العراق: ديمقراطية متصدعة و«هويات» متناحرة

طباعة

30بعد سبعة أعوام من الاحتلال الأميركي، وخمسة أعوام على التجربة السياسية التدميرية - التفتيتية، تعود الاوضاع في العراق إلى المربع الأول حيث تتهيأ القوى السياسية العراقية إلى صيغة خبيثة جديدة أبتكرها الاحتلال للبقاء الدائم، ستكون مختلفة عن المهام القتالية التي كانت متبعة في السنوات الماضية، وقد جاءت تفجيرات يوم 25 آب لتؤكد ما ينتظره العراق في المرحلة المقبلة. ولكن ماذا يعني إنهاء المهام القتالية لقوات الاحتلال؟ وهل بقاء 50 ألفاً من جنود الاحتلال، وعشرات آلاف المرتزقة، يعني فعلاً ان المهام القتالية للقوات الأميركية في العراق قد انتهت؟

ستحقّق النهاية الرسمية لمهمة الولايات المتحدة القتالية في العراق الوعدَ الذي قطعه الرئيس باراك أوباما للوصول إلى البيت الأبيض أثناء حملته الانتخابية التي فتحت له أبواب البيت الأبيض، لكنها تمثل أيضاً مخاطر عميقة، إذ يسعى لنيل الفضل بدون إصدار تصريح بالانتصار لأوانه.

وبينما كانت تعبر الحدود صفوف من المركبات العسكرية والجنود ليستقبلهم أهاليهم بسعادة الأسبوع الماضي، أصدر أوباما تصريحاً تعرض فيه للانسحاب مكتوباً بجملة واحدة في مناسبتين لجمع الأموال لصالح حزبه، وفي حين أسماها البعض بنهاية حرب السبعة أعوام، سعى أوباما إلى تجنب أي نوع من إعلان تنفيذ المهمة بنجاح التي طاردت الرئيس السابق.

لكّن البيت الأبيض الذي كان يريد أن يجد طريقةً للاحتفال باللحظة وتذكير الناخبين قبل شهرين فحسب من انتخابات نصف المدة بأنه نفذ عهده بسحب قوات مقاتلة، نسي ان رمزية الجنود المغادرين التي عرضت على شبكات التلفاز أخفت الواقع الأكثر تعقيداً، فبالرغم من مغادرة قوات قتالية مخصصة وتغير المهمة رسمياً في 31 آب إلى دور آخر، سيبقى في البلاد 50 ألف جندي أميركي للمشورة والمساعدة لمدة 16 شهراً آخر، وسيبقون معرضين للخطر مسلحين ومستعدين للقتال لو طرأت الحاجة، والأكثر أن مستقبل العراق لازال محفوفاً بالتحديات وسط موقف سياسي مسدود عنيد وتمرد منخفض الأهمية.