«القتل» باسم المسيح

طباعة

23-1خلافا لما هو متعارف عليه من نزعة المسيحية إلى التزام اللاعنف إلا أن تاريخ الكنيسة يثبت أن البطاركة والرهبان استعانوا غالباً بالعنف لحل نزاعاتهم اللاهوتية. إلا أن المرة الأولى التي لجأت فيها الكنيسة الكاثوليكية إلى العنف المنظم كانت خلال الحروب الصليبية وهي أرست بذلك تراثا من ممارسة العنف لتحقيق غايات سياسية. وبحكم العلاقة التي جمعت الكنيسة المارونية بالفاتيكان، خصوصاً منذ القرن الثامن عشر، فقد تبنت الكنيسة المارونية أساليب عمل الكنيسة الكاثوليكية ومنها ممارسة العنف ضد خصومها بطرق غير مباشرة.

منذ اليوم الأول لاعتراف الامبراطور الروماني بالمسيحية كدين من أديان الدولة في العام 312 ميلادية ظهرت مطالبة أسقف روما بإعطائه الأولوية على غيره من أساقفة الولايات الرومانية الأخرى. وقد استند البابا في ذلك الوقت إلى حقيقة أن روما كانت هي عاصمة الدولة الرومانية وبالتالي فإن لأسقف العاصمة الأولوية على أساقفة الولايات الأقل أهمية. هذا ما رفضه أساقفة المناطق الأخرى كما رفضه الامبراطور نفسه الذي كان قد نقل عاصمته إلى القسطنطينية في الشرق، خصوصاً أنه كان يخشى من تركيز السلطة الدينية في يد أسقف واحد ما سيضعف قبضة الامبراطور على الكنيسة وهو الذي كان يعتبر رأس الكنيسة لقرون عديدة. أدى سقوط روما في أواخر القرن الخامس بأيدي القبائل البربرية الجرمانية إلى زوال الجزء الغربي من الامبراطورية ما وضع البابا في ذلك الوقت أمام مسؤولية إدارة الشؤون الزمنية للمدينة إضافة إلى الشؤون الدينية. ولقد شهد القرن السادس محاولات حثيثة من قبل الامبراطور جوستينيان لاستعادة الولايات الرومانية التي سقطت بأيدي