً».


بري: لا رئيس قريباً

عقّب رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره مساء أمس في عين التينة على السجال الدائر حول السلة وانتخاب رئيس الجمهورية، فأكد أن «البعض يقول إن السلة انتهت، وأنا أقول إنها بالنسبة إليّ لا تزال موجودة. هم أحرار في ما يقولون، ورأيي معروف. ألا يعرفون ماذا فيها؟ ليست سلة كما شاع، بل هي جدول أعمال طاولة الحوار، بل ما بقي من جدول الأعمال مما لم ينجز، ولا بند فيها يرتبط بصلاحيات رئيس الجمهورية. جدول الأعمال لا يمسّ صلاحيات رئيس الجمهورية. ثم هل أُسأل أنا عن صلاحيات رئيس الجمهورية بعدما جمدت 67 مشروع قانون أقرت (حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بين عامي 2006 و2008) في غياب رئيس الجمهورية؟».
أضاف بري: «هناك من يرى انتخاب الرئيس في يومين. لا أشارك هؤلاء تصورهم».

سياسة

العدد ٣٠٠٠ الاربعاء ٥ تشرين الأول ٢٠١٦

 

اعتداء أميركي على قاعدة أخلاها الجيش السوري في محافظة حمص

إرسال إلى صديق طباعة
التلفزيون السوريّ يؤكد وقوع خسائر من جراّء ""العدوان" الأميركيّ على قاعدة الشعيرات العسكرية في محافظة حمص، والجيش الاميركيّ يعلن أنه نفّذ ضربة بـ59 صاروخاً من نوع "توماهوك"، ومعلومات الميادين تقول إن القيادة العسكرية السورية كانت أجلت غالبية طائراتها من قاعدة الشعيرات قبل الاعتداء الأميركي، وأنها أرسلت غالبية طائراتها إلى قاعدة عسكرية آمنة قبله، في وقت يعقد فيه اجتماع طارئ في الخارجية الروسية لبحث الاعتداء الأميركي.
أكدّ التلفزيون الرسميّ السوريّ وقوع خسائر من جراّء ما وصفه بـ "العدوان الأميركيّ على قاعدة الشعيرات العسكرية في وسط البلاد".


محافظ حمص طلال البرازي قال إنّ الهجوم الأميركيّيخدم أهداف الجماعات "الإرهابية" المسلّحة وتنظيم داعش، مؤكداً أنّ القيادة والسياسة السورية لن تتبدّلا وأنّ هذه الاستهدافات لم تكن الأولى ويعتقد أنها لن تكون الأخيرة.


وكشف المحافظ لـ الميادين أن القاعدة الجوية المستهدفة تقع شرق حمص، و كانت داعمة للقوات السورية في الحرب ضد داعش، وأن لها دور كبير في محاربة الإرهاب وتحرير تدمر.

البرازي أكد أن "الجيش السوري يواصل عملياته ضد داعش في المنطقة، وأضاف أن الإدارة الأميركية تدعم المسلحين كلما فشلوا في تحقيق مكاسب ميدانية جديدة مشدداً على أن الولايات المتحدة وتركيا وبعض الدول العربية يعملون في غرفة عمليات واحدة".


وكان الجيش الأميركيّ قد أعلن أنه نفّذ فجر الجمعة ضربة بـ59 صاروخاً من نوع "توماهوك" استهدفت قاعدة شعيرات العسكرية في محافظة حمص في سوريا.


معلومات الميادين تحدثت عن إصابة عدد من الطائرات السورية بالاعتداء الأميركي رغم اخلاء غالبية الطائرات من القاعدة الجوية، رغم إن القيادة العسكرية السورية كانت قد أجلت غالبية طائراتها من قاعدة الشعيرات قبل الاعتداء الأميركي، وأنها أرسلت غالبية طائراتها إلى قاعدة عسكرية آمنة قبل الاعتداء المذكور.


ويُعتبر مطار الشعيرات الواقع جنوب شرق حمص واحداً من أهم مطارات المنطقة الوسطى في سوريا ويبعد عن مدينة حمص نحو 45 كم بالقرب من طريق حمص تدمر قرب بلدة الشعيرات.


ويقع على عاتق المطار شعيرات الجهد العسكري الأكبر في الحرب على داعش في تدمر ومهين والقريتين والمناطق القريبة منهما، ويقدّم مساعدة جوية مهمة للجيش السوري في مواجهة داعش في دير الزور شرقي البلاد.

 

 

 

الصواريخ العابرة أطلقت من مدمّرات للبحرية الأميركية في شرق البحر المتوسط.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن أنه أمر الليلة الماضية بضربة عسكرية محّددة على القاعدة الجوية التي انطلق منها الهجوم  الكيميائيّ في سوريا.


ودعا ترامب "كلّ الأمم المتحضّرة على حدّ قوله إلى العمل من أجل إنهاء سفك الدماء في سوريا".


ووصف ترامب الرئيس السوريّ بـ "الديكتارتور الذي شنّ  هجوماً رهيباً بأسلحة كيميائية ضدّ مدنيين أبرياء "، على حدّ قوله.


وفي وقت وصف فيه مسؤول عسكري أميركي الضربة الأميركية في سوريا بأنها "منفردة"، قال مراسل الميادين إنّ ترامب لم يتشاور مع الكونغرس الأميركي بشأن الضربة على سوريا.
بدوره، أكد وزير الخارجية الأميركي أن بلاده بدأت القيام بخطوات ترمي إلى إزاحة (الرئيس السوري)  بشار الأسد، مضيفاً أن الغارات الأميركية على سوريا تظهر استعداد الرئيس ترامب "للقيام بأعمال حاسمة".


وكشف مراسلنا أن أوساطاً اميركية وصفت ما قام به ترامب بالعدوان خاصة وأنه قفز فوق الكونغرس،  وأن تظاهرات اليوم في أميركا احتجاجاً على الضربة الأميركية لسوريا.

وتحدّث عن تصاعد الانتقادات الداخلية للإعتداء الأميركي على سوريا باعتباره "ضربة غير قانونية".

وفي ردود الفعل، قالت المتحدثة الروسية ماريا زاخاروفا إنه سيصدر بيان مرتقب من الخارجية الروسية بخصوص الضربات الأميركية على سوريا.

وقالت وكالة نوفوستي إن روسيا ستطلب جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي حول الضربات الأميركية على سوريا، في وقت قالت فيه وكالة تاس الروسية إن بوليفيا طالبت باجتماع للمجلس المذكور بعد الهجوم الأميركي.

وأعلن رئيس لجنة الدفاع في مجلس الاتحاد الروسي أن الضربات الأميركية قد تقوّض جهود مكافحة الإرهاب في سوريا، في حين كشف مراسل الميادين في موسكو عن اجتماع طارئ في الخارجية الروسية في هذه الاثناء لبحث الاعتداء الأميركي على سوريا.

وأعلن رئيس لجنة الدفاع في مجلس الاتحاد الروسي أن الهجوم الأميركي على سوريا عمل عدواني ضد دولة بالأمم المتحدة.

وقال إن "التحالف الروسي الأميركي حول سوريا بات مشكوكاً به بعد الضربة الأميركية".
وأعلنت وكالة رويترز نقلاً عن وسائل إعلام سعودية أن الرياض أعلنت دعمها الكامل للعمليات العسكرية الأميركية في سوريا.

وكشف مراسلنا في موسكو  معلومات عن بدء مسلحي داعش هجوماً  على تدمر بعد الاعتداء الأميركي على القاعدة السورية.
وأعلن رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد قسطنطين كوساتشوف أن الهجوم الأميركي "حكم مسبق بمسؤولية دمشق من دون تحقيق".
وفي وقت أفاد فيه مراسل الميادين عن مصادر مطلعة  بسقوط 3 شهداء و77 جرحى جرّاء الاعتداء الأميركي على قاعدة  الشعيرات في ريف حمص الشرقي،  متحدّثاً عن حريق كبير في القاعدة الجوية في الشعيرات بسبب احتراق خزانات الكيروسين فيها، أعلن المرصد السوري المعارض عن مقتل 4 عسكريين سوريين ووقوع دمار شبه كامل في القاعدة المذكورة في سوريا بعد الضربة الأميركية.

وكان مجلس الأمن الدولي أجّل، أمس الخميس، تصويتاً على مشروع قرار يطلب إجراء تحقيق حول الهجوم الذي يشتبه بأنه كيمياوي في سوريا.

تجدر الإشارة إلى أن  منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أعلنت في تشرين الأول/ أكتوبر 2013 أن كافة القدرات الإنتاجية فيالمنشآت الكيميائية في سوريا قد جرى تدميرها، وذلك في نهاية المرحلة الثانية من الأعمال التي تنص عليها خطة تدمير هذه الأسلحة.
الميادين نت

واشنطن تُشهر وفاة التفاهم السوري مع موسكو

إرسال إلى صديق طباعة

محمد بلوط

خطوة نحو مواجهة روسية أميركية في الميادين السورية. بعد ماريا زاخاروفا ناطقة الخارجية الروسية، والوعيد برد مزلزل في ما لو تعرض الجيش السوري لاعتداء أميركي مباشر، البيت الابيض والخارجية الاميركية «يستقيلان» من السياسة مع روسيا في سوريا، ويغلقان قنوات التنسيق والتفاهم مع العسكريين والديبلوماسيين الروس، ويودعان «البنتاغون» والمخابرات الاميركية، الملف السوري.
حزب الحرب داخل المؤسسة الاميركية ربح الملف السوري وقيادة المرحلة الانتقالية نحو الادارة الجديدة، وباتت هيلاري كلينتون تفرض خياراتها على المؤسسات الحالية حتى قبل وصولها الى البيت الابيض. التصعيد سيد الموقف خلال الاشهر المقبلة، ولا شيء سواه، غير ان الاميركيين يتوترون لأنهم يخسرون جولة حلب.
البيت الابيض لم يعد لديه ايضا ما يتحادث حوله مع الروس بشأن سوريا، ناطقه جوش ايرنست علل ذلك بنفاد صبر الجميع من الروس. الخارجية الاميركية أغلقت غرف مراقبة الهدنة، المفترضة، في عمان وفي جنيف، والتي تجمع الضباط الروس والأميركيين. القرار الذي تولى الإعلان عنه جون كيربي ناطق الخارجية الاميركية، لم يفعل سوى دفن جثة الهدنة اصلا. والتعاون العسكري الوحيد في سوريا بين الروس والاميركيين لم يتجاوز تنسيق الازدحام السماوي بين مقاتلات الطرفين. أما غرفة عمان فلم يتجاوز عملها حساب الخروقات التي أصابت الهدنة.
الاميركيون بكل مؤسساتهم من البنتاغون الى البيت الابيض الى الخارجية، فوكالات المخابرات، أقفلوا «السياسة» السورية مع موسكو للاشهر المقبلة، بعد ساعات من تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا. المحاولة الاميركية الاخيرة لابتزاز الروس، ذهبت الى الزعم ان الروس لم يحترموا وقف الاعمال القتالية، التي كانت واشنطن قد أسقطتها بنفسها في دير الزور، كما أسقطت ايضا هدنة شباط السابقة عندما عوّضت المعارضة المسلحة عن خسائرها في جولة الغارات الشتوية الروسية، بسبعة آلاف طن من صفقات الاسلحة البلغارية والرومانية والاوكرانية التي جرى تسليمها للفصائل المسلحة، عندما كان الاميركيون يجالسون الروس في فيينا، ويوقّعون معهم الى جانب ممثلي 17 دولة من مجموعة الدعم الدولية، خريطة الحل السياسي.
الانسحاب الأميركي من الديبلوماسية في سوريا، فرضته ايضا المفاجأة بوجود استراتيجية اقليمية روسية واضحة في سوريا، والقرار الذي أطلق فور سقوط الهدنة في 12 ايلول، عملية جوية واسعة لتحطيم خطوط المجموعات المسلحة في حلب، أم المعارك في سوريا. ويصعب القول إنه جرى الإعداد لها في الساعات الاخيرة من احتضار الهدنة، نظرا لاتساعها وحجمها ونوعية الأسلحة المستخدمة، وتوجهها فورا الى حصار معاقل «النصرة» والمجموعات المتطرفة.
ويعكس الانخراط الروسي السريع، انعدام الثقة الروسية بالأميركيين، والاستعداد المسبق للتوجه نحو بدائل تقترب من الحسم العسكري، ومن خيارات دمشق الحقيقية، بمجرد اغتيال الاميركيين للهدنة والديبلوماسية. الاستعداد الروسي لانتزاع انتصار في حلب قد يتجاوز حدود الاستراتيجية الاقليمية، الى التصويب على الانتخابات الاميركية نفسها، ومحاولة انتزاع انتصار كبير، وحاسم في الميدان السوري، ينزع من رصيد المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون. والرهان كبير اذا ما استطاع الجيش السوري، والإسناد الجوي الروسي تحدي الاميركيين وكسر إرادتهم فيها، وإلحاق هزيمة بالمجموعات التي راهنت عليها الادارة الديموقراطية الأميركية، قبل حلول تشرين الثاني، وإجراء الانتخابات الرئاسية، بعدما تحولت معركة حلب الى عنوان كبير في هذه الانتخابات.
نعي السياسة الأميركية في سوريا، يعكس انعدام وجود استراتيجية واضحة في سوريا، أو أي سياسة واقعية قابلة للتنفيذ، باستثناء ردود الفعل التي لا يمكن اعتبارها سياسة، بل مغامرات خطرة لن تكون آخرها عملية دير الزور. باستثناء استنزاف الروس وسوريا وحلفائها، الذي يعني قبل كل شيء مواصلة تدمير الموقع السوري، لا يطفو هدف جديد على سطح المواقف الاميركية المعلنة ولا بدائل سوى ردود فعل حيث قالت الخارجية الاميركية إنها تدرس «خطوات غير ديبلوماسية».
وحتى سياسة الاستنزاف التي تهدف الى إغراق الروس والسوريين في سلسلة متتالية من الهدنات، وتطويق أي عمليات عسكرية ناجحة للجيش السوري نحو المدن الكبرى التي يعني الوصول اليها الانتصار السوري الروسي المنتظر في حلب الشرقية، بغض النظر عن طريقة الوصول اليه، سواء كان بالحسم العسكري أو بتنويع الاستراتيجيات من الاختراق وتقسيم المدينة المحاصرة الى مربعات تجري مهاجمتها تباعا، أو تصديع الجبهة الداخلية، الذي بدأ العمل عليه، إلا أن انتصارا بهذا الحجم يفضي آليا الى تحرير جزء كبير من الفيلق الثالث السوري، حيث سيكون الجيش السوري قادرا على استعادة أكثر من ثلاثين الف مقاتل من بين المرابطين على جبهات حلب، لتفعيل عملياته على جبهات كثيرة اخرى، تزيد من زخم الهجمات، ضد المجموعات المسلحة، وتسمح له بالإعداد إعداداً أفضل لعمليات عسكرية في إدلب، أو نحو الشرق السوري، وتؤدي الى تقصير أمد الحرب السورية.
لا ينطوي ذلك على وقف الاستنزاف الاميركي وإحباط استراتيجياته فحسب، بل على استعادة المبادرة للمشاركة في ملء الفراغ الذي ستخلّفه هزيمة «داعش» المنتظرة في الموصل، ومن ثم الرقة أو دير الزور، وهو ما تحاول الولايات المتحدة الانفراد به لتقرير مستقبل سوريا. وما عمليات تدمير الجسور على الفرات، وحول دير الزور والميادين، وعقد المواصلات مع الرقة، التي لا تعرقل عمليات «داعش»، والتي تقوم بها طائرات «التحالف الدولي»، سوى محاولة لتأخير أي عملية اختراق قد يخطط لها الجيش السوري، للخروج من «سوريا المفيدة»، والتقدم نحو الحدود الدولية مع العراق.
أما مشروع القرار الفرنسي في مجلس الأمن الدولي، بفرض قرار لوقف إطلاق النار، فلن يكون له أي حظ بالمرور كما قال مساعد وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، فضلا عن أنه يصدر عن طرف لم يوفر وسيلة في تسليح المجموعات الجهادية في الشمال السوري، وبكّر في ذلك مع اشتعال الحرب الأهلية في سوريا.
والراجح أن الاميركيين قد يذهبون الى رفع مستوى تسليح المعارضة المسلحة، بتزويدها بالمزيد من صواريغ الغراد الأبعد مدى مما ظهر في حماه وريف اللاذقية من 20 الى 40 كلم، لتهديد التجمعات السكانية الكبرى، والقفر فوق أسوار «سوريا المفيدة» التي بات الجيش السوري يحكم السيطرة على أكبر مدنها وأهم مراكزها، مع اقترابه من دخول حلب الشرقية. كما أن خيار تزويد المجموعات المسلحة بالصواريخ المضادة للطائرات، إن حدث، لن يغير شيئا في سير العمليات الحالية في حلب، ليس لإغلاق طرق الإمداد نحو المدينة فحسب، بل لأن كثافة الضربات من علو شاهق، وضيق المساحة التي تجري فيها العمليات يقللان من أهمية أي تعديل صاروخي في التسليح.
حلب الشرقية التي لم تسقط بعد بيد الجيش السوري، أسقطت الحرب من أجلها ما تبقى من تفاهمات روسية أميركية، وتتجه نحو المزيد من التصعيد أميركيا لاحتواء الاختراق الروسي الكبير في معارك حلب فوق جثة هدنة هامدة، حتى قبل أن تدخل حيز التطبيق عندما أطلق الأميركيون النار على رأسها في المذبحة التي ارتكبتها مقاتلاتهم بحق عشرات الجنود السوريين في دير الزور، لإسقاط المدينة بيد «داعش»، قبل أن يذهب الاتفاق بالأميركيين ليلة الثاني عشر من ايلول الى ما تجنبوه طيلة أشهر، وإكراههم على مواجهة «جبهة النصرة»، وضربها الذي يعني قصم ظهر المعارضة ومعها سياسة الاستنزاف الأميركية للجيش السوري وروسيا، وهو خيار ما كان لواشنطن أن تتجرع سمّه، فيما أبو محمد الجولاني لم يتوان خلال ثلاثة أعوام عن تصفية 16 فصيلا «معتدلا» ضم الآلاف من المقاتلين من الذين سلّحتهم أو درّبتهم وكالات المخابرات الأميركية، وبرنامج «البنتاغون» للعمل في سوريا، خلال خمسة أعوام.
وفي سياق متصل، رجح مصدر في اللجنة الخارجية لمجلس الدوما الروسي، أن تتم المصادقة على اتفاق حول نشر مجموعة جوية روسية في سوريا لأجل غير مسمى، يوم الجمعة المقبل، رداً على وقف واشنطن للمباحثات مع موسكو حول سوريا.
وأضاف المصدر «قد ترد الدوما بقرار التصديق على المجموعة الجوية في سوريا. وسيكون ذلك التصريح هو الأفضل».
وتم توقيع الاتفاق الحالي المؤقت بين روسيا وسوريا في دمشق يوم 26 آب، وعرض على مجلس الدوما من أجل التصديق.

10-4-2016

قطار يربط إسرائيل بالسعودية: «السلام الإقليمي» يبدأ بسكة!

إرسال إلى صديق طباعة

يأتي كشفُ وزير المواصلات والاستخبارات يسرائيل كاتس، عن مشروع «سكة السلام الإقليمي»، خلال مؤتمر صحافي عقده أمس، بعد يومين فقط على لقاء رئيس الولايات المتحدة الأميركية، دونالد ترامب، مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، والذي اعتبره محللون إسرائيليون «نواة» تحضير قمة إقليمية قد يشهدها الصيف المقبل، وتفضي إلى تسوية عربية إسرائيلية في ما يخص مجمل الصراع في المنطقة، وخاصة «بين الفلسطينيين والإسرائيليين».

ويأتي الأمر بعد وقت قصير على حضور مبعوث ترامب الخاص إلى المنطقة، جيسون غيرنبلات، في القمة العربية «كمراقب على المجريات»، وبعد زيارته رام الله وتل أبيب، حيث «انبهر من مشروع السكة»، كما قال كاتس خلال المؤتمر.
ووفق الخريطة التي عرضها كاتس أمام الصحافيين، فإن «سكة السلام الإقليمي» ستنطلق من مدينة حيفا إلى بيسان المحتلتين، لتمر عبر جسر الشيخ حسين الذي يربط بالأردن، ومن هناك إلى مدينة إربد شمالاً، ومن ثم إلى دول الخليج العربي والسعودية.


وفي هذا السياق، لفت الوزير الإسرائيلي إلى أن «هناك محادثات مهمة مع دول عربية بشأن مشروع السكة»، مضيفاً إنه «متفائل جداً من احتمالية الدفع بالمشروع، الذي سيساهم في تقوية الأردن وتحويلها إلى مركز مواصلات»، إذ «ستمكن السكة ليس فقط من الوصول إلى موانئ حيفا، وإنما أيضاً إلى كل أنحاء الخليج العربي، كما ستكون بمثابة جسر بري لمواطني الدول العربية المذكورة، يسهل عليهم الوصول براً إلى ساحل البحر المتوسط».
وتابع كاتس قائلاً إن «غرينبلات أعجِبَ جداً بالمشروع ووعد بطرحه أمام الرئيس ترامب... وخلال الأيام الماضية، كانت هناك محادثات بيننا وبين الأميركيين في هذا الصدد، كذلك فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أثنى على المشروع».
ووفق ما نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن كاتس، فإن «المشروع سيمنع أزمة إنسانية ويتيح تحسين الوضع الاقتصادي، ويمهد لمشاريع سياسية على المدى الطويل». وأشار الوزير الإسرائيلي إلى أن «مبادرته تتضمن أيضاً تصوراً لبناء ميناء بحري ومطار في قطاع غزة بإشراف إسرائيلي، لكن وزارة الأمن الإسرائيلية تعارض هذه النقطة».
ولفت كاتس إلى أن «لسكة القطار رؤية اقتصادية، وأيضاً استراتيجية»، مضيفاً إنها «ستتيح عبوراً برياً آمناً، وتوفر على الدول العربية على المستوى الاقتصادي، للوصول إلى شواطئ المتوسط». وقال إن «طول المسار البحري الذي يبدأ من الميناء المركزي في السعودية، الدمام، ليصل إلى البحر المتوسط عبر قناة السويس، يبلغ 6000 كيلومتر»، بينما «عن طريق اليابسة عبر إسرائيل للوصول إلى ميناء حيفا، يبلغ فقط 600 كيلومتر».
وفي هذا الإطار، ذكرت الصحيفة أن كاتس أوضح لمبعوث ترامب أنه «لا يطلب دعماً مالياً أميركياً للمشروع، وإنما يطلب فقط تشجيع الأردن والسعودية ودول الخليج لقبول المشروع»، إذ إن «السكك الحديدية التي ستمر في الدول العربية ستموّلها شركات خاصة بغية الربح المالي».
إلى ذلك، لم ينسَ الوزير الإسرائيلي التطرق في مؤتمره الصحافي إلى «الهجوم الكيميائي» في سوريا، مشيراً إلى أنه «يدعم بشدة فكرة نقل أطفال سوريين تعرضوا للهجوم، إلى إسرائيل، بهدف معالجتهم في المستشفيات». ولفت إلى أنه «طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بإرسال مساعدات إنسانية وطبية إلى الجرحى، وخاصة الأطفال».

 

يمكنكم متابعة الكاتب عبر تويتر | BeirutHamoud@
اسرائيليات
العدد ٣١٤٦ الخميس ٦ نيسان ٢٠١٧
بيروت حمود
جريدة الاخبار

مبادرة أوروبية للدخول من «ممر إسعافي» إلى حلب

إرسال إلى صديق طباعة

وسيم ابراهيم

بالكاد بدأت وسائل الإعلام تتداول خبر المبادرة الاوروبية الاغاثية لحلب، مساء الأحد، حتى اشتغل الخطّ الحار بين بروكسل وطهران. كانت إشارة لافتة على مستوى تطور العلاقات، ما جعل العاصمة الايرانية القناة الافتتاحية لمباركة الخطة الجديدة، مع قصرها «في هذه المرحلة» على عملية «خالية من السياسة» تشمل ايصال المساعدات الانسانية وعمليات الاخلاء الطبي. هذه المبادرة، مع استطالتها باتجاه آفاق الجمود القائم بين واشنطن وموسكو، سوف تكون محط نقاش متزايد، خصوصا مع وصول وزير الخارجية الاميركي جون كيري إلى بروكسل اليوم.
المبادرة تهدف إلى تأمين مظلة سياسية، أمنية، لإنشاء ما يشبه ممراً إسعافياً. العملية الاغاثية هذه تشمل جانبين: أولاً تحريك قوافل مساعدات تحمل المواد الأساسية لحوالي 130 ألف انسان من المحاصرين في حلب، وسط حديث متزايد من الامم المتحدة عن نضوبها، وثانياً حراك بالاتجاه المعاكس لإجلاء مئات من المصابين إلى مناطق أخرى، مع فتح المجال لنقل ذوي الأوضاع الحرجة إلى مشافٍ في دول أوروبية.
وسألت «السفير» المفوضية الأوروبية حول الاستجابة التي لاقوها بعد إطلاق مبادرتهم. ردت المتحدثة باسم الخارجية الاوروبية نبيلة مصرللي ان رئيستها فيديريكا موغيريني في خضم «استشارات مكثفة»، موضحة أن التنسيق شمل محادثات مكثفة مع الممثل الأممي ستيفان دي ميستورا، لتتصل وزيرة الخارجية الاوروبية بعيد إطلاق المبادرة بنظيرها الايراني محمد جواد ظريف، إضافة إلى وجود اتصال مُجَدولٍ مع الوزير الروسي سيرغي لافروف.
مصادر أوروبية مطلعة على تلك المباحثات أكدت لـ «السفير» أن محادثات ظريف وموغيريني كانت «مثمرة»، مشددة على أن الوزير الايراني كان «متجاوباً» مع المبادرة الاوروبية. إطلاق خطة «الكوريدور الإسعافي» جاء بالطبع بعد مشاورات مكثفة بين وزراء الخارجية الاوروبيين. أما عن أسباب التفاؤل بإمكانية نجاحها، فلفتت المصادر إلى أن «الجميع يحتاجون هذه المبادرة، بما في ذلك الولايات المتحدة».
ثمة انطباع أثاره المسؤولون الاوروبيون بأنهم اجترحوا صيغة تحل مشكلة لكل من موسكو وواشنطن. الروس يحتاجون إلى إدخال مساعدات انسانية، كبادرة تخفف من وقع الحملة الاعلامية المكثفة ضد دمشق وحلفائها، أما الأميركيون فيحتاجون إلى أن يخرج حراك ما لملأ فراغ الجمود المُلامين عليه من قبل حلفائهم، لكن الطرفين، وفق شروحات أوروبية، مثقلان بشروط صفقتهما التي يجب أن تتحقق سلفاً حتى حينما يتعلق الأمر بتمرير مساعدات اغاثية.
لم يشترط الاوروبيون وَقفاً لإطلاق النار، ولا كرروا صيغة وقف الاعمال العدائية، بل طالبوا «جميع الاطراف» بما سموه «الحد الأدنى من شروط السلامة لحماية عمال الاغاثة» بما يُمكن من إنجاز عملية «الكوريدور الإسعافي». الأمر متروك لمنظمات الاغاثة، تحديدا وكالات الامم المتحدة بالتشارك مع الهلال الأحمر السوري، كي تحدد الوقت الكافي فقط لإنجاز تلك المهمة الانسانية، من دون الحديث عن هدنة موقوتة كالتي طرحها الروس سابقا.
يتحدث المسؤولون الاوروبيون بانفتاح لافت، طبعاً يطلبون عدم ذكر أسمائهم، حينما يعللون سبب تعثر عمليات الاغاثة سابقاً. يقول أحدهم إن موسكو وواشنطن ربطتا علميات الاغاثة الانسانية «بتحقيق أهداف أكثر طموحاً»، تتعلق بعناصر صفقة سياسية شاملة ليست العملية الاغاثية سوى مجرد أداة فيها. ما يعتقد الاوروبيون أنه عنصر لمصلحة تحركهم هو التخلص من تلك الشروط الكبيرة «فحتى تتحقق تلك الأهداف الطموحة يجب ألا يموت الناس من نقص الحاجات الأساسية».
تلقت الحكومة السورية من الخارجية الاوروبية طلباً رسمياً للسماح بمرور القافلة الاغاثية، وتأمينها تالياً خلال مرورها من أحياء حلب الغربية باتجاه الأحياء الشرقية، كما تضع بروكسل لمسات أخيرة على طلب آخر يتعلق بعمليات الاجلاء الطبي. شاحنات القافلة باتت شبه مكتملة، تنتظر إشارة التحرك، والمسؤولون الاوروبيون يتحدثون أيضاً عن «إشارات مشجعة» جاءت من طرف المعارضة السياسية المتصلة مع الجماعات المسلحة داخل حلب الشرقية.
إذا كانت إمكانية انشاء «كوريدورات» إغاثية واردة، بعد تخليصها من السياسة، لماذا لم يبادر إليها الاوروبيون قبل الآن؟ لا أجوبة شافية. التوقيت ليس بلا معنى طبعاً، ومع إطلاق هكذا مبادرة، يثبّت الاتحاد الأوروبي موقعه الجديد بوصفه لاعبا أساسيا «في الوسط»، خصوصا أن موغيريني باتت تتحدث الآن عن إيجابية وجود «تواصل مع جميع الأطراف». أحد المسؤولين الأوروبيين شدد على أن هذه المبادرة «خالية من السياسة»، قبل أن يستدرك أنها كذلك «في هذه المرحلة».
هنا تحضر المرافعة الأوروبية، المعلنة خلال الشهر الماضي، عن ضرورة الجلوس على مقعد «مؤثر» حول طاولة الحل السياسي في سوريا. مسؤول أوروبي معني بذلك قال إن القصد هو «حينما سيجري تقرير مستقبل سوريا»، في إشارة إلى العملية التالية للصفقة الأميركية ـ الروسية بجوانبها العسكرية. شرح المصدر أن أوروبا هي من ستقود عملية إعادة اعمار سوريا، كما أنها تستقبل اللاجئين السوريين، إضافة لكونها أكبر المانحين، كل هذا ليقول إن بروكسل لن تقبل بغير مقعد أساسي خلال صياغة التسوية السورية.
على كل حال، الاستعصاء الأميركي ـ الروسي، الظاهر على الأقل، سيحضر مع وزير الخارجية جون كيري إلى بروكسل. اليوم سيكون ضيف ندوة نقاش عام تنظمه مؤسسة بحثية أميركية. كما سيلتقي نظراءه الاوروبيين، الذين سيبدأ بعضهم التوافد غدا إلى بروكسل، للمشاركة في المؤتمر الدولي حول أفغانستان الذي سيعقد الأربعاء.
حتى ذلك الحين، لا شيء يضمن نجاح المحاولة الاوروبية الجديدة، حتى من باب إبعاد السياسة عن «الممر الإسعافي». سيكون هناك نحو 700 جريح موزعين في ستة مراكز طبية لا تزال تعمل، بعضهم في حالة حرجة، ينتظرون «الإجلاء الطوعي»، مع استعداد أوروبي لنقل الحالات الصعبة للعلاج في دول أوروبية. الأمم المتحدة بدورها تخطط لنقل دعم بشري يساند الكادر الطبي الباقي في حلب، مع تأكيدات بعدم وجود أكثر من 35 طبيبا «يعملون ليل نهار تحت القصف المتواصل».

 10-4-2016

JPAGE_CURRENT_OF_TOTAL