معركة كسب تستعر.. وتركيا تتدخل فيها

طباعة

صورة وزّعتها وكالة «الأناضول» التركية امس، لمسلحين من «أنصار الشام» خلال سيطرتهم على معبر كسب السوري الحدودي مع تركيادخلت تركيا بشكل علني على خط المعركة المستعرة في ريف اللاذقية، عبر إسقاط طائرة حربية سورية واستهداف مواقع للجيش السوري، الذي يستعد لشن هجوم مضاد لاستعادة كل المواقع التي سيطر المسلحون عليها.
وبالتزامن مع ارتفاع حدة المعارك في ريف اللاذقية الشمالي، خصوصا على محور معبر كسب الحدودي مع تركيا، سقط صاروخان على وسط اللاذقية، وأديا إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة خمسة. كما قتل خلال المعارك في كسب قائد قوات الدفاع الوطني في اللاذقية هلال أنور الأسد، وهو أحد أبناء عمومة الرئيس بشار الأسد، وذلك بعد ساعات من مقتل قائد قوات الحرس الجمهوري في حلب العميد سميع يوسف عباس. وتشهد مدينة حلب هجمات عنيفة من محورها الغربي، وسط محاولات فصائل «إسلامية» لدخول المدينة من جبهتها الغربية.
إلى ذلك، رفضت قطر تقارير عن وجود تنافس مع السعودية بشأن الجهود الرامية لإنهاء الحرب السورية، مؤكدة ان البلدين، وهما أكبر داعمين للقوى المسلحة، بينهما أعلى مستوى من التنسيق.
وذكر ديبلوماسيون ومصادر من المعارضة أن هناك توترا بين الجماعات التي تدعمها كل من قطر والسعودية داخل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، وأن البلدين يدعمان جماعات مسلحة مختلفة على الأرض. ونقلت وكالة الأنباء القطرية (قنا) عن وزير الخارجية خالد العطية «نفيه الشائعات» بشأن وجود خلاف بين الرياض والدوحة بشأن سوريا.
وقال العطية، في منتدى في بروكسل أمس الأول، «في الملف السوري نحن على أعلى مستوى من التنسيق مع مجموعة أصدقاء سوريا، وبالأخص السعودية».
ويشهد ريف اللاذقية الشمالي لليوم الثالث على التوالي اشتباكات ضارية، وسط محاولات ثلاث فصائل «إسلامية» مسلحة، هي «جبهة النصرة»، و«أنصار الإسلام»، و«شام الإسلام»، الوصول إلى بلدة كسب الحدودية مع تركيا.
وقال مصدر ميداني، لـ«السفير»، إن المدفعية التركية قصفت عدة مواقع في الداخل السوري، في محاولة منها لـ«التغطية على العمل المسلح الذي تنفذه الفصائل الإسلامية»، موضحاً أن طائرة حربية سورية كانت تؤازر القوات الموجودة على الأرض اقتربت من الحدود التركية، فقامت طائرة حربية تركية بإسقاطها.
وتستعد القوات السورية لشن هجوم مضاد على مواقع المسلحين الذين لم يصلوا إلى بلدة كسب، حيث تم استقدام قوات ضخمة الى المنطقة التي تتواصل فيها معارك ضارية في الريف الشمالي، وخصوصاً في محيط قرى خربة سولاس، والملك، وبيت حلبية، في حين تتقدم قوات الجيش السوري نحو بلجة نبع المر الحدودية.
ونفى المصدر الميداني سيطرة المسلحين على معبر كسب الحدودي، موضحا أنهم تمكنوا من التقدم نحو المعبر والوصول إليه قبل الانسحاب منه، ليبقى المعبر من دون أية سيطرة من أي طرف، حيث يقوم الطرفان بعمليات قنص. وذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان»، في بيان، أن «القوات السورية والمسلحين الموالين لها سيطروا بشكل كامل على المرصد 45 وعلى قرية السمرا بعد اشتباكات مع الكتائب الإسلامية المقاتلة وجبهة النصرة».
واتهم مصدر عسكري سوري، في بيان، «تركيا بدعم المسلحين، عبر إسقاط طائرة مقاتلة أثناء ملاحقتها العصابات الإرهابية داخل الأراضي السورية في منطقة كسب في ريف اللاذقية»، وذلك بعد بيان لوزارة الخارجية اتهم القوات التركية بقصف الأراضي السورية «لتأمين التغطية لدخول العصابات الإرهابية المسلحة من الأراضي التركية إلى داخل سوريا».
وستزيد عملية إسقاط تركيا للطائرة السورية من التوتر المحتقن بين البلدين، فيما أشارت وكالة «الأناضول» إلى سقوط قذائف في منطقة ياديلاغي التركية، مشيرة إلى أنها جراء الاشتباكات التي تجري على الحدود. وأعلن وزير الدفاع التركي عصمت يلماظ أن تركيا لديها «القوة» و«القدرة» على حماية حدودها. وأضاف «ينبغي ان لا يحاولوا اختبار تصميمنا»، وذلك بعد أن حذر رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان السلطات السورية من أن «ردنا سيكون قاسيا إذا انتهكتم مجالنا الجوي».

 

(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)