تبرير أميركي للعدوان: لم ندخل حرب اليمن!

طباعة

المدمرة الأميركية

عاد بابُ المندب مدخلاً عريضاً للحرب التي تقودها السعودية والولايات المتحدة على اليمن، كما كان في الأيام الأولى لهذه الحرب حين ادعت دول عربية وغربية، أن أحد أهم أهدافها هو حماية الأمن الملاحي في المضيق الاستراتيجي، وذلك بعدما سُلّم اللواء 17 مشاة المرابط في منطقة باب المندب في آذار 2015 لـ «أنصار الله»، في ذريعة اعتبرت حينها ورقةً استراتيجية في يد طهران.
ونفذت الولايات المتحدة، أمس، أولى ضرباتها منذ بدء الحرب السعودية على اليمن، ضد «ثلاثة مواقع رادار» للحوثيين في «مناطق نائية»، بحجة استهدافهم لسُفنها في المضيق، بعد أقل من اسبوع من إعلانها أنها تُراجع دعمها لحليفها السعودي في حربه. وبغضّ النظر عما إذا كان من المفترض أن تكون هذه الرادارات قد دمرت خلال القصف السعودي المستمر منذ أكثر من عام ونصف العام، فإن واشنطن التي نجحت إلى حد ما في لعبة التمويه عن مجزرة حليفتها في صنعاء، أكدت أنها لن تتوانى عن تنفيذ عدوان جديد ضد الحوثيين، معتبرةً ان ذلك لا يدخل في إطار الصراع في اليمن، بعدما وجهت أهدافها للمرة الأولى في هذا البلد، مباشرة، لأهداف غير تنظيم «القاعدة» التي تقول إنها تحاربها.
وجاء القصف ضد المواقع الحوثية رداً على الادعاء الأميركي بأن استهداف مدمرتين اميركيتين في البحر الأحمر حصل للمرة الثانية خلال اربعة ايام، بعدما ادعت ذلك يوم الاحد الماضي، وهو ما نفاه الحوثيون.
وأوضح مسؤول اميركي ان القصف استهدف ثلاثة مواقع رادار على ساحل البحر الاحمر، بواسطة صواريخ «توماهوك» اطلقت من المدمرة «يو اس اس نيتز» بعدما اجاز الرئيس الاميركي باراك اوباما هذه الضربات. وأكدت واشنطن ان الضربات «المحدودة» تندرج ضمن إطار الدفاع عن النفس. ووفقا للجيش الاميركي، فإن الصواريخ المضادة للسفن التي يستخدمها الحوثيون هي على الارجح من طراز «سي 802 سيلك ورم» من اصل صيني يبلغ مداها اكثر من مئة كيلومتر. وقالت مصادر عسكرية يمنية إن المواقع المستهدفة تقع قرب ميناء المخا والخوخة ورأس عيسى.
وكانت السفينتان المستهدفتان، «يو اس اس ميسون» و «يو اس اس بونس» حين اطلاق الصواريخ في البحر الاحمر، قرب مضيق باب المندب، لكن لم تلحق بهما أي ضرر، فيما سقطت الصواريخ في المياه، بحسب الأميركيين.
وقال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك إن الضربات الأميركية «لا تتصل بالصراع الأوسع في اليمن. تواصل الولايات المتحدة تشجيع جميع أطراف الصراع اليمني على الالتزام بوقف الاقتتال والسعي للتوصل إلى حل سياسي».
واعتبرت الامارات المشاركة في «التحالف» العربي، ان الرد الاميركي هو «رد مشروع ومبرر على الاعتداءات المتكررة المسنودة بقوات التمرد»، وذلك في بيان لوزارة خارجيتها، بعدما كان الحوثيون تبنوا الأسبوع الماضي استهداف إحدى سفنها، فيما حذر التحالف السعودي حينها من ان الهجوم «مؤشر خطير يؤكد توجه هذه المليشيات لتنفيذ عمليات ارهابية تستهدف الملاحة الدولية المدنية والسفن الاغاثية في باب المندب».
ونفى الحوثيون أمس، مسؤوليتهم عن استهداف المدمرة الأميركية «يو اس اس ميسون» كما سبق لهم ان أكدوا يوم الاحد الماضي، حين ادعت واشنطن للمرة الأولى أن مدمرتها تعرضت لقصف حوثي. ووضع مصدر حوثي التصريحات الاميركية في «سياق خلق المبررات الكاذبة لتصعيد الاعتداءات، وللتغطية على الجرائم المتواصلة التي يرتكبها العدوان بحق الشعب اليمني».
بدوره، اعتبر العميد الركن شرف لقمان، المتحدث باسم الجيش اليمني واللجان الشعبية، أن «الاعتداء الأميركي المباشر واستهداف الأراضي اليمنية ليس مقبولاً، وسيتم التعامل مع أي تطورات بما يناسبها»، مؤكداً الحق «في الدفاع عن سيادة اليمن وحماية حدودها البرية والبحرية».
من جهته، اتهم حزب المؤتمر الشعبي العام «التحالف العربي» باستجلاب عناصر من «القاعدة» و «داعش» في سوريا لمهاجمة السفن قبالة سواحل اليمن، وإلصاقها باللجان الشعبية التابعة للحوثيين والرئيس اليمني علي عبد الله صالح.
وتزامناً مع هذه التطورات، كشفت وكالة «تسنيم» الايرانية ان مدمرتين ايرانيتين غادرتا في الخامس من تشرين الاول الحالي الى خليج عدن لحماية السفن التجارية وناقلات النفط.
وأوضحت ان المدمرتين ستتجهان بداية الى خليج عدن ومضيق باب المندب، قبل الانتقال الى تنزانيا.
إلى ذلك، اعتبرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس ان المجزرة التي نفذتها السعودية واستهدفت قاعة عزاء في صنعاء يوم السبت الماضي «يمكن تصنيفها جريمة حرب».
(«السفير»، ا ف ب، رويترز، اب)

 14-10-2016